وقفتُ على مشارِفِها..
كطِفلٍ عن حُضنِ أمّه أُبعِد
ورذاذُ الغموضِ لِروحيَ استعبَد
في وِحدةٍ، فيها الفضولُ تمرَّد
و سوادُ ليلِها..
ردّدَ همسه.. و أنْشد
وقفتُ، و الخوفُ على جبيني تمدّد
و قدَماي ترتجِفانِ و البالُ شارِد
أتحسّسُ أنفاساً سقيمةً..
تجتاحُ مجرى دِمٍ راكِد
فتعثّرت أناتي بِغُربةٍ..
لفّت بصيرتي بِرجعِ الصّدى
وانتفضت روحي،
وغيمُ الذّهولِ تبدّد
،،،،
شُعاعٌ سطعَ..لِفُؤادِيَ أدمعْ..
فأودعَ بِروحي أملا مُرشِد
فسقطتْ أقنعةُ الغموض..
حين لمَحتُ آسرةَ القلوبِ..
في شكلِ جسَدٍ لظلّهِ يترصّد
كطاووسٍ،
مغرورٍ بريشٍ مُتورِّد
آهٍ..من دُنيا نَداها..
يُنسينا من لها أوْجَد
و آهٍ من مرارةِ المشهَد..
و أنا أرى الأنظارَ منقلبةً إليها..
و لِمُغرياتِها تتودّد
كلّما طوّقتها بابتِسامةٍ..
لها النّفسُ تلينُ..
و القلبُ يَسْعَد
وفي جنونٍ،
تحتضِنُ ظِلالَها و تركُضُ..
و تُداعبُ أهداباً لِرقصاتِهِم تُروّض
وكلّما امتدّت يداها لأعناقِهِم
يَسترقونَ السّمع لِنبضِهِم..
على مرأى حسرةٍ ترقَبُهم
وفي مستنقعِ الذّكرى تقبِرُ أفكارهُم
لِتُطلِقَ قهقهاتٍ تلفحُ وجوهَهُم..
مستهزِئةً بِضُعفِ من لِزيفِها توسَّد
يا لمكرها،
و يا لغباء من بِأطيافِها اسْتنجَد
وهي شيطانٌ مارِد..
هي..من لأجلِها تُهتَكُ الأعْراض
تُسفكُ الدّماء، تتناثر الأشلاء
يُباعُ الشّرف،
و تُلجَمُ أصواتُ الأبرِياء
ودونَ تبصُّرٍ منهم..
تُفترسُ أعمارهم..
و يكسوهم بردُ الضّياع الأسود
كما أضاعوا خطْوَ إيمانَهِم باللهِ الأوْحَد
،،،
فسبحانك اللهمّ ندعوكَ
أن تنير بصائِرنا و تُبعِدَ عنّا المكائِد
ـــــــــ
بِقلم/ العمر سراب