ليـــــــــــلةٍ مِنْ ليالي الخريفِ ..... متقَّـــــــلةٍ بالأَســـــــــى والضَّجَرْ
سَـــــــــكرتُ بها مِنْ ضياءِ النُّجومِ ..... وغنَّيْتُ للحُــــزْنِ حتَّى سَــــــــكِرْ
ســــــــــألتُ الدُّجى هل تُعيدُ الحَيَاةُ ..... لمــــــا أذبــــــــــــلته ربيعَ العُمُرْ
فــــــــلم تَتَكَلَّمْ شِــــــفاهُ الظَّـــــــلامِ ..... ولمْ تتــــرنَّمْ عَـــذارَى السَّـــــحَرْ
وقـــــــــال ليَ الغــــــــابُ في رقَّةٍ ..... محبَّبَـــــــةٍ مثـــــــلَ خفْقِ الوتــرْ
يجيءُ الشِّـــــــتاءُ شــــتاءُ الضَّبابِ ..... شـــــــــتاءُ الثّلوجِ شــــتاءُ المطرْ
فينطفئُ السِّــــحْرُ ســـحرُ الغُصونِ ..... وســــحرُ الزُّهورِ وســـحرُ الثَّمَرْ
وســــــحْرُ السَّـــماءِ الشَّجيّ الوديعُ ..... وســــــحْرُ المروجِ الشهيّ العَطِرْ
وتهـــــوي الغُصــــونُ وأوراقُــــها ..... وأَزهـــــــــــارُ عهدٍ حبيبٍ نَضِرْ
وتلهـــــو بهــــــا الرِّيحُ في كلِّ وادٍ ..... ويدفنهــــــا السَّـــــــــيلُ أَنَّى عَبَرْ
ويفنى الجميــــــــــــعُ كحــــلْمٍ بديعٍ ..... تــــــــأَلَّقَ في مهجــــــــةٍ واندَثَرْ
وتبقَى البُـــــــــــذورُ التي حُمِّــــلَتْ ..... ذخـــــــيرَةَ عُمْرٍ جميلٍ غَـــــــبَرْ
وذكـــــرى فصـــولٍ ورؤيـــا حَياةٍ ..... وأَشـــــباحَ دنيا تلاشـــــــتْ زُمَرْ
معـــــــــانِقَةً وهي تحتَ الضَّبـــابِ ..... وتحتَ الثُّـــــــــلوجِ وتحتَ المَدَرْ
لِطَيــــــْفِ الحَيَـــــاة الَّذي لا يُمـــلُّ ..... وقلـــــبُ الرَّبيعِ الشـــذيِّ الخضِرْ
وحـــــــالِمةً بأغــــــــاني الطُّيـــورِ ..... وعِطْــــرِ الزُّهــــورِ وطَعْمِ الثَّمَرْ
ويمشــــي الزَّمانُ فتنمو صـــروفٌ ..... وتذوي صــــروفٌ وتحيــــا أُخَرْ
وتَصبِـــــحُ أَحـــــــــــلامَها يقْظـــةً ..... موَشَّـــــحةً بغمـــوضِ السَّـــــحَرْ
تُســــــائِلُ أَيْنَ ضَبــــابُ الصَّبـــاحِ ..... وسِــــــحْرُ المســاءِ وضوءُ القَمَرْ
وأَســـــــرابُ ذاكَ الفَراشِ الأَنيـــقِ ..... ونَحْــــــــــــلٌ يُغنِّي وغيمٌ يَمُــــرْ