منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - من أخلاق الرسول
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-02-28, 23:25   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أبوعبد الباسط
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

الخلق الخامس:الشكر
من أحسن تعاريف الشكر قول ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين (الشكر ظهور أثر نعمة الله علي لسان عبده ثناء واعترافا وعلي قلبه شهودا ومحبة وعلي جوارحه انقيادا وطاعة)
وهو تعريف شامل جامع مانع
وقيل الشكر هو الاعتراف بالنعمة علي وجه الخصوع
وقال الجنيد رحمه اله الشكر أن لاتري نفسك أهلا للنعمة
وقيل هو الثناء علي المحسن بذكر إحسانه
وقال المناوي رحمه الله الشكر شكران شكر باللسان وشكر بالجوارح وهو مكافأة النعمة بقدر الاستحقاق
وذكر الفيرزآبادي رحمه الله أن الشكر مبني علي خمس قواعد وهي
خضوع الشاكر لمشكور
وحبه له
واعترافه بنعمته
والثناء عليه بها
وان لايستعملها فيما يكره
متي اختل واحدة من هاته الأركان الخمسة فلا يسمي شكرا
وقيل أن الشكر يفقترق علي الحمد في أن الحمد يكون باللسان والقلب اما الشكر فيكون بالثلاثة
وقيل ان الشكر والصبر متلازمان فالصبر يستلزم الشكر فمن كان في نعمة فواجبه الشكر والصبر أما الشكر فواضح وأما الصبر فعن المعصية بأن لايستعمل نعم الله في معاصيه وان يؤدي حق النعم ومن كان في بلية فالصبر في حقه واضح واما الشكر فهو القيام بحق الله تعالي في هذه البلية
منزلة الشكر
الشكر من أعظم الأخلاق التي ينبغي علينا ان نتصف بها جميعا
فقد قرن الله الشكر الإيمان فقال (ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا عليما )
والله يمتن فقط علي أهل الشكر (وكذالك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم الشاكرين )
والناس إما شكور وإماكفور (إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا).
والشكور إسم من أسماء الله جل وعلا
الشكر من أخلاق الأنبياء
1.سيدنا نوح عليه السلام رغم مرارة ما واجهه من المشركين وطول مدة الدعوة لكن الله جل وعلا قال في حقه (ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا).
2.وسيدنا إبراهيم عليه السلام يلقي في النار و يحاول فرعون مصر إذايته في أهله ويعاني من الغيرة بين زوجتيه ثم يؤمر بذبح ابنه لكن يقول ربنا سبحانه وتعالي في حقه (إن إبراهيم كان امة قانت لله حنيفا ولم يك من المشركين شاكرا لأنعمه اجتباه وهديه إلي صراط مستقيم)
3.وسيدنا سليمان عليه السلام في إحدي اللحظات يتذكر نعم الله عليه فيقول في خضوع وخنوع لربه (ربي أو زعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلي والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين)
ويروي في الأثر أن سيدنا دوود عليه السلام قال :يارب كيف أشكرك ؟.وشكري لك نعمة علي من عندك تستوجب شكرا ؟
فقال الله له (يادوود .الآن قد شكرتني )
وموسي عليه السلام يسأل مولاه قائلا (يارب خلقت آدم بيدك ونفخت فيه من روحك وأسجدت له ملائكتك وعلمته أسماء كل شيء وفعلت وفعلت فكيف أطاق شكرك ؟
قال له علم ان ذالك مني فكانت معرفته بذالك شكرا لي )
5.وها هو ربنا جل وعلا يأمر سيدنا موسي عليه السلام فيقول (قال يموسي إني اصطفيتك علي الناس برسالتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين).
