منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - نصوص مسابقة فن القصّة..
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-03-04, 23:29   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
العواد
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية العواد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي مأساة زفاف...

السلام عليكم ..إليكم هذه القصة كنت قد أنزلتها سابقا ولكن كتحفيز جددتها وفيها قصتي مع السيجارة ..

عرفتها فتى ناصف عقده الثاني .. قويا وإن صح القول في عنفوان المراهقة ، في الوقت الذي يصبح فيه الفتى شكلا من أشكال الفضول وقالبا له...لا يرى شيئا لا ييسمع شيئا إلا حاول الإقتراب منه والتعايش معه، وكانت كل الحكاية في ساعة اللقاء الأولى فقد عشت معها ساعة من الزمن لا ينفك المرء يبحث عنها ،ساعة لا تعوض بألف منها ...حاورتها في سحر الليل البهيم حين يسدل وشاحه الأسود في أرجاء المعمورة ويصبح كل جامد حيا ينطق بما لم يبح به من قبل...في الساعة التي تناجي فيها الأرض القمر ... ويناجي الترب الشجر... ويلوح القلب النظر.. مستشفا الخبر من عمق أعماق الحجر ...حين يصبحان العقل والجسد أداة في يد القلب ..فأنا استسلمت لها بكل جوارحي فغمرتني بحبها وجرفتني بحوار الخاطر الطويل ..فما فتئت أبحث عن عيوبها..عن نقطة ضعفها... عن اليد التي آخذها منها.. ولكن كان حس الغريزة في نفسي أضعف من النَّفس التي استنشقتها من ثغرها ..فتذوقت أفكار قلبي وأخذتني أخذ الطفل لدميته وجهله لمعناها ..فتارة يضمها..يداعبها ويضحك...وتارة يضرب بها عرض الحائط متعاليا بصراخه وأناته......ولولا لفحات البرد القارس في عز الشتاء لما طاب لنا دفء المنزل والأناة للنار ..ولولا المرارة لما عرفنا طعم الحلاوة..،لذا فقد أحببتها بالرغم من كل شيء وهبتها نفسي فاستعبدتني ..ترفعت عنها وعاتبتها فبالرغم مني استعبدتني واستعبدتني...ولدت بيننا ملامح ألفة فالشوكة الضارية تنمو قرب الوردة الجميلة أحيانا ..فلا جمال الوردة يغلب على وحشية الشوكة حين تلمسها..ولا قبح الشوكة يطغى إن ذقت بأنفك أريج حب الوردة للحياة..وأقيمت مراسيم زفاف ..كانت أقرب منها إلى مراسيم جنازة ..وهذا أنا وقد أصبح شغلي الشاغل أن أنسق بين شطري قلبي ليصبح قلبا واحدا فأستطيع الحياة...يراودني كرهي لها ...فأبغضه في ساعات أحن لها فيها ...ويراودني حبي لها ....في ساعات تكون جالسة جنبي ،لكن القلب المحب يمنعني من لمسها ..القلب الذي قادني ذات يوم إلى كوخها الذي يتراآى لك في الوهلة الأولى قصرا من ذهب..
تحولت حياتي إلى لغز مبهم والحل مدفون في أعماق غيابات قلبي ...فلا أنا طلقتها ثلاثا..ولا أنا تنازلت عن القضية وسحبت اتهاماتي...