منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ليلة الدخلة
الموضوع: ليلة الدخلة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-03-20, 11:36   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
فاطمة ب
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية فاطمة ب
 

 

 
إحصائية العضو










B11 ليلة الدخلة

موضوع‎ ‎حساس ولكنه يهم شريحة كبيرة من الفتيات والشباب

إن مما لا شك فيه إن الشاب والشابة ،‏‎ ‎يتطلعان إلي لقائهما الأول علي فراش الزوجية ليبدأ ‏مرحلة جديدة ، حافلة‎ ‎بالمسؤوليات والأعباء ، وهذا أمر فطري في الزوجين بل إنه يثير ‏قلقهما مبكراً ويأخذ من‎ ‎تفكيرهما الكثير بمجرد الشروع بالاستعداد لحفلة العرس ويتصاعد ‏الأمر مع اقتراب ( اليوم‎ ‎الموعود ) ، يعزز ذلك كثرة القصص والروايات والتصورات التي ‏مرت علي أذهان ومسامع‎ ‎كلا الخطيبين ، ولكن قد تكون مفاجأة الواقع مختلفة عن التصور، ‏لذلك لا بد لك واحد‎ ‎منهما من مراعاة الآخر في الليلة الأولي والتعامل معه برفق ولين ، ليتم ‏الاتصال‎ ‎بينهما بالتوافق والرغبة المتبادلة‎ . ‎

ولقد كتب كثير من الباحثين والعلماء في هذا الموضوع ،‏‎ ‎واتفقوا جميعاً‎ ‎علي أهمية هذه ‏الليلة لما تتركه من آثار في نفسيتهما ، وأكدوا ضرورة أن‎ ‎تتم بيسر وترفق‎ ‎، وأن يراعي ‏الزوجان ما يلي‎ :

‎- ‎اللقاء الأول بين الزوجين له أهمية خاصة في حياة كل منهما ،‏‎ ‎ونجاحه يزيد التوافق ‏بينهما ، كما أن أي قصور يحدث فيه يكون نواة للتنافر وعدم الألفة‎ ‎فيما بعد ، فاحرصا على ‏إنجاح لقائكما الأول بقدر ما تستطيعان لتحظيا معاً‎ ‎بالسعادة‎. ‎

‎- ‎القلق من هذه‎ ‎الليلة أمر طبيعي ويعتري أغلب المقبلين علي الزواج ذكراناً وإناثاً ، فلا ‏تظنان‎ ‎أنكما مختلفان عن غيركما أو أن بكما علة ، ( حتى لو سمعتما من كثير ممن حولكما ‏أنهم‎ ‎لم يصابوا بمثل ذلك)‏‎ . ‎

‎- ‎شاورا من تريانه أهلاً للمشاورة في هذه الأمور ،‏‎ ‎واستفيدا من مواقف من سبقوكما ‏منتفعين بإيجابياتهم متجنبين‎ ‎سلبياتهم‎ . ‎

‎- ‎حضّر‎ ‎قبل الدخول – كلاماً يسيراً تُحدث به عروسك بلطف وبشاشة ، فإن لم تجد في نفسك‎ ‎الجرأة علي استهلال الحديث فيمكنك أن تحضر معك هدية صغيرة فتهديها لها وتعلق‎ ‎تعليقاً ‏يسيراً ، وتنتظر رأيها وتستمع منها ، ثم تتدرج وتنتقل في حديثك إلي ما سبق أن‎ ‎حضرته ‏من نقاط فتكسر بذلك جو الارتباط والقلق‎ . ‎

‎- ‎حادثها عن سبب اختيارك لها ورضاك‎ ‎بها وسعيك في خطبتها ،واجعل ذلك بطريقة تبعث ‏في نفسها الطمأنينة والارتياح لك‎ ‎، كزوج يُشعرها بتفهمه لها منذ البداية‎ . ‎

‎- ‎أخبرها أنك تدرك ما لديها من مشاعر تنتابها في هذه‎ ‎الليلة ،لأنها‎ ‎خرجت من البيت الذي ‏تربت فيه طيلة عمرها كما أنها ستعيش حياة جديدة‎ ‎وتتحمل مسؤوليات‎ ‎كبيرة ، وكرر عليها ‏إدراكك لهذه الأمور‎ . ‎

‎- ‎أعطها الفرصة للتعبير عما في نفسها ولكن بعد أن تمهد لها‎ ‎الطريق بالتطمين والتلطيف ، ‏وأعرف ما ينتابها من مشاعر وأحاسيس ، ومدي ارتياحها أو‎ ‎قلقها ، وعلي أي شيء هي ‏قلقة‎ . ‎

‎- ‎ينبغي ألا يشعر أي من الطرفين بحرج ، فكل منهما إنما يستجيب لغريزة‎ ‎فطرية أودعها ‏الله تعالي فيه وشرع له طريقاً مبرحاً لإشباعها ، كما أنها الوسيلة‎ ‎لإنجاب الذرية‎ . ‎

‎- ‎لا تتوقع من عروسك أن تبادرك هي برغبتها في لقاء تلك الليلة‎ ‎، فهي لن تفعل ذلك، ‏لحيائها الشديد ، ولكن ينبغي أن تبدأ أنت بالخطوة تلو‎ ‎الخطوة ، وهي ستتجاوب معك في كل ‏خطوة ، وهكذا حتى ينتهي الأمر‏‎ . ‎

‎- ‎لا تستعجل بل عليك أن تأخذ الأمر‎ ‎بالتلطف والرفق‎ ‎، ولو استغرق ذلك أياماً ، إذ لا فائدة ‏في العجلة ، ولا‎ ‎مصلحة‎ . ‎

‎- ‎لاتكوني فاترة المشاعر تجاه عريسك ، لأن فتورك هذا يسبب له‎ ‎خيبة شديدة ، تؤدي في ‏كثير من الحالات إلي الفرقة والطلاق ، أو إلي حياة زوجية‎ ‎تعسة‎ .

