منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - كنت نصرانيا ؟
الموضوع: كنت نصرانيا ؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-04-15, 16:02   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
ليتيم مراد
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ليتيم مراد
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز لسنة 2013 وسام التميز وسام التميّز 
إحصائية العضو










456ty كنت نصرانيا - الجزء الرابع

الجزء الرابع

ولمّا اكتشف النّاس إعتناقي للنصرانية كان ذهلهم شديدا، وانتشر الخبر ووصل عائلتي، والتي كان ردّ فعلها عنيفا خاصة من طرف إخوتي الكبار.

والله أسأل أن يغفر لي الإضطراب الذي أحدثته لهم خاصة لأمّي، لكن هذه المضايقات لم تثن عزمي، بل بالعكس، لقد زادت قوة إيماني، لأن التزامي كان بصدق، والقضية قضية مبادئ وعقيدة.إذ لا شيء بإمكانه أن يرد قناعتي، في الصلاة كنت أدعو " يسوع" لكي يغفر لهم ويهديهم نحو النّور من أجل أن ينجوا ويفوزوا بالخلاص الأبدي.

إنّ أخصّ ما يميز العقيدة النصرانية هو الأثر الجاسم على الشخص النّصراني، هذا الأخير يكون جد منغلق على إيمانه، فلقد كنت أعيش غيابا كليا عن الحياة العائلية والاجتماعية، في حين أنّي كنت جد مرتبط بإخواني النصارى أكثر من أفراد عائلتي.

لقد كان الإنجيل بالنسبة لي بمثابة ثدي الأم للرضيع، وأنا الذي كنت أحب القراءة وأظهر اهتماما بالغا بالبحث والعلم، كل هذا أصبح بالنسبة لي دون أيّ أهمية، لأن الكتاب المقدس يقول بأنّ :" حكمة العالم جنون بالنسبة للربّ " إذ كل ما ينتسب إلى هذا العالم زائل، محكوم عليه بالفناء.

هناك عنصر آخر يجذب ويغري الناس بالنصرانية، ويكون في بعض الأحيان السبب الرئيسي في اعتناقهم لها، وهذا من طرف الكثير منهم، أنّها مسألة " المعجزات "

فيسوع مدّ بالقدرة الحواريين : طرد الأرواح الشريرة، ومسك الثعابين، وإشفاء المرضى، والحديث بلغات جديدة، بل حتى حسب مقاطع من العهد الجديد : بإمكانهم إحياء الموتى!!

النّصارى يستعملون كثيرا هذه الوسائل في وعظهم لفتنة الناس، ولأنّه طعم فعال يؤكل في الصنّارة !

فأصبحت أحيا دائما بهمّة وحماس، حلمي الكبير أن أصبح من كبار المبشّرين بالإنجيل، واعظا تماما مثل يسوع ( عليه السلام )...تمنّيت أن أسيح في الأرض وأبشّر النّاس بالحقيقة. وحيثما كنت، كنت أبشّر بالمسيحية طبعا، وذلك في الثانوية وفي قريتي، ونتيجة لذلك كنت سببا في ارتداد كثير من النّاس. أتذكر أنّي كنت أستعمل جميع الوسائل التي تبدو لي أنّها لائقة من أجل تبليغ المسيحية للآخَرين.

خذ على سبيل المثال، وفي وسط المدينة كنت أجمع أوراق الأشجار، وأكتب عليها هذه الكلمة " يسوع يحبُّك " فكنت أرميها هنا وهناك، حتى في داخل السيارات عندما أجد النوافذ مفتوحة.

بالتالي سطرت حياتي، فكنت أحيا حياة نصراني طيلة 3 سنوات معتقدا أنّني كنت على الصراط المستقيم، وعلى سبيل الحق دون أن ينتابني أدنى شكّ بأنّ مصيري سيأخذ يوما ما مجرى آخر...

السقوط

مثلما ذكرت سابقا، لقد كان الكتاب المقدّس لي بمثابة " ثدي الأم بالنسبة للرضيع " إذ كنت أقرؤه وأتفحّصه بدقّة، لأنّ تدبر كلمة الربّ هي أكثر من واجب.

ونظرا لقراءاتي المتكررة، صرّت وكأنّي أحفظ العهد الجديد عن ظهر قلب، وخلال قراءاتي أصادف في بعض الأحيان نصوص ومقاطع أجد صعوبة في استيعابها، أو بعبارة أدقّ : في تنسيقها.

لقد أحدثت لي بلبلة،


ملاحظة .: ( الفقرة التالية بتصرف ليتيم مراد - مشرف منتديات الأخبار ... النصرة وقضايا الأمة.)