وكان سيدنا داوود عليه السلام يقول لو أن لكل شعرة مني لسانين يسبان الليل والنهار ماقضيت نعمة من نعمك
وسيدنا نوح عليه السلام ما كان يأكل طعاما قد إلا حمد الله عليه
وكل الانبياء كانوا من اهل الشكر
أنواع النعم التي تستوجب الشكر
1.نعم عامة تشمل جميع الخلائق
(والله جعل لكم الأرض بساطا لتسلكوا منها سبلا فجاجا)
(ألم نجعل الأرض مهادا والجبال أوتاد وخلقناكم ازواجا وجعلنا نومكم سباتا وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا وبنينا فوقكم سبعا شدادا وجعلنا سراجا وهاجا وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا لنخرج به حبا ونباتا وجنات ألفافا)
وقوله تعالي (قل أرأيتم عن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلي يوم القيامة من الله غير الله ياتيكم بضياء أفلا تسمعون
فو دامت الظلمة من ذالذي سيصبر عليها ؟
سبحانك اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
(قل أرايتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلي يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون)
ومن هذه النعم الشمس وضياؤها والقمر ونوره والماء وخيراته والجبال وتحقيقها للتوازن في الأرض وتسخير الحيوانات وأنواع الزروع والثمار والامطار والبحار ومختلف خيراتها
2.نعم تشمل بعض الخلق
كنعمة الهداية فقد خصنا الله بالإسلام (الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله )
ومنها ان جعل بلاد الإسلام بلاد أمن وامان وخيرات وبركات ونعمات تتلي وتوالي ولله الحمد
3.نعم خاصة بالنفس
وقد نبه الله جل وعلا علي ذالك فقال (وفي أنفسكم أفلا تبصرون )
من هذه النعم حسن الخلقة (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)
وقوله تعالي (يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ربك )
وقوله تعالي (والله أخرجكم من بطون امهاتكم لاتعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والافئدة قليلا ما تشكرون
فمن تأمل حال جسمه وكيف أن الله أحسن خلقته وجعله مسلما ورزقه عقلا وبصرا وأطرافا وسمعا كيف لايشكر الله جل وعلا
وهناك نعم دقيقة لايلتفت إليها الكثير
منها أن جعلك من أبوين مسلمين يعينانك ويربيانك علي كل خير
ومنا كما قال سشيدنا شريح رضي الله عنه ما أصيب عبد بمصيبة إلا كان لله عليه منها ثلاث نعم
أنها لم تكن في دينه
انها لم تكن أعظم مما كانت
انها لابد كانت فقد حدثت
ومن النعم التي لاينبغي أن نغفل عنها نعمة الصحة .فمن زار المستشفيات ورأي أنين مرضي وصراخهم وهم وغم أقرابائهم . واوجاعهم وآلامهم لوجب عليه حمد الله جل وعلا في كل لحظة وحين
جاء رجل إلي يونس بن عبيد يشكوا ضيق حاله فقال له يونس : أيسرك ببصركهاته مائة ألف درهم ؟ قال :لا قال :فيدك مائة الف ؟قال :لا قال :فبرجلك مائة ألف ؟قال :لا فذكره بنعم الله ثم قال له : أري عندك مئين الألوف وأنت تشكوا الحاجة
وقرأ الفضيل بن عياض رضي الله عنه قول الله (ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين وهديناه النجدين)فبكي .فسئل عن ذالك فقال :هل بت لله شاكرا أن جعل لك عينان تبصر بهما؟هل بت لله شاكرا أن جعل لك لسانا تنطق به وجعل يعدد من هذا الضرب
ومن هذه النعم قول النبي صلي الله عليه وسلم (من أصبح منكم آمنا في سربه معافي في بدنه عنده قوت يومه فكأنها حيزت له الدنيا بحذافيرها)إنها نعمة الامن والدين والصحة والرزق والقوت وهلم جرا
ومنها نعمة اللباس (وقليل من عبادي الشكور )
قيل في قوله تعالي (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم) أن النبي صلي الله عليه وسلم قال إن أول ميسأل عنه العبد يوم القيامة النعيم ان يقال له ألم نصح لك جسمك ونرويك من الماء البارد
