جاءت سليمان يوم العرض قبرة
تهدي اليه جرادا كان في فيهــــــــأ
وعبرت بلسان الحال قائــــــــــــلة :
ان الهدايا على مقدار مهــــديـــــــها !
لو كان يهدى لكل شخص قيمتـــــــــه
لكان قيمتك الدنــــــــيا وما فــــــــــــــيها ! ! !
اختي الكريمه : تعلمين ما قد يحدث احيانا من سوء فهم قد ينتج عنه
تصرف او كلام لا يدري صاحبه كم سبب به من الم وحسرة ، خاصة في نفوس الشعراء .وقد يكون ذلك التصرف اما عن جهل او
غروراو قصور ، فيخلف صفعات يصعب تجاوزها ، وانت لبيبة
بالاشارة تفهم فلا يمكن ان اكثر الكلام .....
لكنني لما رايت الاخوان يتنافسون في تكريمك بمديحهم وكلامهم الجميل رايت ان احييك بتحية مختلفة وهي قصتي الجديدة في ذكرى
الاعتداء على غزة جرح كل عربي ومسلم وانت اول من يقراها وهذا
ما يشرفني واياها
لاحظي يا اجمل اخت ان ابطالها اعضاء المنتدى ، وايضا كتبتها لك
ومن اجلك في قسم الردود لانني لست مستعدا لتحمل بعض الاحتقار
والاستهزاء كما فعل البعض وانا سامحتهم لكنني افضل لو كان بيدي
ان ارى ردك فقط وكم حكيت لك عن اعتزازي وتقديري لردودك
وانا انتظرها بكل شوق :
عندما دخلت المعلمة : الهيبة من الله الى حجرة الدرس ، وقبل ان تصل الى المكتب لتضع محفظتها،شاهد ت
ادونيس ا لتلميذ الجالس في اول الصف يوحي بايماءة من يد يه وعينيه ، كانه يريد ان
يقول شيئا ، توقفت المعلمة في مواجهته تماما : ما تريد ادونيس؟
ــ لماذا الحروب ، معلمتي؟
واصلت المعلمة سيرها حتى وصلت الى مكتبها فوضعت المحفظة والقت بجسمها على الكرسي
بينما لم يكف ذهنها عن التفكير في السؤال المطروح !
لقد كانت تستعرض الاقوال الكثيرة حول الحرب قديمها وحديثها ما قال فيها الانبياء
والقادة والمنظرون والفلاسفة والحكماء ، وهي تجهد نفسها كي تجد صيغة تصلح
جوابا عن سؤال ادونيس . وقبل ان تقول شيئا جاءها من وسط الحجرة صوت التلميذة
سعادي ذات الشعر الجميل :
البارحة ، سيدتي بكت امي كثيرا جدا ، وما تعشينا ، وعلت في الحجرة بعض
الاصوات نوعا ما ، لكن سارة 18 الطفلة المدللة وقفت في اخر الصف :
معلمتي : راينا طفلة صغيرة تحتضن اختها بعد مقتل جميع الاهل !
وقالت خدوجة 27 وهي انجب تلميذة : ابي يقرا القران كل ليلة ويدعو لهم .
واومات المعلمة براسها ففهم الاطفال اشارتها وهم يعتقدون دائما انها تعرف كل الاشياء .
ظلت في مقعدها ساكتة ـ نعم لقد رايت ذلك بل واكثر من ذلك ، اعتراها شعور بالغضب
والدهشة في نفس الوقت : ايعقل هذا ؟ في هذا العصر بالذات ، رحم الله ايا م زمان
لقد كانت الحروب شريفة . واستدركت بينها وبين نفسها : اذا كانت هناك فعلا حرب
شريفة !
واين النخب ودعاة حقوق الانسان والكبار والعقلاء طظ .........
