كَمْ هو مَحمودٌ البِناءُ ، التّشييدُ و توسيعُ الدّارْ
و الأعْمدةُ القويمةُ و إعلاءُ البِناءِ و المحيطُ جِدارْ
جٍدارٌ عالٍ من فولاذ يَسترُ عُيُوبَنا و سِتْرٌ لِكُلِّ عارْ
أَيَرَى أهلُه أنَّما الأمْنُ و العَيْشُ السَّعيدُ بِما أَحاطَ الجِدارْ ؟
لا يُعْنُونَ اِهْتِماماً لِمَا هُوَ خارجٌ ! ولا يُلْقُون بَالاً للجِوَارْ !!
أَيَحْسَبُ هؤلاء أَنَّمَا البِنَاءُ حَدِيدٌ سَتّارْ ؟
أَلَيْسَ الجِدَارُ حَائِطٌ يَحُولُ بَيْن الوَاقِعِ وَ الأَنْظَارْ ؟
أَيُخْفَى هَكَذا الحَقُّ ؟! أَمْ زَاغَتِ القُلُوبُ وَ الأبْصَارْ ؟
إنْ كُنتُم تَرَوْنَ أنَّ جِدَارَكُم حِصْنٌ حَصِينٍ وَ أَمْتَنَ الأسْوَارْ
وَهُوَ عِندَكُم مِن فُولاذٍ ، فإنَّما هُوَ عِندَنا مِن وَرَقِ الأشْجَارْ !
أَمْ تَظُنُّونَ أَنَّكُم سَتَكْـتَـسُوا كَمَا اكْتَسَى آدَمُ فِي حُسْنِ الدّارْ
هيهات ! فأنتم بِـبـِنائِكُم تُخْفُونَ الحَــقَّ الجِـهَـارْ
وَ تَتَوَلَّـوْنَ عن الجِهادِ و تَفُرُّونَ مِن الشَّهَادَة في سبيلِ الواحدِ القهّارْ
أَلَيْسَتِ الأرضُ أرضُكُم ؟! أَرْضُ أجدادِكُم و الصَّاحِبِ و الجَارْ ؟
أَكُبِّلَـَتْ عُقُولُـكُـم و كُبِِتَتْ قُوَّّتُكُم و ثُبِّطَتِ الأفكارْ ؟
واحسْرَتاه على زَمانٍ اِعْتَلَى فيه الإسلامُ في عصرِ الأخيارْ
لا نَجِدُ فِيكُم رِيحَ صلاحِ الدينِ و خالد بن الوليدِ ولا عُمَر المُختارْ
خَذَلتُمُونا بِأقوالِكُم التي تُنَافي أفعالَكُم ولقد صَارْ
فِعْـلُكُـمْ كَــرَمَادٍ بِـقِـيعَـةٍ .. و أصْبَحْتُـم بِأعيُنِنا صِغَــارْ
أَخْطأْنا إذ كُنّا نَعُدُّكُم كِبَارًا ، فأصبحْنا لا نَرَاكُم حتى بالمِنْظَارْ !
أَأَبَـيْـتُـمْ إلاَّ أن تَتَواطَؤُوا و تَبْنُوا تِلكُمُ الأسْوَار ؟
التي ما رأيتمْ أنها تَحْجُبُكم عن جنَّاتٍ و أنهارْ
وعيشٍ رغيدٍ في الدنيا ، وفي الآخرةِ مع الأبرارْ
و حُورٌ من حولِكُم تَتَغَنَّى و نِعمَ التسبيحِ هُنَاك ، تسبيحُ الأطيارْ
جِدارُكُم من فولاذ عندَكُم و عِندنا إنَّما هو من وَرَقِ الأشجارْ !
تعصفُ به ريحُ الرَّحمانِ فيغدُو دَكًّا مُنهَـــارْ
وَ وَعْدٌ أن تزحفَ نحوهُ جيوشُنا و تَقهركم قَهْرا و تفُكَّ الحِصارْ
أما تَخاَفون أن تنتهي دُنياكُم كَمَن هَلَـك بالإعصارْ ؟
و إذ تولَّيْـتُـم !! ألا تخْشَون أن تُكَبَّ وُجُوهَكم في النّارْ ؟
و إذ نافَقْـتُـم و تَخَلَّـيتُم عن دِينِكُم و لَقَيتُم الأعذارْ !