قال ابن مسعود رضي الله عنه :النعيم هو الأمن والصحة
وقال ابن عباس رضي الله عنهما ان النعيم صحة الأبدان والأسماع والأبصار يسأل الله العباد فيم استعملوها وهو أعلم منهم بذالك
وذكر بعض العارفين أن عابدا عبد الله خمسين سنة فأوحي الله له ان قد غفرت لك فقال العابد: وما تغفر لي وما أذنبت .فأذن الله لعرق في عنقه يضرب عليه فبات يتألم ولم ينم ولم يصل ثم سكن فنام ثم جاءه ملك من رب العالمين فقال له :إن ربك يقول لك :إن عبادتك خمسين سنة تعدل سكون هذا العرق
أوليتني نعما أبوح بشكرها وكفيتني كل الامور بأسرها
فلأشرنك ما حييت وإن أمت فلتشكرنك أعظمي في قبرها
كيف نشكر الله تعالي علي نعمه
سأل رجل أبا حازم
فقال له :ما شكر العينين؟
قال:إن رأيت بهما خيرا أعلنته وغن رأيت بهما شرا سترته
قال :فما شكر الأذنين ؟
قال : إن سمعت بهما خيرا وعيته وإن سمعت بهما شرا أخفيته
قال :فما شكر اليدين ؟
قال : لاتأخذ بهما ماليس لهما ولا تمنع حقا لله عز وجل فيهما
قال :فما شكر البطن ؟
قال : ان يكون أسفله طعاما وان يكون اعلاه علما
قال :فما شكر الفرج
قال :قال الله عز وجل (والذين هم لفروجهم حافظون إلا علي ازواجهم او ماملكت أيمانهم فغنهم غي رملومين فمن ابتغي وراء ذالك فاولئك هو العادون)
قال :فما شكر الرجلين ؟
قال : إن رأيت حيا غبطته استعملت بهما عمله وإن رأيت ميتا مقته كففتهما عن عمله وانت شاكر لله عز وجل
فاما من شكر بلسانه ولم يشكر بجميع أعضائه فمثله كمثل رجل له كساء فاخذ بطرفه ولم يلبسه فلم ينفعه ذالك من الحر والرد والثلج والمطر .
1- الشكر بالقلب:
و يكون بمحبة المنعم عز وجل، و الانقياد له بالطاعة، إقرارا و عرفانا بنعمه.
2- الشكر باللسان:
و يكون بالاعتراف بنعمة الله، و اللهج بذكره و حمده و التحدث بهذه النعم.
3- الشكر بالجوارح:
كعمل اليدين و الرجلين و السمع و البصر، كما أوضحنا في أثر ابي حازم فشكر نعمة المال – مثلا- يكون بالانفاق في سبيل الله.
قال بعض السلف : تمام الشكر بثلاثة اشياء :
أولها: إذا أعطاك الله شيئا ، فلتنظر من الذي اعطاك فتحمده عليه.
و الثاني: أن ترضى بما اعطاك.
و الثالث: ما دامت منفعة ذلك الشيئ معك ، و قوته في جسدك فلا تعصه.
قال السري: من أدى الفرائض ، و اجتنب المحارم ، و شكر النعمة عنده، فمل عليه لأحد سبيل...
و قال: الشكر على ثلاثة اوجه:
شكر اللسان و شكر البدن وشكر القلب فشكر القلب تعلم ان النعم كلها من الله عز وجل و شكر البدن ان لا تستعمل جارحة من جوارحك إلا في طاعته أن عافاه الله و شكر اللسان دوام الحمد عليه.
ورحم الله القائل:
إذا كان شكري نعمة الله نعمة علي له في مثلها يجب الشكر
فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله و إن طالت الأيام و اتصل العمر
إذا مس بالسراء عم سرورها و إن مس بالضراء أعقبها الأجر
و ما منهما إلا له فيه منة تضيق بها الوهام و البر و البحر
مظاهر الشكر في حياة النبي صلي الله عليه وسلم
1.تصور لنا السيدة عائشة رضي الله عنها هذا الشكر في أحلي معانيه فتقول
كان رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا صلي قام حتي تتفطر قدماه فتقول له :يارسول الله .أتصنع هذا وقد غفر الله لك ماتقدم من ذنبك وما تأخر ؟فيقول لها : ياعائشة أفلا أكون عبدا شكورا)
قال العلماء :وهذا يدل علي أن الشكر يكون بالعمل .قال تعالي (إعملوا آل داوود شكرا وقليل من عبادي الشكور
2.ومن تمام شكره صلي الله عليه وسلم كما تقول السيدة عائشة(فلما كثر لحمه صلي الله عليه وسلم صلي جالسا.فإذا أراد أن يركع قام فقرأ ثم ركع ).
3.وكان يشكر مولاه بان يخر ساجدا شكرا لله علي نعمائه فعن أبي بكرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم كان إذا جاءه أمره يسره أو بشر به خر ساجدا شكرا لله تعالي .
