منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - فلسطين....الشمس تشرق من جديد
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-12-24, 18:50   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عبد الحفيظ 26
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عبد الحفيظ 26
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

رسالة إلى حركة فتح


الشيخ أ. د. سعود النفيسان(*)


إن الاهتمام بقضية فلسطين واجب شرعي على كل مسلم، بل على كل عاقل على البسيطة كلها. والقضية هي قضية الأمة، وهي القضية المركزية للعالمين العربي والإسلامي بل للعالم أجمع، وستبقى القضيةَ الأولى في التاريخ على مستوى القضايا العالمية في العالم من شرقه وغربه، وهذا كلـه يـعـود إلى أمـور؛ أهـمها: أن في فلسطين المسجد الأقصى فهو القـبلة الأولى، وهو مسـرى النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث يقول الله - سبحانه -: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْـمَسْجِدِ الْـحَرَامِ إلَى الْـمَسْجِدِ الأَقْصَا الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء: ١]، وقوله - صلى الله عليه وسلم - في زيارة المسجد الأقصى كأخويه المسجد الحرام والمسجد النبوي: «لا تُشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى».
وإن الفلسطينيين بشتى فصائلهم واتجاهاتهم وتياراتهم على مسرح هذه القضية يتحملون وزر التفريط بهذه القضية، وأكثرها منظمة فتح، حيث إنها التي رمت نفسها في المسرح الدولي لبيع القضية حين مدت يدها إلى القوى العالمية، ولقد سجَّل التاريخ لهذه المنظمة خصوصاً مواقف سوداء؛ لأنها لم تبذل كل إمكاناتها لطرد العدو وتصحيح المسار في هذه القضية. إن مدَّ يد منظمة فتح وفصائلها إلى العدو الصهيوني أو إلى من وراءه من أمريكا والدول الغربية عامة، وارتماءها في أحضان أولئك؛ هو الذي جعل الفلسطينيين يعيشون عيشة غير سعيدة وغير مرضية لأهلها ولا للمسلمين عموماً. وإن جميع علماء الإسلام ومفكري الأمة وقادة الحركات والمنظمات الإسلامية والقوى الوطنية والرمــوز المهنيـة والثقافية؛ يحمِّلون تلك المنظمة وزر التخلف والتأخر وما لحق بالمسلمين في فلسطين من تقتيل وتشريد وضياع للأخلاق وذوبان للقيم، وإنهم لا يعفون غيرها من المنظمات، لكن تلك المنظمات والتيارات لا تمثل مثل ما تمثله منظمة فتح في هذه القضية. وإن منهج التسوية التي هي في الحقيقة تسوية مرفوضة من القوى الإسلامية والتي هي مصادرة للحقوق والحريات للشعب الفلسطيني؛ لن تنهي الحــرب بيـن الـيهــود والمســلمين، ولن تستــقر أرض فلسطين إلا بالجـهاد الإسلامـي الذي تُـرفـع فيه رايـة الحق: لا إله إلا الله محـمد رسـول الله. إن هذا بلا شك هو الذي أخبرنا به نبيـنا مـحـمد - صلى الله عليه وسلم - كما في الحديث الصحيح: «لا تقــوم الساعة حتى يقاتل اليهود المسلمين - أو قال: العرب - حــتى يختبـئ اليـهودي وراء الحـجـر والشـجر فيــقول: يا مسـلم! يا عبد الله! إن خلفي يهودياً تعالَ فاقتله، إلا الغرقد؛ فإنه من شجر اليهود فإنه يخنس».

(*) أستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض.









رد مع اقتباس