[blur1]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اولا اخي الكريم بارك الله فيك على هذه المقدمة الرائعة فعلا ان اصعب الامور التي اشكلت على علماء الخلف والسلف هي مسالة التحليل والتحريم
ولكن اعلم اخي الكريم ان الاصعب من هذا هو ان تحلل ما حرم الله ورسوله او تحرم ما حلل الله ورسوله والاصعب والاخطر من هذا كله هو ان تبتدع بدعة في الدين تتخذها ديننا لم ينزل الله به سلطان او تتخذها عيدا لم يشرعه الله ورسوله
كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية (الاصل في الدين المنع الا ما جوز بنص والاصل في الدنيا الجواز الا ما منع بنص) لقوله صلى الله عليه وسلم (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ). رواه البخاري رقم 2697, ومسلم رقم 1718. وفي رواية لمسلم : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) .
وكما قال امام دار الهجرة الامام مالك (من ابتدع في الاسلام بدعة يرى انها حسنة فقد زعم ان الرسول صلى الله عليه وسلم خانة الرسالة) الدليل قال لهم اقراو قول الله عز وجل (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ) فما كان في ذلك اليوم ديننا كان اليوم دينا وما لم يكن في ذلك اليوم ديننا لن يكون اليوم دينا .متى قال الامام مالك هذه المقولة قالها قالها في زمانه وهو في عصر تابعي التابعين أي من العصور الثلاث المشهود لها بالخيرية وايضا فالكل يعلم ان هذا المولد لم يكن في عصر الامام مالك بل المولد احدثه الفاطميون في مصر
وايضا يا اخي الكريم الا ترى بام عينك ان كل عام يزاد في الاحتفال بالمولد شيئ ان لم اقل بدعة اخرى كان من قبل اشعال الشموع وتذكير الناس بسيرة المولد ثم تطور الحال يقام له ما يسما باسبوع السيرة النبوية ثم التحضير لاقامة سهرة لليلة المولد واليوم وللاسف الشديد صار يدخل للمسجد الات الطرب من البيانو والدربوكة ..الخ الى المسجد وتقام الحفلات اليس هذا من زلات الشيطان وانه يستزلنا كما استزل قوم نوح من انه كل مرة يوسس لهم ان يبنو على قبور صالحيهم حتى صارو يعبدونهم
ثم يا اخي الكريم ان إحياء بدعة المولد يفتح الباب للبدع الأخرى والاشتغال بها عن السنن ، ولهذا تجد المبتدعة ينشطون في إحياء البدع ويكسلون عن السنن ويبغضونها ويعادون أهلها ، حتى صار دينهم كله ذكريات بدعية وموالد ، وانقسموا إلى فرق كل فرقة تحيي ذكرى موالد أئمتها ، كمولد البدوي وابن عربي والدسوقي والشاذلي ، وهكذا لا يفرغون من مولد إلا يشتغلون بآخر ، ونتج عن ذلك الغلو بهؤلاء الموتى وبغيرهم ودعائهم من دون الله ، واعتقادهم أنهم ينفعون ويضرون حتى انسلخوا من دين الله وعادوا إلى دين أهل الجاهلية الذين قال الله فيهم : ( ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ) يونس/18 ، وقال تعالى : ( والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) الزمر/3
ثم يا اخي الكريم ان شيخ الاسلام هو من اكثر العلماء الذين حذرو من الاحتفال بالمولد . قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " اقتضاء الصراط المستقيم " ، والإمام الشاطبي في " الاعتصام " ، وابن الحاج في " المدخل " ، والشيخ تاج الدين علي بن عمر اللخمي ألّف في إنكاره كتاباً مستقلاً ، والشيخ محمد بشير السهسواني الهندي في كتابه " صيانة الإنسان " ، والسيد محمد رشيد رضا ألف فيه رسالة مستقلة ، والشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ألف فيه رسالة مستقلة ، وسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ، والشيخ الالباني والشيخ العثيمين وغير هؤلاء ممن لا يزالون يكتبون في إنكار هذه البدعة كل سنة في صفحات الجرائد والمجلات ، في الوقت الذي تقام فيه هذه البدعة .
اما قول ان المولد بدعة حسنة .
