منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - السلفيين والسننيين
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-03-14, 10:29   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
حامل اللواء
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية حامل اللواء
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


أخي الكريم
أنعم الله عليك بالخير والهدى، ووفقك إلى طريق الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة.

من المحزن والمؤسف حقًّا، أننا بعد أن يمُنَّ الله سبحانه وتعالى علينا بنعمة الهداية إلى طريقه والالتزام بمنهجه، والسير على صراطه المستقيم، نجنح بأنفسنا ونبحر بها في ظلمات الحيرة من جديد، ويجد الشيطان - بعد أن ضيقنا عليه نسبيًّا مدخل المعاصي والذنوب - مدخلاً ذكيًّا يدلف منه لقلوبنا، وينفث فيها سمومه، تحت ستار الرغبة في إيجاد عمل دعوي فاعِل يرضي الله عز وجل.
وإنه عجيب والله أن نَنْحتَ من الإسلام - الذي جاء لينقذ الناس من الحيرة والضلالة – أدوات للفرقة والاختلاف وتقطيع الأواصر بين حامليه والمنتسبين إليه.

إن أعظم قوة يتمتع بها المسلمون، ويحققون بها النصر على أعدائهم، بعد قوة إيمانهم بالله عز وجل، هي قوة الإخاء والوحدة والترابط، وهي ما أرشد إليه ربنا سبحانه وتعالى بقوله: "واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانًا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون . ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون . ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم".

أمْرٌ بالاتحاد والتآخي، يعقبه نهيٌ وتحذيرٌ من الفُرقة والاختلاف. وفي آية أخرى يقصِر الله عز وجل الأخوَّة على المؤمنين، ويجعل الأخوَّة مرادفة للإيمان، فيقول: "إنما المؤمنون إخوة"، وهو ما أكده نبينا صلى الله عليه وسلم بقوله: "المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضًا" متفق عليه.

خطابٌ قرآنيٌّ وحديثيٌّ يشمل المؤمنين جميعهم، كلَّ المؤمنين، كل من رضي بالله ربًّا وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولاً، وبالقرآن الكريم شريعة ومنهاجًا ودستورًا، ولا أظن أن هناك جماعتين، أي جماعتين، قد اختلفتا على هذه المبادئ أو تنازعتا عليها.

إن هذه التيارات – كما تسميها – أو الجماعات - كما يطلق عليها البعض – إنما هي في حقيقتها مجرد "تجمعات" لا نستطيع أن نطلق على أحدها – أو حتى مجموعها - أنها جماعة المسلمين التي يجب أن ينضوي تحتها كل المسلمين، وأن مَنْ يخرج عن كنفها مفارق لجماعة المسلمين. فكل تجمع من هذه التجمعات اصطلح أفراده فيما بينهم على تبني وسائل معينة يخدمون من خلالها الإسلام، ويرون - مخلصين والله حسيبهم - أن هذه الوسائل ستؤدي بهم يومًا ما إلى تحقيق ما ينشدونه من خير للإسلام والمسلمين. قد يتفق معهم على بعض هذه الوسائل غيرهم من التجمعات وقد يختلف.

ووجود مثل هذه التجمعات وتعددها في هذا النطاق ليس بالأمر الضار، وإنما هو ظاهرة صحية لو فهم كل منها دوره، وعرف كيف ينظر إلى غيره من هذه التجمعات وكيف يتعامل معها. فتكون العلاقة بين تلك التجمعات علاقة تعاون وتكامل بنَّاء، لا علاقة تصادم وتناحر هدَّام.