4- مسيرة الانحدار في مدارس البنات :
ثم أخذ الطريق ينحدر ، والمصائب تتوالى ، والمدارس التي أنشئت لحفظ البنات وتثقيفهن وتقويمهن ، وكانت عنايتها برؤوسهن ، تملؤها بحقائق العلم ، وأفكارهن ، تقوم طريقها إلى الفهم ، وبقلوبهن ، تملؤها بالإيمان وبالفضائل ، صارت عنايتها بأجساد الطالبات ، وبعد أن كانت مدارس البنات لا يدخلها معلم ولا فـراش إلا إن كان شيخاً كبيراً ، صار معلموها من الشباب العزاب المتأنقين الحاسرين ، أصحاب الشعور المرجلة، والوجوه المحفوفة ، وصارت تقيم حفلات للرجال تمثل فيها البنات ، ويرقصن بالثياب القصيرة الرقصة الرياضية ، ويدبكن ( الدبكة الوطنية ) ، ثم اخترعوا شر اختراع ، وهو هذه الرحلات المدرسية التي يشترك فيها الجنسان ، ولقد بدأ ذلك كله يوم الاحتفاء بالجلاء , المسلم يحمد الله على النعمة ، ويتلقاها بالطاعة ، ونحن قابلنا نعمة الله علينا بجلاء المستعمرين عنا بمعصية ربنا .
( ذكريات 5/233- 234 )
وللموضوع تتمة..