من طبعي أن ظاهر كلامي لا يوحي ضرورة بمضمونه...
تخيّل أنه عندك منزل وحتمت الضرورة عليك تركه لبعض الوقت أول شيء تفكر فيه شخص أمين تأتمنه عليه فتنظر حولك فلا تجد سوى اللصوص ماذا تفعل؟ أكيد ستتجه إلى أقلهم لصوصية...في تلك اللحظة يُخيّل إليك أن قرارك صائب فتتمسّك بهذا اللص الحنون و تأتمنه...إلى هنا قراراتك تبدو صائبة و استنتاجاتك منطقية...المهم تركت المنزل و ذهبت لرحلتك...اقترب موعد عودتك أول شيء تفكر فيه هو كيف ستجد منزلك بعد عودتك؟ ربما تظن أنك ستجد نقصا في أغراضك! فاللص و إن كان رحيما يظل لصا...
عدت الآن فاستقبلك اللص الأمين بحفاوة و سلم لك المفاتيح تفقدت المنزل فلم تجد شيئاً ناقصا على العكس إضافات و تحسينات...تتنفس الصعداء و تحمد الله و في لحظة ما يمكنك أيضا أن تندم لأنك ظننت به سوءا...
أين المشكل إذن؟ كل شيء يبدو على ما يرام !!!
تتوالى الأيام فتكتشف أنه أثناء غيابك حوّل اللص منزلك إلى بيت دعارة باسمك و على مرأى الجميع أنت الذي كنت تعتز بشرفك و تفتخر به و تاريخك شاهد على أقوالك و أفعالك...
الآن اكتشفت أخيرا أن ذلك اللص الصغير لم يكن سوى لص ذكي لا يهمه قيمة المسروقات و إنما معناها..
ماذا سرق اللص إذن ؟ إن لم تعرف الإجابة لن تعرف معنى الهوية أبدا...أبداً