**فمثلا في مقطع من الإنجيل،يؤكد يسوع ( عليه السلام )على أنّ كل خطيئة ضده فهي مغفورة، ولكن ليس ضد روح القدس، فلماذا إذن هذا الخلاف بين شخصيات التثليث بما أنّها كلها متماثلة ؟!

° لم أتمكن من قبول، كيف أن يسوع " الذي هو إله " لا يعلم متى ستكون الساعة، لكن الأب وحده الذي يعلم !


° طلب رجل من يسوع :قائلا له أيها المعلم الصالح ..... فرد عليه لماذا تدعوني صالحا ؟ لا صالح إلاّ الله وحده

يسوع يصرح بأنّ الربّ وحده هو الصالح، وبالتالي فهو يشهد بأنّه ليس جزءا من الألوهية البتّة!.

° يسوع يصيح على الصليب قبل موته :" إلهي، إلهي، لماذا تركتني ؟

على حسب عقيدتي يسوع هو الإله، لماذا نادى إذن يا إلهي ؟!

لقد حيّرني أن أجد في الكتاب المقدس، كلمة الربّ،مقاطع أو كلمات بين معقوقتين ([]) مثل ما وجد في إنجيل والأسوأ من هذا : هو كلمات الشارح في أسفل الصفحة ( مثلما هو الأمر في الكتاب المقدس :" الطبعة الجديدة الثانية المنقحة )" نقرأ مثلا :" 10 النصوص 9-20 موجودة في كثير من المخطوطات، لكنّها غير موجودة في مخطوطات أخرى، وبعض المخطوطات الثانوية تحوي عوض هذه النصوص المفقودة، أو زيادة عليها، خاتمة مختلفة ". فهل هذه هي كلمة الربّ ؟!

° معرفتنا للتثليث واضحة : الربّ، الابن، والروح القدس متساوون، ولكن كيف لنا أن نفهم هذه المساواة عندما نسمع يسوع يقول بأن الأب أكبر منه

في الصلاة الكهنوتية يسوع (عليه السلام) وحده مع "الأب "، إنّها الفرصة الأفضل أين تعرف عقيدة التثليث وتفسّر نفسها. فكانت المفاجأة الكبرى عندما وجدت بأن الحياة الأبدية هي أن يعرفوك أنت الإله الحق وحدك، ويعرفوا يسوع المسيح الذي أرسلته

أليست الحياة الأبدية هي في أن توقن بموت وبعث يسوع ؟!فكيف يحدث أن يصرح يسوع بأن الحياة الأبدية تكمن في معرفة الإله وحده.

**لقد حيّرني، أن يضع يسوع نفسه على قدم المساواة مع الناس، وينكر خاصية الألوهية عندما قال بأنه يذهب نحو إخوانه، ويقول قل بأنّي أصعد إلى أبي وأبيكم، إلى ربّي وربّكم ؟؟؟؟


----------( إنتهى التصرف من طرف المشرف ليتيم مراد )------

بقراءة الأناجيل الأربعة حول موضوع بعث يسوع، وجدتّ أن الروايات مختلفة من كتاب لآخر، فلم أعرف من أصدق.

في بداية الأمر لم أتنبّه لمثل هذه التناقضات، كنت أقول في قرارة نفسي أنّ المشكلة تكمن في سوء فهمي للمعاني، وقلت كما تقول النّصارى إنّ الروح القدس حتما سيفهمني إيّاها !!.

ولكوني صادق في إلتزامي، لم أكن أسمح لنفسي في أن أشكّ في عقيدتي، وفي كتابي المقدّس حتى وإن كانت مثل هذه النصوص تبعث في نفسي الشكّ، كنت أعتقد أنّ الشيطان هو الذي يحاول أن يثنيني عن عزمي، إذ أنّ حتى يسوع وسوس له من طرف الشيطان عبر الكتابات ( كما في متّى : 4 نص 1-11) فكنت أدعو باسم يسوع لكي يطرد الشكّ بعيدا عنّي، إذ الشكّ عدو الإيمان.

في غالب الأحيان كنت أجد الطمأنينة في قلبي، لكن، وفي بعض الأحيان، يراودني الشكّ، فلقد كان بمثابة ضباب يغطّي ويخفي كلّ شيء، وبمجرد إنقشاع هذا الضباب تبرز الحقيقة وتظهر، فكذلك كنت أطرد الشكّ.

... ومع مرور الوقت إذ بالتناقضات تطفو وتظهر، فالطّبع أغلب، كما يقول المثل :" أطرد السّجية تعود جريا".وهذا جلب لي الكثير من التعاسة، والحالة أصبحت لا تطاق...

أعترف أنني عانيت كثيرا...فالحيرة استولت عليّ شيئا فشيئا، وأصبح الأمر ..............


. ............ يتبع ..........










آخر تعديل ليتيم مراد 2008-04-15 في 16:15.