ما أريد أن أبينه لأحبابي من خلال هذه المداخلة هو توضيح مسألة وقاعدة ذهبية، لو فقهتها لحِزتَ خيرا كبيرا:
ممّا لا شك فيه أن فريقا واحد على صواب والأخر مخطيء في مسألة جواز أو عدم جواز الإحتفال بالمولد النبوي.
فهناك حقّ وباطل، وهذا ما يسمى باختلاف التضاد، فيستحيل أن يكون كلى الفريقين على صواب، لأن دين الله تعالى صادر من مشكاة واحدة وهي مشكاة الوحي، قال تعالى :
-أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرً.
-فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ.
لذا وجب على كل مسلم استفراغ الجهد في معرفة الصواب من الخطأ، باحثا عن الحق، متجردا من الهوى، محتكما لكتاب الله تعالى وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم ، غير متعصبا لأقوال الرجال ، "اعرف الحقّ تعرف رجاله "، لأن كل الناس يؤخذ من كلامهم ويردّ إلا رسول الله صلى لله عليه وسلم".
الخلاصة:
في مسألة حكم الاحتفال بالمولد يجب الاطّلاع على أدلة كل طرف ووزنها بميزان الشرع، فإذا اقتنعتُ مثلا بجواز الاحتفال بالمولد، فيجب أن تكون هذه القناعة مبنية على صحة وقوة أدلة من أجاز ذلك ، وليس لأنها فتوى توافق ما تعودتُ عليه منذ صغري وهو ما عليه النّاس،لهذا مُلتُ لهذه الفتوى. ( فهذا اتّباع للهوى ):
أرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ .