أخي الكريم إن الفرح بهذا اليوم والنفقة فيه وإظهار الفرح والسرور فيه قدح في محبتك للنبي صلى الله عليه و سلم ؛ إذ هذا اليوم باتفاق هو اليوم الذي توفي فيه النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف يفرح فيه والله المستعان؟! أليس الأولى أن نحزن لفراقه ، مع أن اعتقادنا أن الإحتفال بهذا اليوم من البدع المنكرة.
وأما يوم مولده فمختلف فيه، فكيف نحتفل بهذا اليوم و هو أصلا غير مجزوم به ؟!
يقول الحافظ ابن حجر في فتح الباري [شرح حديث برقم 3641]: (قد أبدى بعضهم للبداءة بالهجرة مناسبة فقال: كانت القضايا التي اتفقت له ويمكن أن يؤرخ بها أربعة مولده ومبعثه وهجرته ووفاته فرجح عندهم جعلها من الهجرة؛ لأن المولد والمبعث لا يخلو واحد منهما من النزاع في تعيين السنة، وأما وقت الوفاة فأعرضوا عنه لما توقع بذكره من الأسف عليه فانحصر في الهجرة.
ويقول ابن الحاج في المدخل [2/15]: (ثم العجب العحيب كيف يعملون المولد للمغاني والفرح والسرور لأجل مولده عليه الصلاة والسلام كما تقدم في هذا الشهر الكريم، وهو عليه الصلاة والسلام فيه انتقل إلى كرامة ربه عز وجل وفجعت الأمة فيه وأصيبت بمصاب عظيم لا يعدل ذلك غيرها من المصائب أبداً، فعلى هذا كان يتعين البكاء والحزن الكثير، وانفراد كل إنسان بنفسه لما أصيب به......) ا. هـ.