ويجاب عن ذلك بأن يقال : ليس في البدع شيء حسن ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) أخرجه البخاري 3/167 رقم 2697 ، الفتح 5/355 ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( فإن كل بدعة ضلالة ) أخرجه أحمد 4/126 ، والترمذي رقم 2676 ، فحكم على البدع كلها بأنها ضلالة ، وهذا يقول : ليس كل بدعة ضلالة ، بل هناك بدعة حسنة .
قال الحافظ ابن رجب في شرح الأربعين : ( فقوله صلى الله عليه وسلم : " كل بدعة ضلالة " من جوامع الكلم ، لا يخرج عنه شيء ، وهو أصل عظيم من أصول الدين ، وهو شبيه بقوله صلى الله عليه وسلم : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " أخرجه البخاري 3/167 رقم 2697 ، الفتح 5/355 ، فكل من أحدث شيئاً ونسبه إلى الدين ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه فهو ضلالة والدين بريء منه ، وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات أو الأعمال أو الأقوال الظاهرة والباطنة ) انتهي جامع العلوم والحكم ، ص 233
وليس لهولاء حجة على أن هناك بدعة حسنة إلا قول عمر رضي الله عنه في صلاة التراويح : ( نعمت البدعة هذه ) صحيح البخاري 2/252 رقم 2010 معلقاً ، الفتح 4/294
قول عمر : ( نعمت البدعة ) يريد : البدعة اللغوية لا الشرعية ، فما كان له أصل في الشرع يرجع إليه ، إذا قيل : إنه بدعة ، فهو بدعة لغة لا شرعاُ ، لأن البدعة شرعاً ما ليس له أصل في الشرع يرجع إليه
والتروايح قد صلاها النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه ليالي وتخلف عنهم في الأخير خشية أن تُفرض عليهم ، واستمر الصحابة رضي الله عنهم يصلونها أوزاعاً متفرقين في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته ، إلى أن جمعهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه خلق إمام واحد كما كانوا خلف النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس هذا بدعة في الدين
ثم يا اخي الكريم ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال (ما تركت شيئا يقربكم الى الله الى وامرتكم به)
فلماذا لم يامرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بان نحتفل بملاده ولم يعمله الصحابة ولا التابعين وهم يحبون النبي اكثر منا
ويا اخي الكريم فمحبته صلى الله عليه وسلم تقتضي إحياء سنته ، والعض عليها بالنواجذ ، ومجانبة ما خالفها من الأقوال والأفعال ، ولا شك أن كل ما خالف سنته فهو بدعة مذمومة ومعصية ظاهرة ، ومن ذلك الاحتفال بذكرى مولده وغيره من البدع ، وحسن النية لا يبيح الابتداع في الدين ، فإن الدين مبني على أصلين : الإخلاص والمتابعة ، قال تعالى : ( بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) البقرة / 112 ، فإسلام الوجه لله الإخلاص لله ، والإحسان هو التابعة للرسول وإصابة السنة
قال صلى الله عليه وسلم : ( فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعيلكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي ، عضّوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة ) أخرجه أحمد 4/126 ، والترمذي رقم 2676 ، فبين لنا صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الشريف بمن نقتدي عند الاختلاف ، كما بين أن كل ما خالف السنة من الأقوال والأفعال فهو بدعة ، وكل ضلالة
ثم يا اخي الكريم ليس لك الحق ان تطعن في علماء السعودية اولا لان لغة العموم ليست بمنطق ثانيا ليس علماء السعودية وحدهم هم من انكرو بدعة المولد النبوي سواءا من علماء الخلف والسلف
يقول ابن القيم الجوزية
متى علم الناس في ديننا **بان الغناء سنة تتبع
وان ياكل المرا اكل الحمار ويرقص في الجمع حتى يقع
وقالو سكرنا بحب الاله وما اسكر القوم الا القصع
كذلك البهائهم يرقصها هرجها والشبع
فيا ذا العقول ويا ذا النهى اليس فيكم منكر للبدع
تهينون مساجدنا بالسماع وتنكرون بذلك البدع
لمن اراد ان يعرف اكثر راجع هذا الرابط
https://www.islamqa.com/index.php?pg=...&article_id=94[/blur1]