يعرف اللاشعور بأنه مقبرة قديمة ومنسية بشكل كامل لمجمل النشاط النفسي البشري بما فيها الذكريات والأفكار القديمة والرغبات المتحققة وغير المتحققة ، ويؤثر اللاشعور كثيرا في الشعور بصورة غير محسوسة ومعقدة ، ويؤدي الكبت دورا جوهريا في تعقيده ، يرتبط اللاشعور ارتباطا وثيقا مع الهوا ( منطقة النشاط الغريزي ) من الناحية الوظيفية ، ويعتبر العالم سيجموند فرويد أول من وضع اللمسات الحقيقة لهذا الجزء من الوعي البشري وأعطاه المؤثر الأساسي في كل تصرفاتنا اليومية بشكل غير محسوس واللاشعور الفرويدي الحجر الأساس لنظرية التحليل النفسي والتي تعتبر منهج في العلاج النفسي وفق معادلة التداعي الحر لللاشعور الذي تخضع كل تصرفاتنا له ، ويضع فرويد عامل الكبت وعامل الغريزة الجنسية وعامل التسامي ( تحويل الدافع الجنسي إلى معنى أسمى مثل الفن والعلم ) كعوامل مؤثرة في اللاشعور ، وتأثير مجموعة من العقد النفسية الرئيسية كعقدة أوديب ( تعلق الابن بأمه ) وعقدة أليكترا ( تعلق الفتاة بأبيها )وعقدة ليلث ( الأنثى المتوحدة ) ، والتداعي الحر مصطلح فرويدي خاص وهو محاولة كشف اللاشعور الذي يقوم بها المحلل النفسي ، ويضع العالم ألفرد أدلر غريزة الإرادة نحو السلطة أساسية في اللاشعور بينما يضع العالم كارل يونغ اللبيدو ( الدافع الحيوي ) أساسي في اللاشعور .
عالم اللاشعور أو كما يسميه السيد فرويد مملكة اللامنطق يمتلك لغة خاصة جدا على شكل داينمك صوري معقد لكل الذي حدث في شريط حلزوني ملتف على نفسه يشبه بناء الكرة وهكذا لا يمتلك بداية أو نهاية فكل شيء جرى في نفس اللحظة ، لا زمانية ولا مكانية اللاشعور خاصية مميزة يتفرد عن باقي المناطق في بناء نظام ذاتي ، تلك الذاتية لا تجعله يحتاج إلى وسط خارجي للتعبير عن تلك الديناميكية بملكة الخيال التي يوظفها اللاشعور ببراعة .. ديناميكية اللاشعور الغير مستقرة أو العشوائية تعيق عمل منطقة ألما قبل اللاشعور ( الذاكرة الحاضرة ) ، وأهم عاملين يثيران تلك العشوائية هما : أولاً / صراعات داخلية بين تناقضات لقيم ومبادئ كنا أمنا بها ذات يوم . ثانياً / عقد نفسية أو مناطق ذات ذاكرة مركزة جدا مما تكون على شكل طيات على شريط اللاشعور الحلزوني . نستطيع أن نقول هنا بأن منطقة ألما قبل شعور هي عبارة عن كرات تتدحرج فوق الشريط الحلزوني وهذا الشريط هو اللاشعور ..لذا فأغلب البشر يسيطر عليهم اللاشعور بشكل كلي و بكيفية غير مفهومة.