لماذا هذا التحامل أخي أنور على المعلمين إنهم فقط يبحثون عن جزء من حقهم المهضوم في هذا البلد الذي تحكمه المافيا والتي تمنحالملايير فقط لمن يشبهونهم في الفعل والصفات (المقاولون المرتشون ، نواب البرلمان المصوتون بنعم على الفساد، الوزاراء المخضرمون وأصحاب المهمات القذرة ، السراقون .....) وصار همّ الجميع البحث عن لقمة العيش ....العلم لا يتحدّث عنه أحد ....أن تدرس فأنت مشروع فشل من قبل وسيفشل دوما وستكون إن شاء الله فاشلا دوما وأبدا ... الدراسة مفتاح الفشل في بلاد تقدّس الدينار...
المعلّم مسكين وجد نفسه في دوامة كغيره من أبناء الشعب الجزائري الذي تزخر بلاده الخيرات (الله غالب البترول مايكفيناش كامل) أقول وجد المعلم نفسه في آخر مرتبة في المجتمع فماذا يفعل ؟؟ لا قيمة مادية ولامعنوية ...آسف المعلم كغيره أصيب بداء المادية وصار يبحث عن حظه في الريع والبحبوحة التي طالت الجميع ووسيلته في ذلك للأسف ليست إلا الإضراب الذي يضر أولا وأخيرا بالأطفال الصغار الأبرياء الذين لاذنب لهم إلا أنهم ولدوا في بلاد كانت تسمى الجزائر ولا أريد أن أقول اسمها الآن ....
الأطفال الصغار أصيبوا أيضا بنفس الداء كأنه صار مرضا وراثيا ...اسأل أي تلميذ عن طموحاته المستقبلية فسيقول لك أنه سينخرط في الجيش لأنه مستقبل مضمون ..لماذا... لماذا... لماذا.. لأن أخاه الأكبر وعمه وأخته وابن خاله وابن خالته وجارهم وكل أهالي المشتة يحملون شهادات عليا تعادل شهادة البؤس والفشل ...شهادات حتى أساتذهم ومعلميهم لا يعترفون بها ألم تسمع ماذا قال الأساتذة حين هددتهم الوزارة بتعويضهم بآخرين ؟؟ قالوا أن خريجي الجامعات لا يستطيعون القيام بالتدرس ؟؟ شيء محيّر من كوّن هؤلاء المخترجين ؟؟ ومن منحهم هذه الشهادات ؟؟ أشياء كثير تدور في ذهني لا أستطيع التعبير عنها فكل شيء اختلط وكل المفاهيم والقيم تغيّرت.
المعلّم وجد وسيلة ضغط فهو يستعملها لكن الآخرين لم يجدوا ما يجابهون به هذه السلطة الفاشلة إلا في القمع والتهديد والوعيد..
هل المعلّم مخطىء حين يطالب بحقّه المادي ؟؟ أبدا لكن الأحرى به أن يطال بالجانب المعنوي من حقوقه قبل المادي ..أين كرامته وأين قدسيته التي يحظى بها غيره في بلدان أسوء منّا ظروفا ...لقد ألبسونا ثوب الخنوغ والخضوع والذل وجوّعونا حتى نسينا كرامتنا وحرّيتنا ومبادئنا وأهدافنا وصرنا نلهث وراء لقمة العيش ونستجدي فتات موائد سادتنا ...
المشكل أخطر وأدهى وأمرّ ...ليس التعليم في نظر المعلّم إلاّ وسيلة رزق ...هنا انتهى دوره في المجتمع ومصيره الفشل...لقدّ درّس أجدادنا بلا مقابل وامتهنوا مهنا أخرى ليسدوا حاجاتهم المادية ...أنالا ألوم المعلّمين لكن أتساءل فقط لو أنّ هذه السلطة الغاشمة قرّرت توقيف التعليم في المدارس هل سنجد معلّما متطوّعا في حيّه أو في قريته يعلّم الأطفال كي لا يكونوا فريسة للجهل والأميّة؟؟ االجواب أخطر من السؤال...وبالمقابل لو أنالنظام قرر التخلّي عن مجانية التعليم هل نجد أولياء يعلّمون أولادهم وإن وجدنا فهل يستطيعون حقا؟؟
إلى أين تمضي بنا هذه الأحداث المتسارعة؟؟ لا شيء ينبئ بالخير ...
معدّل قراءة الفرد الجزائري نصف صفحة في العام ...أيّ أمية أكثر من هاته ...أمة إقرأ لاتقرأ...لا أحد يهتم بالعلم ...
أصحاب الشهادات كومة من نفايات
الأمراض تنهشنا وحتى البسيطة والبدائية منها تقتل منّا مئات الآلاف كلّ سنة ...والأطباء يا مساكين حين قاموا بالإضراب قوبلوا بالضرب.
الإقتصاد صار اقتصاد مافيويا يعتمد على أسلوب السلب والنهب.
الأمن صار في خطر ...المجرمون مكرّمون والبراءة متهمة ...
ماذا أكثر لنتحرّك
لا رجاء من مستضعف إلّا إذا يئس...ألم نيأس بعد؟؟
أعلم أنني لا أقدّم الجديد فكلنا يعلم ما قلناه ولكني مصاب كغيري بداء استرجاع الأحزان ...