فلا تَحْسِبَنَّ الله غَافلاً ! فكلُّ شيء بمقدارْ
ولا تَحْسِبَنَّ صَمتَنَا خضوعٌ ، فصَوْبَ كلِّ مسلمٍ ذلكمُ الجدارْ
ذلكَ الجدارُ الذي سَيبقَى رِيبَةً في قلوبِكم فَلَسَوْف يَنْهَارْ
من أنتم إذ اختلطتم ؟ أ عَرَبٌ أم يهودٌ وَ أحبَارْ ؟
لا تَنْسُبُوا أنفسَكُم للإسلام فأنتم المنافقون الكِبارْ
مِثل الحرباء تتلونون ... فأبيض إذا شئتم ووجه طلق يميل للإحمرارْ
بل أسود كقطع من الليل و مبتغاكم اتخاذ الليل ستار ْ
تنامون بالصبح وتسهرون الليالي مع الفُجّارْ
وتتركون الصلاة و القرآن و تهرعون للميْسر و القِمار ْ
و تشربون كؤوسا مع بني صهيون !! تَرَوْهُم كالأقمارْ
وقد ركَعتُم لهم و فضَّلتم أن تحملُوا الأوزار ْ
كنتُ سَأنَام حينما راودتني هته الأفكارْ
ومن يقرأ كلامي قد قد يحسبني غريبة الأطوار ْ
إنما ما غَمَضَ لي جَفْنٌ وبِتُّ أكتبُ هته الأشعارْ
التي تحكي شعوري بعدما ذَكرتُ الجدار ْ
فما هدأت روحي ولا اطمأن قلبي و عقلي حــَـــارْ
و أنا التي ما درستُ الشّعر يوما ولست أعرفُ وَزْناً ولا عِيار ْ
إنما هي القضية !! حرّكًت كل جوارحي وما كان لي أن أختار ْ
كما حرَّكت الجمادَ من قلم وورقٍ و الدموع أمطارْ
ولازالت تُحرِّك الجماد يوم تنطق الأنعامُ والأشجار و الأحجارْ
لكني حينها ذكرتُ ما وعَدَ الله و رأيتُ الحائط مُنهار
على يَدِ المخلصين من المسلمين الأحرارْ
فما عُدْنا نُطيق الظلمَ و النفاق و قد طال الإنتظارْ !
فكلّنا لفلسطين ! هيا يا إخواني ، فالبدار ... البدار ْ
نريدُ قَهْرَ صهيون و نَنْعَمَ بالإنتصارْ
من خَذَلَنا وغَدَر بنا فلن نُقيم له وَزْنًا و لا أيَّ اعتبارْ
قادمون و النصر قريب كما وعَدَنا ربُّنا ، نِعْمَ الإنتصارْ
إن شاء الله نصر قريب
و فتح مبين
و نِعْمَ الإنتصارْ
إنما الفتح قريب و لَنَنْعَمَنّ في أرضنا بِنِعْمَ الإنتصارْ
و من أراد بنا كيدا فليبْقَ في غيضِهِ و ليعتصِرْ كل اعتصارْ
فالأيام بيننا دُوَلٌ .. وهذا دورُنا و انقلبت الأدوارْ
يا بني صهيون أخرجوا من أرضنا و لنحيطنكم بأسوارْ
أسوار من جيوش أبِيّةٍ ، بنو أبطال و كبارْ
ولنكيدَنّ بكم و لنخرجنّكم من أرضنا فلسطين ، فإنا نحتقركم أيُّما احتقارْ
فاخرجوا و لا تعودوا !! ألَسْتُمْ تعرفوا المسلم إذا ثـــــارْ ؟
لِمَ تتثاقلون ؛ ألم تدرسوا عنّا ، أوَلم تصِلْكم الأخبار ؟
فستدفعون ثمن ما حرّقتم و من قتّلتم و كل ما أفسدتم وكل دمارْ
إنما نحن زاحفون نحوكم لنسْترِدّ فلسطين و نضمّ أرضنا ... وربّ العزّة الجبار
فلنسْجُدنَّ على أرضنا دون صوب سلاح ، دون بطاقة و دون حصارْ
نِعْم المولى ربنا الله معنا و عَدَنا بالنصر و نِعْم الإنتصارْ
نِعْم النصرِ و نعم الإنتصارْ
نِعْم النصرِ ونِعْم الإنتصارْ
نِعْم النصرِ ونِعْم الإنتصارْ
مريم