إخواني الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ها أنذا أعود من بعيييييييييييييييييييييييد وبعد مرور أكثر من 16 شهرا من طرحي لهذا الموضوع لأبدي تعليقاتي على كلام بعض الاخوة والأخوات .
في البداية أعتذر عن هذا الغياب الطويل وأرجوا أن تكونوا جميعا بخير وعافية في دينكم ودنياكم.
بالنسبة للموضوع المطروح للنقاش والردود عليه ....أعتقد أن الشبهة الكبيرة التي يدندن حولها أغلب الاخوة هي موضوع (إن لم نكن لها نحن فمن.....) يعني إن لم ندخل نحن لنصلح ونقوم الفساد وانسحبنا جميعا من القضاء والمحاماة والبرلمانات ...الخ فستبقى الطغمة الظالمة الغاشمة لتعيث في البلاد الفاسدة أصلا فسادا كبيرا ولن تجد لأفعالها ناهيا ولا نكيرا.
فالرد على هذه الشبهة يكون بالتفصيل التالي:
- أولا بالنسبة للمحاماة فأنا لست ضد هذه المهنة مطلقا كما ذكرت في مواضيع أخرى في هذا المنتدى ولكن إعتراضي كان حول أن يتولى المحامي الدفاع عن الجاني وهو يعلم يقينا أنه مذنب ومرتكب للجرم ليسعى الى تبرئته أو تخفيف العقوبة عنه مستعينا في ذلك بهفوات القانون (وما أكثرها) وبجهل القضاة (وما أكثرهم) . هذا الذي طرحته فيما يخص المحاماة وبالتالي أنا لست ضد محامي يدافع عن المظلوم (شخص طبيعي أو معنوي) بل أعتبر هذا من أعظم الأعمال الطيبة والصالحة ، حتى وإن أخد الأجر في ذلك.
- بالنسبة للقضاء وما أدراك ما القضاء، فأنا في الحقيقة أستغرب كيف لمن له أدنى إيمان أن يفكر يوما في دخول القضاء في مثل هذا الزمان وهذه البلدان وبهذه التشريعات والقوانين الوضعية. إذ أن السلف الصالح كانوا يفرون منه في أعز أيام الأمة الاسلامية حيث الحكم لله والأنظمة على شرع الله ولا يطبق الا قانون الاله، بل هناك من تصنع الجنون ليحول بينه وبين القضاء وأعتقده (أبو حنيفة النعمان رحمه الله) .
وللتعليق عن شبهة دخول القضاء للاصلاح أقول وبالله التوفيق أني أوافق كل من قال بهذا لكن في حالة واحدة ......وهي أن يكزن القاضي مخيرا لا مجبرا في تطبيق القانون الوضعي كما هو الحال مع المحامي وأنه ليس مجبرا للدفاع عن الجاني......لو كان هذا الشرط محقق فأنا معكم مائة بالمائة . لكن هل الواقع مع أو خلاف هذا ......؟
طبعا الجميع يعلم أن القاضي لا اجتهاد له مع وجود نص ...بل حتى إذا عدم النص فاجتهاده مضبوط ومحدود وفق القانون كأن ينظر العرف أو الفقه القضائي أو مبادئ القانون وغالبا ما تأتي الشريعة في آآآآخر مجالات استنباط الأحكام (الا في قانون الأسرة عموما) وبالتالي إخواني الكرام تصوروا أن أحدنا دخل القضاء بنية الاصلاح فتعرض له قصية كالسرقة مثلا ...وهو يعلم حكم الله فيها وأنه خلاف حكم البشر المدرج في قانون العقوبات فأيهما تطبق............؟ فكر جيدا قبل الاجابة.
وأنا أعلم مسبقا أن الأغلبية سيقولون نحن نطبق القانون الوضعي ولكن في أنفسنا ننكره والاثم على المشرع والحاكم.
وأنا أقول أن هذا من تلبيس إبليس ....وهذه من طاعة البشر دون رب البشر ...ومن إيثار الدنيا عن الآخرة (20 مليون شهرية القاضي) والله عز وجل يقول (رجاءا اقرأوا الآية بقلوبكم لا بشفاهكم فقط) ....قال الحق سبحانه وتعالى
وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا
......لا إله الا الله إنها المباينة والمفارقة عندما يستحيل الاجتماع بهؤلاء القوم .
..ثم هناك نقطة مهمة جدا جدا على الجميع أن يعيها ....وهي أنه عندنا نحن المسلمين الغاية لا تبرر الوسيلة ، بل هذا مبدأ المكيافليين ونحن المسلمين عندنا : الوسيلة يجب أن تكون مشروعة ....مثلا لا يجب دخول القضاء وارتكاب الكبائر التي فيه (تحكيم غير شرع الله) بنية الاصلاح.
- وبالنسبة للبرمانانات فالأمر نفسة كالقضاء بل هو أطم وأعظم جرما ويكفي لكل من أراد الحق قول الحق [أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ به الله ].
بههذه هي تعليقاتي المتواضعة ...فإن أصبت فمن الله وحده ...وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان..والله أعلم .