‎- ‎تعاونا‎ ‎وليتجاوب كل‎ ‎منكما مع الآخر ، فيسهل إتمام الأمر ، وبأسرع وقت‎ .

‎- ‎يمكن أن يأتي‎ ‎الرجل أهله‎ ‎بكيفيات متعددة ومختلفة ، واتخاذ وضع معين ، يكفل لبعض ‏الأزواج أوفر قسط‎ ‎من اللذة ،‏‎ ‎ولكنه عند فريق آخر متعب ومزعج ، فلا يتعين علي الزوجين ‏اتخاذ وضع معين‎ ‎حين المباضعة ،‏‎ ‎بل ذاك متروك إلي توافقهما وتراضيهما ، وإلي هذا ‏المعنى يشير قوله‏‎ ‎تعالى في القرآن‎ ‎الكريم : (نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ‏وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ) (223) البقرة
ومن‎ ‎معني هذه الآية يُفهم أنه لا حرج علي الزوجين ، في المجامعة علي أي هيئة ، من ‏دون‎ ‎تحديد ولا تعيين ، بشرط واحد معلوم هو : اجتناب دُبُر المرأة .. لأنه‎ ‎محرم‎ .

‏- ليس‎ ‎صحيحاً أن الإخفاق في الليلة الأولي إشارة سوء ، ولا يصح أن يُعتبر عجزاً ، أو‎ ‎ضعفاً ، فإن من الأزواج من يغلب عليهم الحياء ، فينتابهم خوف واضطراب حين الهم‎ ‎بالمباضعة ، فتفتر الشهوة وتبرد، ولا يعتبر ذلك مرضاً ، إذ لا يمضي وقت ، حتى يزول هذا‏‎ ‎العارض ، بعد أن يتعرف كل منهما الآخر ، ويتبادلا المشاعر من دون حرج أو‎ ‎اضطراب‎ . ‎
‎ - ‎انتباه‎ .. ‎لجميع المتزوجين والمقبلين علي الزواج ، وعلي الأخص المتدينين‎ ‎الملتزمين ‏منهم : أن التفنن في أساليب المباضعة ، لا يتعارض مع مسحة التقوى ، ولا‏‎ ‎يجوز أن يُعتبر ‏ذلك من باب قلة الحياء ، لأن الله عز وجل هو الذي أباح للرجل إتيان‎ ‎زوجته كيفما شاء ‏وعلى النحو الذي يريدانه ، من دون حرج ، فالشعور بالحرج في هذا‎ ‎الأمر ، لا يدل علي ‏تدين ، بل يدل علي جهل بالدين‎ .. ‎
‏- فالمرأة المتدينة ـ المتسترة ـ لا‎ ‎مانع يمنعها عن التزين لزوجها ، وارتداء ما يلفت ‏نظره ، ويرضي بصره ، من‎ ‎الملابس داخل المنزل ، والتفنن له بشتى وسائل الإغراء ، لأن ‏في عملها هذا أجراً لها ، إن‎ ‎هي قصدت إحصان نفسها وزوجها عن الميل إلي الحرام‏‎ .

الدخول‎ ‎بالزوجة عبارة تعني في الأصل : دخول الرجل بزوجته إلي بيته ، وذلك عندما‎ ‎يُمسك يدها ويدخل بها إليه ، فهذا هو الدخول بالزوجة ولأن هذا الدخول بالزوجة‎ ‎إلي بيت ‏الزوجية هو المقدمة والتمهيد للمعاشرة الزوجية بجميع وجوهها : فقد أطلق‎ ‎الدخول على ‏المباضعة‎ . ‎
والزوجان مطالبان بالاستعداد النفسي ، للحظة اللقاء‎ ‎الأول بينهما ، قبل حصول هذا اللقاء ، ‏فعلى العريس : أن يهيئ نفسه لحسن المعاشرة ، وإحسان المعاملة‎ ‎، والتعامل مع عروسه ‏بالحكمة والصبر ، واضعاً نصب عينيه أنه لا يقدم علي أمر‎ ‎سهل ، بل إنه يقدم علي أمر ‏جليل خطير ، وعلي الفتاة أن تعد نفسها لهذا النقلة‎ ‎الخطيرة ، من بنت مدللة ، إلى زوجة ‏مسؤولة ، ليعرف كل منهما ما هو مقدم عليه ، وماذا‎ ‎ينتظره ، من أمانة المسؤولية‎ .

أتمنى حياة زوجية لجميع المقبلين على‏‎ ‎الزواج