ولله در العلامة ابن القيم رحمهالله إذ يقول:
يا من يريد نجاته يومالحسا ب من الجحيم وموقد النيراناتبعرسول الله في الأقوال والأ عمال لا تخرج عن القرآنوخذ الصحيحين اللذين هما لعقد الدين والإيمانواسطتانواقرأهما بعد التجرد من هوىوتعصب وحمية الشيطانواجعلهما حكما ولاتحكم على ما فيها أصلا بقول فلانومما يشرح صدور المؤمنين ويقمع تعصب المتعصبين ما قالهالشيخ ابن عبد السلام رحمه الله قال: (ومن العجب العجيب أن الفقهاء المقلدين يقفأحدهم على ضعف مأخذ إمامه لايجد لضعفه مدفعا ،وهو مع ذلك يقلده فيه ويترك من شهدالكتاب والسنة والأقيسة الصحيحة لمذهبهم جمودا على تقليد إمامه ، بل يتحيل لدفعظواهر الكتاب والسنة ويتأولهما بالتأويلات البعيدة الباطلة نضالا عنمقلده.
قال: وقد رأيناهم يجتمعون فيالمجالس فإذا ذكر لأحدهم خلاف ما وطن نفسه عليه ،تعجب منه غاية التعجب من غيرإسترواح إلى دليل بل لما ألفه من تقليد إمامه حتى ظن أن الحق منحصر في مذهب إمامهولو تدبره لكان تعجبه من مذهب إمامه أولى من تعجبه من مذهب غيره فالبحث مع هؤلاءضائع مفض إلى التقاطع والتدابر من غير فائدة يجدها.
قال :وما رأيت أحدا يرجع من مذهب إمامه إذا ظهر له الحقفي غيره، بل يصر عليه مع عمه بضعفه وبعده فالأولى ترك البحث مع هؤلاء الذين عجزأحدهم عن تمشية مذهب إمامه قال: لعل إمامي وقف على دليل لم أقف عليه ولم أهتد له ،ولا يعلم المسكين أم هذا المقابل بمثله ويفضل لخصمه ما ذكره من الدليل الواضحوالبرهان اللائح فسبحان الله ما أكثر من أعمى التقليد بصره حتى حمله على ماذكرته.
قال :ولم يزل الناس يسألون مناتفق من العلماء من غير تقليد ولا تقيد بمذهب ولا إنكار على أحد منالسائلين.
إلى أن ظهرت هذه المذاهبومتعصوبوها من المقلدين فإن أحدهم يتبع إمامه من بعد مذهبه عن الأدلة مقلدا له فيماقال كأنه نبي أرسل إليه ،وهذا نأي عن الحق وبعد عن الصواب لايرضى به أحد من أوليالألباب)[6]
4- وأما الإمامأحمد بن حنبل رحمه الله فهو ناصر السنة قامع البدعة الصابر يوم المحنة فضائلهمشهورة ومناقبه مأثورة له المرجع في العلم في زمانه ومع ذلك اشتهر عنه ذم التقليدحتى قال: (لا تقلدني ولا تقلد مالكا ولا الشافعي ولا الأوزاعي ولا الثوري وخذ منحيث اخذوا )
وأقوال العلماء رحمهم اللهفي ذم التقليد ووجوب الأخذ بالدليل كثيرة مشهورة .
(فالواجب على كل من بلغه أمر الرسول صلى الله عليه وسلموعرفه أن يبينه للأمة وينصح لهم ويأمرهم باتباع أمره وإن خالف ذلك لأي عظيم منالأمة ،فإن أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أحق أن يعظم ويقتدى به من رأي معظم قدخالف أمره في بعض الأشياء خطأ ومن هنا رد الصحابة ومن بعدهم من العلماء على كل منخالف سنة صحيحة وربما أغلظوا في الرد لا بغضا له بل هو محبوب عندهم معظم في نفوسهملكن رسول الله صلى الله عليه وسلم :أحب إليهم وأمره فوق أمر كل مخلوق ، فإذا تعارضأمر الرسول صلى الله عليه وسلم وأمر غير ه فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أو لأن يقدم ويتبع ولا يمنع من ذلك تعظيم من خالف أمره وإن كان مغفورا له . بل ذلكالمخالف المغفور له . لا يكره أن يخالف أمره إذا ومتابعة أمر رسول الله صلى اللهعليه وسلم إذا ظهر أمره بخلافه ، كما أوصى الشافعي : إذا صح الحديث في خلاف قوله : (أن يتبع الحديث ويترك قوله وكان يقول : ما ناظرت أحدا فأحببت أن يخطيء ، وما ناظرتأحدا فباليت أظهر الحق على لسانه أو على لساني . لأن تناظرهم كان لظهور أمر اللهورسوله لا ظهور نفوسهم والانتصار لها وكذلك المشايخ والعارفون كانوا يوصون بقبولالحق من كل من قال الحق صغيرا أو كبيرا وينقادون لقوله ...))[7]
- تابع =