السّلامُ عليكم؛
نعم يا أختي سارةَ؛ صدق الأخُ طلعت شلالدة، لا أحدَ يقولُ الحقيقةَ؛ فالحقيقةُ لا تُقالُ؛ الحقيقَةُ تُبصَرُ بعينِ البصيرَةِ للّتي لا تُخطئ؛ وجعلَ للهُ لها أمارةً في عالَمِ المُشاهدَةِ.
فأمّا الأولى فدليلُها إجتماعُ غالِبيّةُ الأُمّةِ على وحدَةِ فِلسطينَ؛ أرضاً و شعباً؛ ووُجوبُ نُصرَتِهم وإن قصّروا، لأنّا نتكلّمُ عما يَبوحُ بهِ الوِجدانُ.
وأمّا الثانِيَةَ؛ فأمارتُها في عالَمِ المُشاهدةِ، أنّ للهَ من رحمَتِهِ؛ جعَلَ النّاسَ لا تجتَمِعُ على خطئٍ؛ إذ لاختلّت موازينُ الحياةِ؛ لذا كان التّواتُر من شُروطِ صِحّةِ الأحاديثِ؛ أما وقد رأينا بأمِّ الأعينِ ماعقدت الأمّةُ عليهِ وِجدانَها، وما جَعلتهُ من آمالِها المكبوتةِ؛ فلا يشِذُّ عن ذاكَ إلاّ من ألبستْ بصيرَتَهُ زينَةً؛ شهواتُ الدُّنيا؛ فصار لا يَرى الحقائقَ كما هي؛ بل بما زُيِّنَ لهُ.
فلا قولٌ خالف ما أجمَعت عليهِ الأمّةُ، سيُتّبَعُ، ولا فِعلٌ أصابَ ما عقدتِ الأمّةُ عليهِ آمالها، سيُشرّفُ. فمن أخطأ السّبيلَ، وقد أدركَ بعَقلِهِ ما قد ذُكر، فليعلم أنّهُ إبنُ هذه الأمّةِ، فهي أمٌّ، والأمَّ لا تتخلّى عن أبنائها، ولينظُر إلى نفسِهِ،ولايتّبِعْ نفسَهُ أهواءَ غيرِهِ، فكلٌّ مُحاسَبٌ بما قد حَمل؛ لا بِحِملِ غيرِهِ؛ فإن كانت الأمّةُ اليومَ في حالةِ ضُعْفٍ، فالأيّامُ دُوَل؛ ودوامُ الحالِ من المُحالِ، فمن أكرمَها في ساعةِالشِّدّةِ، كرّمتهُ ساعةَ الرّخاء، ومن أساءَ إليها، فالتّاريخ قد جعلهم عِبرةً لمن أراد أن يعتبِر.
فالنّاسُ إثنانِ، مُخلّدٌ بخيرٍ في الباقينَ ذِكرَهُ، ومنسيٌّ أو مكروهٌ بين العَقِبِ والنّاسِ ذِكرُهُ.و الكيِّسُ من أحسن الإختيارَ
السّلامُ عليكم.