منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - لماذا خلقنا؟
الموضوع: لماذا خلقنا؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-01-14, 22:03   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
moussaoui khaled
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

لايزال العبد منقطعا عن الله حتى تتصل إرادته و محبته بوجهه الأعلى و المراد بهذا الإتصال أن تفضي المحبة إليه و تتعلق به وحده يحجدها شيء دونه، و أن تتصل المعرفة بأسمائه و صفاته و أفعاله فلا يطمس نورها ظلمة التعطيل، كما لا يطمس نور المحبة ظلمة الشرك و أن يتصل ذكره به سبحانه فيزول بين الذاكر و المذكور حجاب الغفلة و التفاته في حال الذكر إلى غير مذكوره، فحينئذ يتصل الذكر به و يتصل العمل بأوامره و نواهيه فيفعل الطاعة لأنه أمر بها و أحبها، و يترك المناهي لكونه نهي عنها و أبغضها.
فهذا معنى إتصال العمل بأمره و نهيه، و حقيقته زوال العدل الباعثة على الفعل و الترك من الأغراض و الحظو العاجلة، و يتصل التوكل و الحب به بحيث يصير واثقا به سبحانه مطمئنا إليه راضيا بحسن تدبيره له غير متهم له في حال من الأحوال، و يتصل فقره و فاقته به سبحانه دون من سواه، و يتصل خوفه و رجاؤه و فرحه و سروره و ابتهاجه به وحده فلا يخاف غيره و لا يرجوه و لا يفرح به كل الفرح و لا يسر به غاية السرور.
و إن ناله بالمخلوق بعض الفرح و السرور ، فليس الفرح التام و السرور الكامل و الإبتهاج و النعيم و قرة العين و سكون القلب إلا به سبحانه، و ما سواه إن أعان على هذا المطلوب فرح به و سر به، و إن حجب عنه فهو بالحزن به و الوحشة منه و اضطراب القلب بحصوله أحق منه أن يفرح به فلا فرحة و لا سرور إلا به أو بما أوصل إليه و أعان على مرضاته و قد أخبر سبحانه أنه لا يجب الفرحين بالدنيا و زينتها، و أمر بالفرح بفضله و رحمته و هو الإسلام و الإيمان و القرآن، كما فسره الصحابة و التابعون و المقصود أن من اتصلت له هذه الأمور بالله سبحانه فقد وصل و إلا فهو مقطوع عن ربه متصل بحظه و نفسه ملبس عليه في معرفته و إرادته و سلوكه.