ورغم ذلك .... تبقى المنظمة النقابية للاتحاد.ع.ع.ج الوحيدة التي تمكنت من حماية شفافية مواقفها والمحافظة على قدرتها التجنيدية وقوة مقترحاتها وهذا على صعيد الساحة الجزائرية التي تتميز بصعوبات وتعقيدات جمة.
مع مرور السنوات وتطور الانجازات والمكاسب التي يحققها ويكرسها ميدانيا تمكن الاتحاد.ع.ع.ج من إلغاء تهمة التبعية التي حاول البعض إلصاقه بها؛ ولا نبالغ القول بأن الأمين العام عبد المجيد سيدي السعيد وما تتميز به شخصيته هو المحرك الرئيس لهذا التغيير في النظرة تجاه المنظمة النقابية التي أصبحت في موقع استقلالي يقره العام والخاص.
اليوم وبعد سنوات من النضال والكفاح النقابيين على جميع الأصعدة والجبهات وبالرغم من ثقل هذه الفترة وصعوبتها ها هو الاتحاد.ع.ع.ج يخرج منتصرا ومتمرسا الأمر الذي يدفع جميع المتتبعين والمهتمين بعالم النقابة إلى الإقرار بأنهم الآن أمام منظمة نقابية مندمجة ومعتمدة على عمل نقابي حديث وإيجابي وتقدمي.
المنظمة النقابية تبقى منشغلة دوما بكل ما يأتي من القاعدة حتى تحدد أهدافها وتكيف وتحدث مناهجها ومقارباتها وفقا لمتطلبات التنمية الحقيقية للاقتصاد المعولم مع ما يتطلب ذلك من مواجهة الليبرالية الجديدة وآثارها السلبية على ما هو اجتماعي. وهي تقوم بذلك بشكل عملي ومن منطلق الحرص الشديد على تحقيق ذلك وتقدير الأمور حق تقديرها.
قناعة منه بأنه لا يمكن قبول المراوحة في مكان واحد سيواصل الاتحاد.ع.ع.ج الكفاح الذي من شأنه أن يحافظ على الأبعاد الأساسية التي هي ملازمة للمجتمع ومنها حماية الممتلكات العمومية وتحقيق العدالة الاجتماعية.
المنظمة النقابية ستواصل الدفاع على جميع الأصعدة عن البعد الاجتماعي سواء كان ذلك على صعيد السياسات المعتمدة وطنيا أو فيما يتعلق بالمفاوضات مع المؤسسات الجهوية والدولية كالاتحاد الأوروبي أو منظمة التجارة العالمية.
وفي هذا الشأن يناضل الاتحاد.ع.ع.ج من أجل تكريس الحوار الاجتماعي وذلك كلما كان ممكنا وهو مقتنع بأن لهذا الحوار حدود لا يجب تجاوزها وتفضل المركزية النقابية المقاربات التي من شأنها أن تخفف الآثار الهدامة لبعض السياسات من خلال تقديم بدائل تخدم العمال والعاملات في بلادنا بالإضافة إلى أن الاتحاد.ع.ع.ج سيستعمل كل ما من شأن أن يرجح موازين القوى إلى جانبه.
بالنسبة للمناضلين النقابيين فإن المسار التاريخي للاتحاد.ع.ع.ج والتجارب المتراكمة طوال العشرين سنة(20) الماضية إنما تشكل دعما له في مواجهة قوانين السوق التي لا يمكن أن تشكل غاية في حد ذاتها بل يجب أن يكون التضامن الإنساني هو الوحيد القادر على تحقيق التقدم والرقي في المجتمعات ولصالح العمال.