وتساءلت في نفسها : اهناك عقلاء فعلا ؟
وكما تهرب من شيء لاتحب مواجهته ، استدارت براسها يمينا جهة النافذة ، كانت
تقابلها شجرة الصنوبر العتيقة ، رات عليها خمسة عصافير تقفز من غصن الى
غصن بكل طلاقة ، لم يشدها المنظر كثيرا ، وراحت تحدث نفسها : هل عرف كبار
وعقلاء العالم كيف يتنطط طفل صغير حين يسمع ازيز الطائرات النهمة وهي
تحلق في الاعلى بحثا عن الفرائس الغضة من اجساد الاطفال ، انه يتجه فزعا ورعبا
يمينا وشمالا باحثا عن ملاذ ، وليس امامه في الغرفة المعتمة سوى اهله الاموات
منذ مدة ، الا انه يهرب الى ابعد ركن في الغرفة ، وفي حضنه قط يرتجف يحاولان
الاحتماء ببعضهما وقد تساويا في الجوع والعطش والرعب الشديد .
دفنت المعلمة وجهها بين راحتيها كانما تريد ان تبكي : ان الذي يمسك الضحية للجلاد
مجرم وان الذي يساعده اكثر اجراما !
استوت المعلمة واقفة، وكانت تشعر بارهاق واعياء شديد ين ، صمت الاطفال ليسمعوا
ما تقول ، فعلا كانت تريد ان تقول ولكن ما عساها تقول .
جالت ببصرها في اعين الاطفال الصغيرة ثم جاء صوتها مبحوحا :
انهم اخوتنا ونحن نتضامن معهم ، كلنا نتالم من اجلهم ، وخرجت تجر رجليها جرا
بينما بقي الاطفال خلفها واجمين !
في اليوم الموالي ، وفي اول حصة عندما جلست المعلمة الى مكتبها ، وقبل ان تقول
شيئا ـ تقد مت سمارى الذكية وهي تحمل د با صغيرا ، وضعته على المكتب قائلة:
قالت امي ربما يحتاجه طفل يؤنس وحدته في الليل ، ابتسمت المعلمة وشكرتها
وما ان استدارت حتى وقفت اريج المدللة امام معلمتها ، وابتسمت وهي تضع على المكتب سوارا
من ذهب : هذا من حلية امي
بينما جاء ا لتلميذ الشاطر سلطان والجميلة ترانيم فوضعا على المكتب نقودا وكلاهما
يقول : هذا ما بقي من راتب ابي !
لم تكف الهيبة من الله عن الابتسام وقد شاهد الاطفال عينيها لاول مرة مملوؤتين بالدموع !
اجمل تلميذ في القسم على الاطلاق لوز رشيد سار بين الصفوف يحمل بيد اصيصا به
زهرة وباليد الاخرى قارورة من ماء
وضعهما على المكتب امام معلمته الجميلة وهو يبتسم بينما امتدت يده الى جيبه ، فاخرج
رسالة ، ناولها اياها قائلا : كتبتها امي !
فتحت المعلمة الورقة واخذت تقرا :
اهلنا هناك كم نتالم لاجلكم !
لا بد ان تصلكم هذه الزهره ، لن تذبل او تموت ان معها الماء الذي يسقيها حتى تصل
اغرسوها بين مقابر الصغار ، ستمتد وتكثر حتى تغطي الممرات الصغيرة بين مدافن
الصغار ، وسيمتد اوارها خارج الاسوار عظيمة ملتهبة وستنمو لها اياد واذ رع طويلة
جدا ، فتدك بكل قوة اوجه الظلم والقهر ، لا تابه لشيء حتى ترفرف رايات السلام .
بقيت المعلمة تنطر الى ما تجمع امامها على المكتب والحيرة بادية على وجهها ، ليست
حائرة مما حدث ، فهذا بديهي عندنا النساء فيه قبل الرجال وحتى الاطفال يولدون عندنا
بهذا الاحساس ، لكن الذي يحيرها : كيف توصل الرسالة الى هناك ؟ !
مع اجمل امنياتي بالعام الجديد/ الضائع