الوارف
صالح
ينبغي أن ندرك استحالة حصولنا على تعريف كامل وشامل للأسطورة، وإنما تكمن محاولتنا في الوصول إلى أقرب نقطة منها ، فلذا نحرص على أن ندرك الأسطورة قبل تعريفها ، ولذا نتدرج من الشكل إلى المضمون مع التأكيد على أن إتحاد هذين الجانبين ، وتفاعلهما تفاعلاً جدياً ، ينتج عنهما نمط من أنماط التعبير يطلق عليه اسم الأسطورة .
الأسطورة: شكل من أشكال التعبير يجمع بين الفكر والخيال والوجدان، وأداته الرمز، وان الشكل السردي أحد أشكال الأسطورة لا غير. و يرى البعض أن الأسطورة كالشعر تفقد قيمتها إذا ترجمت في حين يقول آخرون أن قيمة الاسطورة تظل قائمة رغم أسوأ أنواع الترجمة في كل أنحاء العالم ، لان كنه الاسطورة لا يكمن في أسلوب صياغتها ، ولا نمط سردها ، ولا في تركيبها النحوي ، بل في التاريخ الذي ترويه .
وفي الموسوعة العربية العالمية ، نجد أن الاسطورة : حكاية تقليدية تروي أحداثاً خارقة للعادة .
و يرى بعض الكتاب أن الأسطورة حكاية مقدسة، ذات مضمون عميق يشف عن معاني ذات صلة بالكون والوجود وحياة الإنسان.
ويرى شلهود أنها قصة تعليلية ، ويرى آخرون أنها قصة حقيقية ، جرت في بداية الزمان ، وتصلح نموذجا يمكن أن يحتذى به من قبل البشر في سلوكهم .
ومنهم من يرى الاسطورة : قصة مجازية تخفي أعمق المعاني أو أنها قصة رمزية تعبر عن فلسفة كاملة لعصرها.
ويصف الدكتور عبد الرضا علي الاسطورة بأنها : الوعاء الاشمل الذي فسر فيه البدائي وجوده ، وعلل فيه نظرته الى الكون ، محدداً علاقته بالطبيعة ، من خلال علاقته بالآلهة التي اعتبرها القوة المسيرة والمنظمة والمسيطرة على جميع الظواهر الطبيعية ، وتعاقب الفصول ، والليل والنهار ، والخصب والجفاف ، مازجاً فيها السحري بالديني ، وصولاً الى تطمين نفسه ووضع حد لقلقه و أسئلته الكثيرة .إنها أسلوب لشرح معنى الحياة والوجود صيغ بمنطق عاطفي كاد يخلو من المسببات ، إمتزج فيها الدين بالتاريخ ، والعلم بالخيال ، والحلم بالواقع .
من خلال ما تقدم يمكن القول أن الأسطورة ممتنعة عن الإدراك بوصفها متاهة عظمى. . فالمتاهة حاصلة في الخلط بين التعريف والتفسير في كثير من الأبحاث و ذلك راجع ربما لتعدد أنواع الأسطورة التي حددها البعض في الأنواع .
وانت اخي العزيز قد اتقنت صنع اسطورتك
بالتوفيق ومزيدا من التألق
المخلص دوما
ادونيس