اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صوت خافت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد
كم هو ضعيف هذا العقل البشري !
وكم هو عاجز وذاهل أمام القدرة الإلهية والنواميس الربانية التي بثها
سبحانه بحكمته وعلمه في هذا الكون ذو الأرجاء المنبسطة والأطراف السرمدية ..
ولو أعملنا عقولنا وأمعنّا النظر وزدنا في التأمل في خلق الله تعالى لهذه الأنفس البشرية
بما فيها لزاد علمنا بقدرة الله وزاد تبعا له تعظيمه ولزاد علمنا بجهلنا وضعفنا والنتيجة هي
زيادة إيماننا ..
والعقل محكوم بمجموعة من القوانين قد استقاها من مجموعة من المصادر سواء تشريعية أو
اجتماعية أو خلافه ومتى ما إختل أحد هذه القوانين فإنه يستصعب على النفس السوية قبوله.. ومن هنا جاء طلبك أختي بتفسير هذه التناقضات التي تراكمت في حاضنتها وهي العقل
وقد أحسنت بتفسيرك للمثال الأول الذي قدّم المصلحة العامة على الخاصة بأنه تناقض ...
وذلك تناقض على مستوى المنظومة القيمية للفرد ..
ومثل ذلك كثير وكثير جدا في واقعنا .. فكم من رجل نحقر أنفسنا عندما نراه وهو يمارس
الشعائر الدينية وبمجرد خروجه من المسجد أو مكان تعبده يسقط في سلسلة من الانتهاكات
الأخلاقية التي قد عدّها الشارع الحكيم من الكبائر كالزنا والرشوة ووو
والسبب في ذلك أن هذا الشخص _ في المثال _ قد تعامل مع النصوص التشريعية ككتل صماء
لا تحرك فيه شيئا .. ولا يعمل بمقتضى هذه الأحكام الشرعية التي تحث المسلم على الأخلاف العالية والتصرفات السامية..
وما حدث لهذا الشخص الذي هو من عامة الناس .. سيحدث للشخص المتربع هناك ..
ما دام أنهما في المجتمع ذاته ..والذي أشرت إليه أنت في ختام حديثك ..
|
وعليك سلام الله ورحمته
اي نعم اخي صوت خافت كم هو ضعيف ذاك العقل البشري فطالما اغتر اقوام بعقولهم ووثقوا فيها وحسبوا انها قادرة على معرفة كل شيئ والوصول بها الى المبتغى فاوردتهم عقولهم موارد البوار
ولكن ما اقوى العقل البشري ان حاذاه نور الله وهديه ما اقواه عقلا عندما يغلب الشهوة فلا يكون ملاكا ولا شيطان وانما بكل بساطة انسان
وما اقواه عندما يزيد ايماننا بالهدف الذي خلقه الله من اجله
اما بعد اخي الكريم انا معك بان العقل محكوم بتلك القواعد التي ذكرت انفا غير ان هناك شيئا اخر اضيفه لقائمتك الا وهي قاعدة الفضيلة والفطرة الانسانية المتجدرة فيه غير انه يخبؤها تحت ستار العصرنة والديمقراطية والللغة الحديثة التي تختلف اشد الاختلاف عن الفطرة الربانية الحقة
وفعلا قد اختلت وتقهقرت كل هذه القواعد والاننظمة وهذا هو الدافع الذي جعل حقا تلك الاسئلة تراود تفكيري
وكم هو جمممممممممميل سردك لتلك الامثلة اخي صوت خافت ولكنني اريد الحلول لهذا الابتلاء اريد معرفة السبب الذي يجعل تلك القواعد تختل وتحيد عن صراطها الصحيح فهلا اجبتني اخي الكريم