لقد كان لفكرة اللاشعور التي تعتبر محور نظرية التحليل النفسي أثر بالغ في تطور علم النفس لأنها كشفت عن ميدان عميق في النفس لم تتوصل إليه الفلسفة من قبل, خاصة من الناحية العلاجية, حيث تمكنت هذه النظرية من تطوير منهجية جديدة في العلاج ولكن مقابل ذلك فإن فرويد حول مركز الحياة النفسية من الشعور إلى الجوانب المبهمة والغامضة في النفس وهي اللاشعور مركزا على مفهوم الكبت الذي يتعلق أساسا بالغريزة الجنسية وهذا ما يعتبره النقاد مبالغة غير مبررة ترتب عنها دعوة مظللة إلى الإباحية الجنسية و اتهام باطل للقيم الأخلاقية والدينية الأمر الذي أدى إلى انقسام مدرسة التحليل النفسي على نفسها بظهور معارضين أشهرهم آدلر الذي يركز على عقدة النقص أو الشعور بالدونية و يونغ الذي يركز على اللاشعور الجمعي مخالفين بذلك رأي أستاذهم فرويد.
يقول ستيكل(Stekel) :" لا أومن باللاشعور, لقد آمنت به في مرحلتي الأولى ولكنني بعد تجاربي التي دامت ثلاثين سنة وجدت أن كل الأفكار المكبوتة إنما هي تحت شعورية, وأن المرضى يخافون دائما من رؤية الحقيقة. "