منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ســـــــــؤال في الفلسفة هل من مجيب؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 2007-06-13, 19:24   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
cd_nail
قدماء المنتدى
 
الصورة الرمزية cd_nail
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ومع اعترافنا بأهمية ووجاهة كافة وجهات النظر التي تم عرضها في الفقرة السابقة، إلاّ أننا نرى , وهذا انطلاقا من فهمنا الجدلي للمسألة، أن الآراء القيمة التي طرحها جان بياجه J. Piage حول هذا الموضوع، هي الأقرب للصحة والموضوعية. يرى جان بياجه، أنه لا يمكن الأخذ بأي تمييز جوهري بين ما يدعى في كثير من الأحيان بـ "العلوم الاجتماعية" و" العلوم الإنسانية"، ذلك لأن الظواهر الاجتماعية تتوقف على صفات الإنسان كلها، بما في ذلك العمليات السيكو - فيزيولوجية، وبالمقابل، فإن العلوم الإنسانية هي اجتماعية بكل مظهر من مظاهرها. ويؤكد بياجة أن العلماء باتوا ينزعون إلى رفض فكرة إقامة التعارض بين ما هو فطري وما هو مكتسب في الإنسان، حيث تتألف الفطرية في جوهرها من إمكانات العمل، وتخلو بالتالي من البنيات الجاهزة تماما، وهذا خلاف لحالة الغرائز التي يكون جزء هام منها مبرمجا وراثيا. وأكثر من هذا فإن بياجة يذهب إلى أنه من الصعوبة بمكان، أن نفصل حتى بين العلوم الإنسانية والعلوم الطبيعية، ولاسيما بعد أن أثبت علم الحياة Biologie الراهن بطلان الفصل بين الذات والموضوع، وبالتالي بين الروح والطبيعة , وبعد أن تأكد أن صفة مضبوطة و دقيقة التي توصف عادة بها العلوم الطبيعية، ما هي إلاّ مسالة نسبية، على اعتبار أنه بات من المسلم به الآن، أن كل علم تجريبي هو علم تقريبي، بما في ذلك الفيزياء النظرية. إن كلمة مضبوطة تنطبق بصورة أساسية على الرياضيات ولكن هذه الأخيرة ملتصقة بالمنطق، الذي بدوره مرتبط بالمنطيق (صاحب المنطق) المرتبط من جهته بالمنطقة (البيئة الثقافية والاجتماعية والطبيعية) التي يعيش فيها، وإن وعيه وبالتالي منطقه لا بد وأن يكون - بصورة أو بأخرى، بدرجة أو بأخرى - انعكاسا لهذه البيئة. ويرى بياجه إضافة إلى ذلك، أن صعوبات التجريب ليست مقتصرة على العلوم الاجتماعية، فعلم الفلك بدوره يعاني من هذه الصعوبات. هذا مع العلم أنه يمكن تجاوز صعوبات التجريب في العلوم الاجتماعية، بأن نستبدل بالتجريب الدقيق، تحليلا كافيا لمعطيات الملاحظة والقياس بواسطة الطرق المنهجية الخمس التالية:
- التحليل الرياضي للتحولات والترابطات الوظيفية والمواقف (مثل الدراسة الإحصائية للرأي العام)،
- البحث تحت الأمور القابلة للملاحظة، عن دور البنيات بوصفها منظومة من المتغيرات،
- دراسة الظواهر في سلم عال، عبر ظواهر من سلّم دان ( دراسة النسق الاجتماعي عبر دراسة الأفعال الفردية / النسق الفردي مثلاً)،
- الجمع بين التحليل البنيوي (البنيوية الوظيفية) والتحليل التاريخي (الماركسية).
- الدراسات المقارنة (دراسة نمو الكائن البشري في مختلف الأوساط الاجتماعية).