أخي - أدونيس -...
كلماتك تجبرني على الرد ، تدفعني دفعا لأخط لك هذه الأسطر:
جميل ما أقرأ لك ، صدق في المشاعر ، وفاء قل ان يوجد مثله في هذا الزمان ، ذكرني بعصور خصوبة المشاعر حيث كان الرقي النفسي والصفاء الروحي النابع من صفاء السريرة ونقاوة الأخلاق بعيدا من ملوثات عصر - المادة والمظاهر - والمشاعر المزيفة ، المزينة ب- مكياج - مصطنع يزول بمجرد ملامسته لقطرة ماء .
ذكرتني وانا أقرأ خواطرك أن زماننا ما زال فيه خير كثير .
لله درك ..لقد أعدت لنا ثقة كانت عملة نادرة في سوق الحياة وكنت أظن أن المروءة قد غابت كما قال الشاعر :
مررت على المروءة وهي تبكي .....فقلت على ما تنتحب الفتاة
فقالت : كيف لا أبكي وأهلي ... جميعا دون خلق الله ماتوا ؟
الوفاء شيء جميل رائع ولكن الأجمل منه وفاء للحياة التي نحياها ، والتي تنتظر منك أن تراها بعين وفية .
أخي - أدونيس -أن أجمل البحار ما لم نزرها بعد ، وأجمل الأيام ما لم نحياها بعد ، وأجمل الفصول ربيع مشرق في النفس المؤمنة بقضاء الله وقدره .
وتذكر وفاء الحبيب - صلى اله عليه وسلم - لأمنا - خديجة - رضي الله عنها والتي أقرأها المولى عز وجل السلام ولكن وفاتها لم تثنيه عن مواصلة الحياة الممتدة نحو غد أفضل لكلمة الله في دنيا الناس .
دمت صديقا وفيا .