4.وعن عبد الرحمان بن عوف رضي الله عنه قال :خرج رسول الله صلي الله عليه وسلم فاتبعته حتي دخل نخلا فسجد فأطال السجود حتي خفت أو خشيت أن يكون قد توفاه الله أو قبضه
قال:فجئت أنظر إليه فلما انتهي من السجود ورفع رأسه قال : مالك ياعبد الرحمان؟قال :فذكرت ذالك له فقال : (إن جبريل عليه السلام قال لي ألا أبشرك ؟ إن الله يقول لك من صلي عليك صليت عليه ومن سلم عليك سلمت عليه فسجدت شكرا لله ).
5.وكان إذا أكل أوشرب حمد الله وشكره كما قال عن نفسه يوم عرض عليه ربه تعالي ليجعل له بطحاء مكة ذهبا فقال :لا يارب ولكن أشبع يوما فأشكر وأجوع يوما فإذا جعت تضرعت وإذا شبعت حمدتك وشكرتك
6.وكان من شكره لله تعالي علي الطعام أن يقول (الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه غير مكفي ولا مودع ولا مستغني عنه ربنا ).
7.وكان يقول إذا فرغ من طعامه (الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين)وفي رواية (من أكل طعاما ثم قال :الحمد لله الذي أطعمنيه من غير حول مني ولا قوة غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر
8.وكان يقول إذا لبس ثوبا جديدا (الحمد لله الذي كساني هذا الثوب ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة).
9.وكان يقول (الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا وكم ممن لاكافي له ولا مأوي)
شكره لمن أسدي إليه معروفا
1.صومه يوم عاشوراء فقد صامه موسي عليه السلام شكرا لله وصامه سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام شكرا لله أيضا
2.وكان يوما يقرأ سورة (ص) فلما وصل إلي قوله تعالي (وظن داوود أنما فتناه فاستغفر به فخر راكعا وأناب )فسجد عليه الصلاة والسلام وقال (سجدها داوود عليهالسلام توبة ونسجدها نحن شكرا لله )
شكره عليه السلام لأصحابه
1.فقد قال عليه الصلاة والسلام في آخر حياته (إن الله خير عبدا بين الدنيا وما عند الله فاختار ما عند الله )فبكي أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقال له رسول الله : (لاتبك يا أبابكر .ثم قال : إن أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبابكر ولكن أخوة الإسلام ومودته لايبقين باب في المسجد إلا سد إلا باب أبا بكر )
2.وفي أساري بدر ذكر صنيع جبير بن مطعم يوم كان يأتيهم بالطعام خفية في حصار شعاب مكة فقال (لو كان المطعم بن عدي حيا .ثم كلمني في هؤلاء النتني لتركتهم له ).
حثه عليه الصلاة والسلام أمته علي الشكر
1.قال لمعاذ بن جبل (يامعاذ.إني لأحبك أوصيك يامعاذ لاتدعن دبر كل صلاة أن تقول اللهم أعني علي ذكرك وشكرك وحسن عبادتك).
2. وقال للرجل الذي جاء يستشيره في كون الناس يكنزون الأموال فأرشدهم بقوله
ليتخذ أحدكم قلبا شاكرا ولسانا ذاكرا وزوجة مؤمنة تعين أحدكم علي أمر الآخرة ).
3.وقال من صنع لكم معروفا فكافئو فإن لم تجدو ا ماتكافئوه فادعوا الله له حتي ترو انكم قد كافأتموه)
4.وقال (إن الله ليرضي عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها ).
5.وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال من أعطي عطاء فوجد فليجز به فإن لم يجد فليثنين عليه .فمن أثني به فقد شكره ومن كتمه فقد كفره
6.وعن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه سولم قال : (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير . وليس ذالك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ).
وقال (من أولي معروفا فلم يجد خيرا إلا الثناء فقد شكره ومن كتمه فقد كفره ومن تحلي بباطل فهو كلابسي ثوبي زور ).
من علامات الشاكرين
1.شكر الناس علي إحسانهم (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان )
وقوله صلي الله عليه وسلم (لايشكر الله من لايشكر الناس )
2.التحدث بنعم الله تعالي (وأما بنعمة ربك فحدث )
وقوله صلي الله عليه وسلم (من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير ومن لم يشكر الناس لم يشكر عز وجل والتحدث بنعمة الله شكر وتركها كفر والجماعة رحمة والفرقة عذاب).
