منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - هذه هي العقيدة الاشعرية ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-02-15, 12:22   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
نايسي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية نايسي
 

 

 
إحصائية العضو










B18 يتبع ... العقيدة الاشعرية

الأفكار والعقائد :

من عقائد الأشاعرة المتأخرين التي عرفوا بها وصار العمدة في المذهب عليها:

1- تقديم العقل على النقل:
وهو منهج يقوم على افتراض التعارض بين الأدلة النقلية والعقلية
ما يستدعي ضرورة تقديم أحدهما، فصاغ الأشاعرة للتعامل مع
هذا التعارض الموهوم قانونا قدموا بموجبه العقل
وجعلوه الحكم على أدلة الشرع، بدعوى أن العقل شاهد للشرع بالتصديق
فإذا قدمنا النقل عليه فقد طعنا في صدق وصحة شهادة العقل
مما يعود على عموم الشرع بالنقض والإبطال .

2- نفيهم أن تقوم بالله أمور تتعلق بقدرته ومشيئته:
أي نفي ما يتعلق بالله من الصفات الاختيارية التي تقوم بذاته
كالاستواء والنزول والمجيء والكلام والرضا والغضب
فنفوا كلام الله ورضاه وغضبه باعتبارها صفة من صفاته
وادعوا أن نسبة هذه الصفات لله تستلزم القول بأن الله يطرأ عليه التغير والتحول
وذلك من صفات المخلوقات.

3- إثبات سبع صفات لله عز وجل وتأويل أو تفويض غيرها
فالصفات التي يثبتونها هي الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام النفسي
أما غير هذه الصفات فهم يتأولونها كتأولهم صفة الرضا بإرادة العقاب
وصفة الرحمة بإرادة الثواب، واستواء الله على العرش بقهره له واستيلائه عليه
إلى آخر تأويلاتهم لصفات الله.

4- حصرهم الإيمان في التصديق القلبي:
فالإنسان – وفق مذهبهم - إذا صدق بقلبه
ولو لم ينطق بالشهادتين عمره
ولم يعمل بجوارحه أيا من الأعمال الصالحة
فهو مؤمن ناج يوم القيامة
يقول الإيجي في المواقف بعد أن ذكر معنى الإيمان في اللغة :
" وأما في الشرع .. فهو عندنا وعليه أكثر الأئمة كالقاضي والأستاذ
التصديق للرسول فيما علم مجيئه به ضرورة
فتفصيلا فيما علم تفصيلا، وإجمالا فيما علم إجمالا "

من علماء الأشاعرة

يزخر المذهب الأشعري بأئمة أعلام نشروا آراءه، ودافعوا عنه ضد خصومه
إلا أن كثيرا منهم - لسعة علمه -
تبين له ضعف مسلك أهل الكلام، فرجع في آخر عمره إلى مذهب السلفى
وعلم أن مذهبهم هو الأسلم والأعلم والأحكم، ونحن نذكر بحول الله وقوته بعض أشهر علماء الأشاعرة، ونبين رجوع من رجع منهم إلى مذهب السلف، فمن علمائهم:

1. أبو الحسن الطبري ـ
وكان من تلامذة أبي الحسن الأشعري رحمه الله -

2.
أبو بكر الباقلاني ت 403هـ

قال الإمام الذهبي في السير في ترجمته :
" وانتصر لطريقة أبي الحسن الأشعري، وقد يخالفه في مضائق فإنه من نظرائه
وقد أخذ علم النظر عن أصحابه "

3. محمد بن الحسن بن فورك : ت 406هـ
درس المذهب الأشعري على أبي الحسن الباهلي تلميذ أبي الحسن الأشعري
وكان من كبار أئمة الأشعرية .

4. أبو الفتح محمد بن عبد الكريم بن أحمد الشهرستاني ت 548هـ
وقد رجع عن المذاهب الكلامية إلى دين الفطرة جاء في نهاية الإقدام ص4
قوله : " عليكم بدين العجائز فإنه من أسنى الجوائز "

وقفة مع المذهب الأشعري

من العجيب أن يعترف الأشاعرة بأن مذهبهم في تأويل جل الصفات مذهب محدث
لم يكن عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين
ولهم في ذلك المقولة الشهيرة
"مذهب السلف أسلم، ومذهب الخلف أعلم وأحكم"
أي إن مذهب التأويل عند المتأخرين أعلم وأحكم مما نسبوه إلى السلف من التفويض
الذي يعدونه المذهب الأسلم، بما يوحي بنوع انتقاص للسلف رحمهم الله في علمهم وفهمهم
وهو انتقاص لا يقوله إلا من جهل مقدارهم وموضعهم من العلم والفهم.

إن مناقشة أقوال الأشاعرة وعقائدهم التي خالفوا فيها مذهب السلف
تظهر بما لا يدع مجالا للشك مدى سلامة مذهب السلف من التناقض والاضطراب
واتصافه بالعلم والحكمة والسلامة.

ودعونا نناقش بعض عقائد الأشاعرة لنستبين على وجه التفصيل فضل علم السلف على علم الخلف، وصحة منهجهم على من جاء بعدهم ممن خالفهم، فنقول وبالله التوفيق:

أما تقديم العقل على النقل والقانون الذي صاغة الأشاعرة في ذلك، فنقول إن المسألة مصادرة من أساسها، فأهل السنة يقولون على وجه القطع: إنه لا يمكن أن يتعارض عقل صريح مع نقل صحيح، فالمسألة غير واقعة أساساً.

ثم نرد عليهم بالقول : إن العقل قد شهد بصدق الرسول وصحة نبوته، فالواجب بناء على هذه الشهادة الحقة تصديقه فيما أخبر، وطاعته فيما أمر، فإذا أخبر أن الله في السماء وجب تصديق خبره، وكان تقديم العقل على النقل طعن في شهادة العقل، وفي ذلك إبطال لشهادته بصدق الرسول، ونقض للدين.

أما نفيهم أن تقوم بالله أمور تتعلق بقدرته ومشيئته: فهو مبني على ما سبق من نفي التغير والتحول عن الله، وهو أصل فاسد والصحيح إثبات كمال قدرته سبحانه، فهو يفعل ما يشاء متى شاء، وعلى ذلك دلائل الكتاب والسنة وإجماع السلف، قال تعالى : { كل يوم هو في شأن } وقال تعالى : { لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا } .

أما حصرهم صفات الله في سبع صفات هي الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام النفسي، وتأويلهم غيرها، فغاية في الغرابة والتناقض، وإلا فما الذي جعلهم يؤولون صفة الرحمة مثلا ولا يؤلوون صفة السمع، فإن قالوا إن الأولى تدل على رقة القلب وهذا لا يليق بالله ، لأن فيه مشابهة للمخلوقين، قلنا وكذلك السمع فإن في إثباته مشابهة للمخلوقين، فإن قالوا نحن نثبت سمعا يليق به جل وعلا، قلنا فأثبتوا رحمة تليق به كما أثبتم سمعا يليق به.

أما القول بأن الإيمان في الشرع هو التصديق فمخالف للإجماع الصحيح ولأدلة الكتاب والسنة، أما الإجماع فقد قال الإمام الشافعي : " وكان الإجماع من الصحابة ، والتابعين من بعدهم ممن أدركنا : أن الإيمان قول وعمل ونية لا يجزيء واحد من الثلاثة عن الآخر " فكل من الاعتقاد والعمل الصالح والنطق بالشهادتين، ركن من أركان الإيمان لا يصح الإيمان إلا به. والأدلة النقلية على تأييد هذا الإجماع المأخوذ منها أكثر من أن تحصر .