بناء يفقه أسس بناء الحياة....
كنت جالسا أراقبه وهو يقوم بعمله في البناء...
فأخذني الفضول فإقتربت منه طالبا أن يعلمني بعض أسس البناء...
فقبل طلبي دون تردد.... و إقترب مني...
و قد أخد صندوقا و بدأ يملؤه بقطع الآجور إلى آخر مكان في الصندوق...
ثم سألني ...: هل إمتلأ الصندوق قلت طبعا... نعم...
فلم يرد علي ... ثم أخد يملؤه بكميات من حبات حصى...
التي تخلخلت بين قطع الآجور و ملأت كل الفراغات التي بينها..
و عاود السؤال ....هل إمتلأ الصندوق الآن....
قلت...الآن نعم...
لم يرد علي كذلك... و بدأ يفرغ كميات من حبيبات الرمل في الصندوق...
التي أخدت تملأ الفراغات بين حبات الحصى....
ثم قال.... : الآن إمتلأ الصندوق....
و أتبع قائلا...هكذا تكون أسس البناء الصحيح....
قلت... : أنا لم أفهم... أنت لم تبني شيئا....
فرد علي بكلام مذهل و مبهر قائلا...:
يا بني الصندوق هو الحياة...
و الآجور و الحصى والرمل هي إهتمامات البشر فيها...
فإذا ملأت الصنذوق في البداية بالرمل...
فإنك لا تجد متسعا لإضافة كل من الحصى و الآجور..
و كذلك إذا ملأت حياتك بصغائر الأمور و سفاسفها..
فإنك لا تجد متسعا لملئها بعظائم الإهتمامات و قضاياها..
فإبدا في إهتماماتك فيها بالأهم ثم المهم ثم الأقل فالأقل....
و هكذا يكون بناؤك فيها شامخا و متينا...
قلت له شاكرا...... :بناء يفقه أسس بناء الحياة..
القلـ السليم ـب