الاحتباس الحراري يعصف بأنظمة بيئية كاملة ويهدد بانقراض أنواع من الأحياء
واشنطن: لم تقتصر أضرار الاحتباس الحراري على التسبب في ارتفاع حرارة الأرضمما يهدد بذوبان طبقات الثلوج بالمناطق المتجمدة، بل تخطت أضراره إلى أكثر من ذلك،فقد كشفت مراجعة العلماء للمئات من الأبحاث العلمية عن ضلوعه في انقراض أنواع كثيرةمن الطيور والنباتات.
إلى ذلكأكد الخبراء أن نحو 70 نوعاً من الضفادع انقرضت بسبب التغيرات المناخية، كما أنالأخطار تحيط بما بين 100 إلى 200 من أنواع الحيوانات التي تعيش في المناطقالباردة.
وتقول الأخصائية فيعلم الأحياء بجامعة تكساس وقائدة البحث، كاميل بارميسان - كما ورد بـ " السي إنإن"- "أخيراً نحن نشاهد انقراض عينات من الأحياء.. لدينا الأدلة.. إنها هنا.. إنهاحقيقة.. إنها ليست مجرد حدس علماء الأحياء بل حقائق تحدث،" نقلاً عن الأسوشتيدبرس.
ونقلت العالمة في بحثهامشاهدات عن هجرة تجمعات حيوانية إلى الشمال وأخرى تحاول التكّيف والتأقلم معالتغيرات المناخية بجانب تغيرات ملحوظة في عالم النبات وتكاثر أعداد الحشراتوالطفيليات.
وتأتيالتغيرات الإحيائية وسط دهشة العلماء الذي تكهنوا بتغيير مرحلي وعلى مر السنوات،والذي ربطته بارميسان بقدوم فصل الربيع مبكراً.
ويبدي العلماء قلقاً بالغاً تجاه بعض حيوانات المناطقالباردة مثل البطريق والدببة القطبية وكيفية تأقلمها مع سرعة ارتفاع حرارة الأرض،فقد تراجعت أعداد "البطريق الإمبراطور" من 300 زوج بالغ إلى تسعة فقط في القطبالغربي فضلاً عن الدببة القطبية التي تراجعت أعدادهاوأوزانها.
الاحتباس يعصفبأنظمة بيئية كاملة
======================
وفي السياق ذاته أعلنت الحكومة البريطانية عن تقرير كانت قد أعدته عنظاهرة الاحتباس الحراري الكوني، وأكد التقرير أن فرص بقاء الانبعاثات الغازيةالناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري تحت المستويات "الخطرة"، ضئيلةجداً.
وأعلن التقرير عنمخاوفه من ذوبان الجليد في "جرينلاند" والذي قد يقود إلى ارتفاع مستوى البحار حوالي 7 أمتار في غضون السنوات الألف المقبلة.
ويقارن هذا التقرير والذي يحمل عنوان "تجنب التغيّر المناخي الخطر" بينبحوث وبراهين قدّمها علماء في مؤتمر استضافه مركز دراسات الأرصاد الجوية فيبريطانيا في فبراير 2005.
وانتهى المؤتمر عند هدفين أساسيين هما معرفة متى تعتبر نسبة الانبعاثاتالغازية الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري في الجو كبيرة جدًا، وما هي الخياراتالممكنة لتجنب الوصول إلى هذه النسب.
وجاء على لسان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أنه بعد ازديادالانبعاثات الغازية الناجمة عن الاحتباس الحراري والنمو الاقتصادي والصناعي السريعفي ظل تزايد البشرية بنسبة ست أضعاف في 200 سنة يشكلون عوامل أساسية في تفاقم ظاهرةالاحتباس الحراري.
ويؤكد بيلهار أحد الخبراء " إن كل ارتفاع في الحرارة بنسبة درجة مئوية واحدة تزيد الخطربنسبة كبيرة ويؤثر بشكل كبير وسريع على الانظمة البيئيةالضعيفة".
ويضيف قائلاً إن "كل ارتفاع يزيد عن درجتين مئويتين يضاعف الخطر بشكل كبير مما يؤدي إلى انهيارأنظمة بيئية كاملة، وإلى مجاعات ونقص في المياه وإلى مشاكل اجتماعية واقتصاديةكبيرة لا سيما في الدول النامية".
وأما عن الأخطار التي من الممكن أن تحدث إن ازداد معدل الحرارة درجتينفقد حددها التقرير في النقص الكبير في المحاصيل الزراعية في الدول المتقدمةوالنامية، وتضاعف معدل الأراضي الزراعية بثلاث مرات، مع حركة تهجير كبيرة لسكانشمال أفريقيا، وتعرض 2.8 مليار شخص لنقص المياه ، وخسارة 97 في المئة من الشعبالمرجانية، انتشار مرض الملاريا في أفريقيا وشمالأمريكا.
يهدد حوض البحرالمتوسط
==================
أفادت دراسة علمية حديثة بأن ظاهرة الاحتباس الحراري بدأت تؤثر علىمنطقة حوض البحر المتوسط والبرازيل وغرب الولايات المتحدة ومن المتوقع أن تكونكارثة وخاصة مع تزايد فترات الجفاف والحرارة وهطول الأمطار التي تزداد بشكلإعصاري.
وأشار المعهد الوطنيالأمريكي لأبحاث المناخ، إلى أن السنوات المقبلة ستكون الأصعب بيئياً وستعاني مناطقبعينها من الضرر بشكل يفوق سائر مناطق العالم.
ومن جانبه صرح الباحث كلاوديو تيبالدي بأن مناطق فيالعالم ستتعرض لتحديات مناخية كبيرة أبرزها منطقة البحر المتوسط وغرب الولاياتالمتحدة والبرازيل.
يذكر أنارتفاع حرارة الأرض سوف يسبب أعاصير في منطقة المحيط الهادي حتى تتفاقم ظاهرةالنينو مما سيؤدي إلى نتائج مدمرة على امتداد غرب الولايات المتحدة وصولاً إلىالبرازيل.