تساءلت في الأيام الماضية بعد العواصف
الهوجاء التي أتت على الأخضر واليابس
بين الجزائريين والمصريين وقلت هل سيكون
هناك صلح بيننا وبينهم ؟ وهل سنسامح ؟ وهل
سيسامحون ؟ فهمس في أذني شيطاني قائلا :
هم سيسامحون .... أنتم لا .... قلت لأننا لم نخطيء في حقهم
وهم أخطؤو ؟ ... قال لا ..... قلت فلما ؟... قال لأن قدرتهم على المسامحة
أكبر .... لم أفهم .... قال يا عربي هم سامحوا اسرائيل على قتلها لخيرة
أبنائهم سامحوها على احتلال بلادهم الذي ما زال مستمرا سامحوها على
كل آيات الإحتقار التي تتجسد يوميا .... أقول لك شيئا هم كافؤوا اسرائيل
بعلاقات متميزة فغازهم يذهب للمواطن الإسرائيلي بأقل ثمن في الوقت الذي
يعاني فيه المصري من البرد ... بل هم الآن يحمون أمن اسرائيل وبقاء اسرائيل
حاول أن ترفع علم اسرائيل في مصر ولن يتصدى لك أحد .... أرأيت ؟ ألم أقل
أن المصري له قلب كبير ؟ .... قلت له قاتلك الله هل سيأتي يوم أحمل فيه
علم الجزائر في القاهرة دون أن أحرق معه ؟ ... هل سيأتي يوم أجد فيه عمرو أديب
يترحم فيه على شهداء الجزائر على قناة أوربيت ؟ هل سيأتي فيه يوم يستقبل
فيه الجزائريون في مصر بالورود بدل الحجارة ؟ هل سيأتي فيه يوم أسير
في القاهرة ولا أخاف أن أفصح على هويتي وسأقول أني جزائري ولا
أضطر أن أقول أني اسرائيلي كي أسلم منهم ؟
نظر إلي وابتسم ابتسامة صفراء دون أن ينبس ببنت شفة
ولم أجدني إلا قائلا .... أعوذ بالله من الشيطان الرجيم