3.ظهور أثر النعمة علي العبد لقوله صلي الله عليه وسلم (إذا أتاك الله مالا فلير عليك فإن الله يحب أن يري أثر نعمته علي عبده حسنا ولا يحب البؤس ولا التباؤس).
عقوبة ترك الشكر
1.نقص الإيمان لأن الشكر نصف الإيمان والصبر نصفه الثاني ومن لايشكر فقد فقد نصف إيمانه قال تعالي (ليبلوني آشكر أم أكفر )
2.زوال النعمة ونزول العقوبة
ولنا في ذالك مثالان
قوله تعالي (وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة ياتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانو يصنعون
وقوله تعالي (وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا أعد الله لهم عذابا شديدا)
وقوله تعالي عن قوم سبأ
(لقد كان لسبإ في مساكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط واثل وشيء من سدر قليل ذالك جزيناهم بما كفروا وهل يجازي إلا الكفور ). وجعلنا بينهم وبين القري التي باركنا فيها قري ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأيام آمنين فقالوا ربنا باعد بيننا وبين أسفارنا وظلموا أنفسهم وجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذالك لآيات لكل صبار شكور )
ففي هذه الآية معتبر وأي معتبر لمن تأمل الآية جيدا
قيل لأحد البرامكة كيف سلط عليكم كل هذا العذاب والعقاب بعدما كنتم فيه من العز والمكارم فقال:بغينا وطغينا ونسينا الله
ومروا برجل نهشته الامراض فقالوا مالك ؟قال : كنت في عافية وقوة لايعلمها إلا الله كنت إذا سمعت النداء أتباطأ فيقال لي : اتق الله وتعال إلي بيوت الله وأقم فرائض الله فكنت أقول لهم وما ذا يصيبني إن لم أفعل ؟
يقول أبو هريرة رضي الله عنه بينما نحن عند رسول صلي الله عليه وسلم إذ مرت سحابة فقال : أتدرون ماهذه ؟ قلنا : الله ورسوله أعلم قال : (العنان وروايا الأرض يسوقه الله إلي من لايشكره من عباده
ما يجب علي الشاكر
1.أن تردد علي لسانك (الحمد لله ) فإنها تملأ الميزان
ضاع فرس لجعفر الصادق رحمه الله فقال : والله لأن ظفرت به لأحمدن الله ماحمده إلا أولياؤه وأحبابه فلما وجد الفرس .قال : الحمد لله ) فقال أبناؤه : أين المحامد : قال : وهل أبقت الحمد بمحامد بعدها ؟
فلا بد من ذكر الحمد لله في كل الأحوال
قال أحد الصالحين : سألني رجل كم عاملته تبارك اسمه بما يكره فعاملك بما تحب ؟
قلت: ما أحصي ذالك كثرة
قال : فهل قصدت إليه في أمر كربك فخذلك ؟
قلت لا والله ولكنه أحسن إلي وأعانني
قال :فهل سألته فلم يعطكه؟
قلت : وهل منعني شيئا سألته ؟

قلت : ما سألته شيئا إلا أعطاني ولا استعنت إلا أعاننني قال : أرأيت لو أن بعض بني آدم فعل بك هذه الخلال
قلت : ماكنت أقدر علي مجازاته
قال : فربك أحق وأحري أن تداب نفسك له في آداء شكره وهو المحسن إليك فهلا قلت (الحمد لله خالصا من قلبك فإنه سبحانه رضي من العباد بالحمد شكرا ).
أنا الصغير الذي ربيته فلك الحمد
وأنا الضعيف الذي قويته فلك الحمد
وانا الفقير الذي أغنيته فلك الحمد
وأنا الغريب الذي آويته فلك الحمد
وأنا العاري الذي كسوته فلك الحمد
وانا المسافر الذي صاحبته فلك الحمد
وأنا المريض الذي شفيته فلك الحمد
وانا السائل الذي أعطيته فلك الحمد
وانا الداعي الذي أجبته فلك الحمد
لك الحمد يارب حمد اكثيرا يارب العالمين