دور الشعر في مناصرة الدعوة المحمدية:
كان الشعر في عصر الإسلام سلاحا من أسلحة الدعوة والجهاد وعده نوعا من أنواعالجهاد فجعلالشاعر علىثغرة منثغور الإسلام لا يسدها إلا هو وأمثاله من الأدباء وقد أدركالإسلام قيمة الكلمة الشعرية وشدة تأثيرها ولذا كانالنبي صلى الله عليه وسلم يشجعالشعر الجيد المنطوي على مثل عليا وكان يستمع إليه ويعجب بما اشتمل عليه من حكمة حتى لقد قال"إن منالبيان لسحراوان من الشعر لحكمه "ولما استأذنحسان بن ثابت في الرد علىالمشركين أذن له وقال "اهجهم ومعكروح القدس "كما كان يستزيدالخنساء منالشعر فيقول"هيه هيه ياخناس" وهكذا كانالصحابة رضوان الله عليهم حيث كانت سيرتهم تبعا لما جاء بهالرسول فقد اقتفوا أثره وتحروا سنته فما نفع منالشعر أو حسن قبلوه وشجعوه عليه وما كان فيه ضرر أو قبح نبذوه وحاسبوا عليه.
فقد أسهم الشعراء والخطباء في الدعوة الإسلامية بإظهار محاسن الإسلام وإيضاح تعاليمه ، فأصبح الشعر وسيلة إعلامية في ذلك الوقت حيث دافع الشعراء عن الإسلام ، وردوا على شعراء المشركين ، ومن أشهر شعراء الدعوة في عصر الإسلام حسان بن ثابت ، وعبد الله بن رواحه ، الذي عبر عن افتخاره بمقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينهم ، معبرا عن إيمانه بالبعث والنشور ، قال :
وفينا رسول الله يتلو كتابه إذا انشق معروف من الفجر ساطع رآنا الهدي بعد العمي ، فقلوبنا به موقنات أن ما قال واقع .
وكذلك إثارة الحماس في صفوف الجيش الإسلامي ، وإثارة الرعب في نفوس المشركين ، ومن ذلك ما قاله بشر بن ربيعه في موقعة القادسية .
تذكر - هداك الله - وقع سيوفنا بباب قديس ، والمكر عسيـر
عشية ود القوم لو أن بعضهم يعار جناحي طائر فيطير
وقال كعب بن مالك يصور انتصارات المسلمين ، وكان قائدهم رسول الله صلي الله عليه وسلم :
فضينا من تهامة كل ريب وخيبر ثم أجمعنا سيوفنا
نخبرها ، ولو نطقت لقالت قواطعهن دوساً أو ثقيقاً