السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
عطلة سعيدة وعودة ميمونة ان شاء الله لكل عمال وموظفي قطاع التربية وبالاخص اعضاء منتدانا الغالي منتدى الجلفة الكرام.
اعود اليكم مثلما ودعتكم في بداية العطلة الشتوية برائعة لأحمد مطر وهي رسالة أبعثها من خلال هذا المنتدى للمسؤولين على قطاع التربية في وطني الحبيب الجزائر.والذين برهنوا على فشلهم في التسيير أكثر من المرة فلم يعو ولم يعتبرو ... ولاحياة لمن تنادي وانك ناديت لو اسمعت حيا.ويا ليتهم كانوا أبوابا للخير فبعض الابواب لها دور اجمل واروع وانفع والى حديث الابواب
أحاديث الأبواب
(كُنّا أسياداً في الغابة)
قيّدونا بالحديد. ثمّ أوقفونا خَدَماً على عتباتهم
ليس في الدُّنيا مَن يفهم حُرقةَ العبيد
أبجديتهُ المؤلّفة من حرفين فقط
وَحْدَهُ يعرفُ جميعَ الأبواب
يَكشِطُ النجّار جِلدَه ..
ظهرُهُ، الغافِلُ عن مسرّات الدّاخل،
لأنّهُ مقيمٌ في الخارِج !
زرّروا أكمامَهُ بالمسامير الفضّية.
هاهُم يُغطُّونَ وجهَهُ بِستارة.
ثُمّ إنني أُحبُّ أن أتفرّج.)
تحجُبُ المناظرَ عن عينيهِ، دائماً،
لكِنّهُ يبدو مُخنّثاً مثلَ نافِذة.)
هكذا تتحدّثُ الأبوابُ الخشَبيّة
لم تُنْسِهِ المدينةُ أصلَهُ.
ظلَّ، مثلما كان في الغابة،
النائمُ على قارعةِ الطّريق ..
أولئكَ المُتّهمون بضربه !
لم يأتِ النّجارُ لتركيبه.
- أحياناً يخرجونَ ضاحكين،
وأحياناً .. مُبلّلين بالدُّموع،
ماذا يفعلونَ بِهِم هناك ؟!
سدّدوا إلى وجهِهِ ثلاثَ لكمات..
على الرّغمَ من كونهِ صغيراً ونحيلاً،
اختارهُ الرّجلُ من دونِ جميعِ أصحابِه.
حَمَلهُ على ظهرِهِ بكُلِّ حنانٍ وحذر.
( مُنتهى العِزّ )..قالَ لنفسِه.
تخضعُ أُمّهاتُنا، دائماً،
وفي عروقه تتصاعدُ رائِحةُ المنشار.
- رُفاتُ المئات من أسلافي ..
يَمُدُّ يَدَهُ إلى فَمِـه
- لا أمنعُ الهواء ولا النّور
كُلُّ متاعِهم في الشّاحِنة.
ليسَ في المنـزل إلاّ الفراغ.
بين جِدارين مُتباعِدَين !
لا يعملُ إلاّ فوقَ الأرض.)
هكذا تُفكِّرُ أبواب المنازل
- محظوظٌ ذلكَ الواقفُ في المرآب.
- بائسٌ ذلك الواقفُ في المرآب.
ركّبوا جَرَساً على ذراعِه.
دونَ الإضطرار إلى صفعِه !
يمنعونَهُ من تأديةِ واجِبه ؟
ينظرُ بِحقد إلى لافتة المحَل:
- أمّا أنا.. فلا أسمحُ لأحدٍ باغتصابي.
الحائطُ الواقف بينَ الباب والنافذة.
ماذا يملِكُ غيرَ التثاؤب ؟!
يتحرّكُ بكرسيٍّ كهربائي..
هذا الرجُلُ لا يأتي، قَطُّ،
عندما يكونُ صاحِبُ البيتِ موجوداً !
هذهِ المرأةُ لا تأتي، أبداً ،
عندما تكونُ رَبَّةُ البيتِ موجودة !
بابُ غرفةِ النّوم وَحدَهُ
لم يبقَ إلاّ أن تركبَ النّوافِذُ
- أنتَ رأيتَ اللصوصَ، أيُّها الباب،
لماذا لم تُعطِ أوصافَـهُم ؟
تلكَ الأبوابُ المهووسةُ بالنّظافة !
- أأنتَ متأكدٌ أنهُ هوَ البيت ؟
أحقّاً لم تتعرّف على وجهي ؟!
- لم أقُم بأي عملٍ بطولي.
أنَّ صاحبَ البيتِ عادَ من الحجّ.
الجَرسُ الذي ذادَ عنهُ اللّطمات ..
في انتظار النُزلاء الجُدد..
دائماً ينخزُني هذا الولدُ
لماذا يَصِفونهُ بقلَّةِ الأدب
أنتِ خائنةٌ أيتها النّافذة.
- لستُ خائنةً، أيها الباب،
هذا الّذي مهنتُهُ صَدُّ الرّيح..
ما يبلَعهُ، أوّلَ المساء،
يستفرغُهُ، آخرَ السّهرة !
لم ينـزف قطرةَ دَمٍ واحدة.
كُلُّ ما في الأمر أنّهُ مالَ قليلاً
لتخرُجَ جنازةُ صاحب البيت !
قليلٌ من الزّيت بعدَ الشّتاء،
وشيءٌ من الدُّهن بعد الصّيف.
هُم يعلمون أنهُ يُعاني من التسوّس،
حاولَ، جاهِداً، أن يفُضَّني..
إلى أن يسكُنَ أحدٌ هذا البيت المهجور
ما أن تلتقي بحرارة الأجساد
- أنا فخورٌ أيّتُها النافذة.
صاحبُ الدّار علّقَ اسمَهُ
في أن يحمِل اسمَ آسِرهِ ؟!
تتذمّرُ الأبواب الخشبيّة:
في السّلسلةِ مفتاحٌ صغيرٌ يلمع.
مغرورٌ لاختصاصهِ بحُجرةِ الزّينة.
- قليلاً من التواضُعِ يا وَلَد..
لولايَ لما ذُقتَ حتّى طعمَ الرّدهة.
ينهرُهُ مفتاحُ البابِ الكبير!
دائماً يتفرّج، ساكتاً، على ما يجري
المهمّ أنها لن تذهبَ إلى السّجن.
من أن يقوم بمثلِ هذه المهمّة !
الأبوابُ تعرِفُ الحكايةَ كُلَّها