منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مساعدة
الموضوع: مساعدة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-01-03, 14:04   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
mouloud69
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










افتراضي

الإشكال:هل المعرفة في أساسها تعود إلى الذهن أم أنها نابعة من الواقع؟

المقدمة:بعد تحليل المعرفة الإنسانية من مختلف النواحي من أبرز المشاكلالفلسفية التي استقطبت اهتمام الفلاسفة منذ القرن السابع عشر حتى اليوم , و نظريةالمعرفة عند الفيلسوف هي رأيه في تفسير المعرفة أيا كانت الحقيقية المعروفة , و قداختلف الفلاسفة لاختلاف مناهجهم في طريقة حصولنا على هذه المعرفة و التساؤل الذييطرح نفسه: هل المعرفة ممكنة للإنسان أو مستحيلة و إذا كانت ممكنة هل يعرف الإنسانكل شيء بدون استثناء أم أن قدرته نسبية ؟ أو بعبارة أصح هل المعرفة في أساسها تعودإلى الذهن أم أنها نابعة من الواقع و التجربة؟.
التحليل: طرح القضية:يرى أنصار النظرية المثالية وعلى رأسها أفلاطون أن هناك عالمين ,عالم المثل و عالم الحس المحيط بنا, أو عالم الأشباح و الظلال؛أما الأول فهو العالم المعقول( العلوي ) و هو الذي ينطوي على المعرفة الحقة, ومنه فهي غير ممكنة إلا فيه , فالتصور الذي لدينا على الخير و العدل و السعادة و الفضيلةلا تمثل حقيقتها , و الوصول إليها أمر مثالي و يرى أفلاطون أيضا أن } النفس قبل أنتحل بالبدن كانت تعلم كل شيء لكنها بحلولها في الجسم نسيت أصلها الذي هو المثل{, ولهذا و ضع برنامج في أكاديميته و غايته أن تتذكر النفس ذاتها , لكنه اشترط على كلمن يرغب في هذه المعرفة أن يكون عارفا بالهندسة , أي يملك بعض مبادئ الاستدلال , كما يرى أن النفس لا تستطيع أن تبحث عن المعرفة إلا إذا احترقت حواجز البدن و تحررتمن قيوده و هذا لا يتم إلا بالتأمل كما عبر لنا أفلاطون عن هذا قائلا: (إذا كانتالنفس التي هبطت إلى هذا العالم قد نسيت علمها القديم , فإن وظيفتها خلال اقترانهابالبدن أن تطلب المعرفة , و من الواجب عن النفس الباحثة عن الحقيقة أن تمزق حجابالبدن أو تنجو من عبوديتها و أن تطهر ذاتها من كدورة المادة بالتأمل فإن الكدورة لاتتفق مع نقاوة الحقيقة ) , و هذا يعني أن معرفة المثل تحصل بالعقل لا بالتجربةالحسية ؛ فإنه لمن التناقض أن يطلب الحقيقة الثابتة بوسائل متغيرة خاصة أن المثللها طبيعة خالدة حتى و إن كانت الأشياء الخارجية تشترك معها في بعض الجوانب , وقدذهب على شاكلة هذا الطرح الفيلسوف باركلي حيث يقول: ( إن ما نذكره من الموضوعات هوالذي نستطيع أن نقر بوجوده و نحن لا ندرك إلا تصوراتنا الذهنية فالعقل هو الحقيقةالذي نصنع به وجود الأشياء) و معنى هذا أن المعرفة عقلية فكرية خالصة و تتأسس علىمبادئ فطرية توجد في بنية العقل الذي تصدر عنه معرفتنا بجميع الأشياء و لا وجود لشيء في غياب عقل لا يدركه .
النقد- لقد أثبت علم النفس في مجال دراسته للنمو العقلي للطفل أن هذا الأخير لا يملك أي معرفة فطرية و لا أي أفكار من هذا النوع و كل ماهناك أنه يولد مزودا بخاصية الاكتساب (الاستعداد) الذي من خلاله يكتسب المعرفة والتدرج مع قدراته الذهنية بالإضافة إلى أن العلوم التجريبية أثبتت إمكانية المعرفةعن طريق الحواس و العقل معا فالقانون العلمي حقيقة اختبرت بالتجربة ثم بالتنبؤ وهذا دليل على صحته .
نقيض الأطروحة::و على عكس الرأي الأول نجد أنصار النظرية الواقعية و التيجاءت لتهدم أساس التصور المثالي للمعرفة فهم يرون بأن مظهر الشيء الخارجي هو حقيقةو هي الحقيقة التي تنطبع في أذهاننا و تنقلب إلى معرفة تامة , إذن معرفتنا للأشياءالخارجية حسب هذه النظرية مباشرة و لا سبيل لتحقيقها إلا الحواس الظاهرة و هذا ماأكد عليه توماس ريد الذي دافع بشدة عن نظرة الإنسان العادي للأشياء أي عن الموقفالطبيعي الذي يعتقد اعتقادا راسخا في وجود الأشياء ,
و لا يناقش هذا الوجود أصلا , و كذلك نجد من ذهب على شاكلة هذا الطرح و هو جون لوك (1632-1704) الذي يقول: (إنالطفل يولد صفحة بيضاء و لا يوجد في العقل إلا ما مر في الحواس بحيث تنتقل صورالمحسوسات و العقل يشكل منها صورا ذهنية) , و يرى دافيد هيوم أن فكرة العلة مكتسبةبفضل العادة فهي انطباع حسي وارد من التجربة فالعلة شيء سابق للآخر و مقترن بهفالعقل لا يمكنه إنشاء المعارف بالاعتماد على نفسه و كل الأفكار التي هي لدينا نسخمعنوية و الحقيقة معيارية و في هذا يقول لامبير: (ليس هناك شيء يفوق إحساساتنا فيعدم قابليته للجدل و هذا يكفي لإثبات أنها مبدأ معارفنا كلها).
إذن المعرفة نجدأساها في الحدوس الحسية التي تتحول إلى معان عامة يستخدمها العقل في عملياتالتفكـــــــــير.
للنقد : بحيث أنه لا يمكننا أنننكر قدرة العقل في إنشاء المعارف ففي الرياضيات مثلا قفز العقل إلى المجموعاتالخالية و اللانهائية في الفلسفة و الموضوعات الميتافيزيقية و كل هذا لا يوجد ما يقابله في الواقع ضف إلى ذلك أن الحقيقة ليست نسخة أو مطابقة للواقع بل الفكرة هي إنشاءجديد يقوم به الفكر , ضف أيضا إلى ذلك أن الحواس عاجزة عن الوصول إلى الخصائص المكونة لجوهر الشيء بدليل أنها تخدعنا حتى في معرفة المظاهر كرؤية السراب … , كذابعد الأشياء و قربها عن العين (الرؤية) كرؤية الشمس , خدعة البصر مثلا نجدها قريبةجدا لكنها تبعد عنا بملايين الكيلومترات
التركيب: المعرفة هي تركيب بين العقل و التجربة رأي كانط " الحدوس الحسية بدون تصورات عقلية عمياء و التصورات العقلية بدون حدوس حسية جوفاء"
الخاتمة: العقل مضاء التجربة و العكس
صحيح.لا يمكن الفصل بين العقل و الواقع في بناء المعرفة.
















رد مع اقتباس