بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم .
عاشت الجزائر مؤخرا فترة استقرار وهمي بسبب انشغال عامة الشعـــــــــــــــــــب
بالأحداث الكروية علما أن هزات كثيرة قد حصلت اقتصاديا واجتماعيا وسياسيــــــــا
لم يشعر بهاته الهزات إلا المختصون والمثقفون والذين لهم نظرة بعدلا يستطيــــــع
أي كان رؤيتها ..
لو يراجع احدنا أيام الهبات الرياضية فيجد أن ما يخلخل النظام قد انتشــــــــــــــــــر
من اختلاسات يمكن أن توصف باختلاسات القرن أرقام رهيبة مثل ما حــــــــــــــدث
في مؤسسة سونطراك من تحقيق في عملية فساد لإطاراتها وهنا الرقم لا يمكــــــــن
أن يتسع لهاته الصفحة الصغيرة .
ثم ننتقل إلى ما يعيشه قطاع الوظيفة العمومية من اهتراء كبير لقوانـــــــين تصـــدر
في يوم ثم تستبدل بأخرى وتتهرب وتتنصل السلطة الوصية من التزاماتها التي قطعتها
للنقابات على اختلافها فمن قطاع الصحة الذي ضرب بالهراوات إلى قطاع التربيــــة
وما أدراك ما قطاع التربية .قطاع عظـــــــــيم كل يوم هو في مشكل يـــوم
تأخر دفع الرواتب ويوم في تأخر تطبيق اللوائح والمنح التي تم الاتفاق بشأنــــــــها
واليوم يطلع وزير التربية بعد أن أحس أخيرا بأن الوضع أصبح خانقا وعلى شفـــى
الانفجار يدعوا إلى العقلنة وضبط النفس ..
في اروبا عندما يفشل مسؤول في تطبيق إستراتجية معينة ينسحب بكل هدوء ويعترف
انه لم يوفق في منصبه لكن لدينا يحدث العكس فليس عيب أن لا ينجح المسؤول لكن
العيب في أن يكذب كذبة ويصدقها هو.. أي يصر أن إستراتجيته ناجحة برغم أن الزمن
قد اثبت أنها فاشلة فشل ذريع !!!
ننتقل إلى أزمة غلاء المعيشة ولا يقل أحدا أنها عالمية !!!!! فلسنا نحن بمثل بقية دول
العالم فخيراتنا والحمد لله ليست قليلة ولو كانت الجزائر جزائر بومدين لكنا اليـــــــــوم
كحال دول الخليج على اقل تقدير من الناحية المعيشية فاليوم يقفز سعر الحليب من سعر
إلى أخر بضعف مرة أو اثنين ولا يتحرك أي مسؤول ساكنا وكذا الحال بمادة السكــــــر
مؤخرا ويمكن أن يطال هذا الارتفاع حتى ضغط دم المواطن الجزائري... ربي يــــداوي
الحــــــــــــال!
وأخيرا أقول كم أنت قوية يا جزائر .ولست اقصد مسؤوليها بل خاماتها ومواردهـــــــا
والحمد للله لا تنضب فلا أزمة اقتصادية حركتنا ولا سرقة القرن _ قضية الخليــــفة_
استقال وزير أو اثنين ولا اختلاسات البنوك توقفت. ولا حول ولا قوة إلا بـــــــــــالله
ما يختلج في صدري هو :
هل يمكن أن ينفجر هذا البركان النائم الشعب المغبون ؟؟؟
والى أي حد تضع السلطة سقف المشاكل للتحرك وتضبط الأمور ؟؟؟
وهل الإضرابات وسيلة لأسماع صوت الشعب لمن يرأسنا الحبيب بوتفليقة الـــــــذي
تمارس عليه حجوبات رهيبة لكي لا يرى هموم الناس اليومية
فليتحرك القاضي الأول للبلاد حتى لا نقول لأنفسنا : اكلنا يوم اكل الثور الأبيض .