منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - من يسيىء الى الصحابة هو كافر**
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-03-02, 08:57   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
ابراهيم زياني
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه باطنـًا وظاهرًا ووالى أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم باطنـًا وظاهرًا وذبّ عنهم ابتغاء رضاه .
أما بعد :
فإن لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم منزلةً عظيمة ومكانة رفيعة قرّرها الله تبارك وتعالى في كتبه التي أنزلها الله لهداية البشر وعلى ألسنة رسله الذين كلّفوا بتبليغ تلك الرسالات المتضمنة لهذه الهداية .
قال الله : { محمدٌ رسول الله والذين معه أشدّاء على الكفّار رحماء بينَهم تراهم ركّعـًا سجّدًا يبتغون فضلاً من الله ورضوانـًا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزرّاع لغيظ بهم الكفّار } [ الفتح : 29 ] .
وقال في حقهم : { لا يستوي منكم مَن أنفقَ من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظمُ درجةً من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلاًّ وعد الله الحسنى ... } [ الحديد : 10 ] .
وقال تعالى : { كنتم خيرَ أمة أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله } [ آل عمران : 110 ] .
وقال تعالى : { وكذلك جعلناكم أمةً وسطـًا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدًا ... } [ سورة البقرة : 143 ] .
وقال تعالى : { والسابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم
بإحسانٍ رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعدّ لهم جناتٍ تجري تحتها الأنهار ... }
[ التوبة : 100 ] .
وأثنى عليهم رسوله صلى الله عليه وسلم عاطر الثناء؛ فقال صلى الله عليه وسلم : ((خير الناس : قرني، ثم الذين يَلُونَهم، ثم الذين يَلُونهم ...)) الحديث .
وقال صلى الله عليه وسلم : ((لا تسبُّوا أصحابي؛ فو الذي نفسي بيدِه لو أنفقَ أحدُكم مثلَ أُحُدٌ ذهبـًا ما بَلَغَ مُدَّ أحدِهم ولا نَصِيفَه)) .
ولقد وعي أسلافنا الصالحون هذه الحقائق الكبيرة، وهذه المنزلة العظيمة لهؤلاء الأخيار؛ سادة هذه الأمة وقادتها وأئمتها في العلم، والجهاد، والعبادة، والأخلاق، والصدق في كل شأنٍ في الأخبار وتبليغ هذا الدين، والعمل به، والدعوة إليه، والجهاد في نشره وإعلائه على الأديان كلها .
وعى أسلافُنا الصالحون هذه الحقائق والمنازل الرفيعة لهؤلاء الأمجاد الأكرمين،
واستقرّ هذا الوعي في قلوبهم؛ فدانوا به، وربّوا الأمةَ عليه، وألّفوا في فضائل هؤلاء الصحب الكرام المؤلفات .
وتلقّى ذلك عنهم الأجيالُ جيلاً بعد جيل، لا يخالفهم في هذا المنهج إلاّ من خذله الله، فلم يرفع رأسـًا بما قرّره القرآن والكتب قبله، ولا بما قرّره الرسول صلى الله عليه وسلم ثم خيار أمته .
ولإيماننا بهذه المنزلة الرفيعة لهؤلاء السادة الأخيار سادة الأمة رأينا أن حتمـًا علينا أن نشيد بفضلهم وبمكانتهم، وأن نذبّ عن حياضهم، ونحمي أعراضهم، وأن نفديهم بمهجنا وأعراضنا وأموالنا رخيصة لا نخشى في الله لومة لائم .
ونرى أنّ حبهم وولاءهم أصلٌ عظيم من أصول دين الله، وأنّ بغضهم والطعن في دينهم وعدالتهم كفر كما قرّر ذلك علماء الإسلام؛ لأن الطعنَ في دينهم وعدالتهم طعنٌ فيمن بلغنا ديننا قرآنـًا وسنة .
فعلى من يحامي عن من طعن فيهم أن يعيَ هذه الحقائق ويحسب لهذا الأمر العظيم ألفَ حساب، وأن يفكّر أين يضع قدمَه في الإسلام قبل أن يخوض في الدفاع عن من يطعن في هؤلاء المختارين لصحبة أفضل الرسل وتبليغ هذا الدين العظيم .
وعليه أن يدرك خطورة هذا الأمر وصعوبته وعليه أن يرفض التيريرات والتأويلات الباطلة وعلى الأمة جمعاء خاصة شبابها أن يدركوا ذلك .
وفي الصحائف التالية سردٌ أمينٌ لِمَا سجّله سيد قطب في كتابه ((العدالة الاجتماعية في الإسلام))، و ((كتب وشخصيات)) من طعون لا يطيقُها مَن شمّ رائحةَ الإسلام، ولا من في قلبِه شيءٌ من الاحترام لهؤلاء الصحْب الكرام .
في كتاب ((العدالة)) الذي استمرَّ مؤلفه في طبعه والاعتداد به إلى أن مات، واستمرّ أولياؤه وأنصاره في نشره بدون أيّ مبالاة إلى يومِنا هذا؛ فأين المسلمون ؟، وكيف ينامون تجاه هذا الهوان الذي نزل بأصحاب محمدٍ صلى الله عليه وسلم منذ ألَّف هذا الكتاب من قبل خمسين عامـًا إلى يومنا هذا ؟، وأين شباب الإسلام بوجهٍ خاص وأخص .
كيف تحمى الأنوف لمن يهين كرامة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ولا تحمى تلك الأنوف لأصحاب محمدٍ صلى الله عليه وسلم !!؟ .
أيا معشر المسلمين والعلماء وطلاّب العلم شيبـًا وشبابـًا كيف يستمرّ هذا المنكر الفظيع عقودًا من السنين، يروَّجُ له في أوساطكم بكل هدوء وطمأنينة، ويحاط مرتكبُه بالإجلال والتعظيم والتفخيم !!؟؟ .
اللهم إني أتقرّبُ إليك بحب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم والغيرة الإسلامية لهم، وأتقربُ إليك بالبراءة ممن يطعنُ فيهم، واغفر لي التقصير في حقّك وحقّهم، ووفِّق المسلمين للقيام بحقوقك وحقوقهم . إنك سميعٌ بصير، وعلى كلِّ شيءٍ قدير .
سوف نأتي على صلب الموضوع بعد المقدمة في المشاركة القادمة