منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - سبب النزعة الاستعلائية عند المصريين
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-12-13, 01:44   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
AV0CAT
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

لا استعلاء لبلد على آخر
لا يوجد هناك منطق دولة كبرى أو دولة صغرى، فهده المصطلحات قد عفا عنها الزمن وصارت الدولة تقيم بما تحرزه من تقدم في كافة الميادين بعيدا عن الماضي والتاريخ والحضارات الزائلة البائدة.
قليل من الحكمة وإمعان الفكر المشبّع بالمنطق ينأى بالكثيرين عن السقوط في يم وهمي لا يوجد إلا في ذهن من يريد السقوط فيه؛ الحقيقة بينة واضحة، لا تحتاج إلى نظارة.
لن أدعي والشعب الجزائري الملائكية في تصرفاتنا، فالملائكية لا يتصف بها إلا ملائكة الرحمان ولتعلموا ولتفهموا أن الذي حدث سواء في جريدة الشروق أو ما حدث في أرض الجزائر من تكسير لمنشآت مصرية ـ ونحن نعترض جملة وتفصيلا على ما حدث ـ دون التطرّق إلى ما تسمونها مجزرة أو مذبحة أم درمان ـ لأنها لا تمت للواقع بصلة ويترفّع الواحد عن الخوض فيها لأنها بعيدة عن منطق العقل واحتمالية التصديق ـ كل ما حدث لم يكن إلا ردة فعل لا أقل ولا أكثر... ما حدث هنا لم يكن إلا قطرة من فيض ما ارتكبه الإعلام المصري من سب وشتم لكل المقدسات وانتهاك لكل الحرمات بمن فيها حرمات سكان ما تحت الأرض.
ارفعوا الملائكية المثقلة التي يدعيها إعلامكم الموقر لتصلوا بالتفكير المنطقي أن ما حدث هنا لم يكن إلا حتمية لما حدث هناك.
أعلم أن كلا البلدين يعيشان الفساد على جميع مستوياته، لكنه يختلف في حدته وقوته وحجمه من بلد إلى آخر... لسنا من القدسية في شيء وليسوا كذلك.
إن كانت هناك لعبة سياسية في اطار مستطيل أخضر لكرة قدم فهذه اللعبة كأي لعبة فيها فائز وفيها خاسر، ولنعترف أن أحقية الفوز فيها كانت بدرجة امتياز للدولة الجزائرية في حين آلت إلى خسران مبين وبجميع المقاييس للدولة المصرية: سياسيا، إعلاميا، فنيا ورياضيا ... حتى أنها فقدت مركزها أو ما تبقى لها من سمعة خارج حدودها في الوطن العربي أولا وفي العالم بأسره ثانيا.
إن كان هناك من لعب اللعبة بذكاء وذلك ما تقتضيه السياسة، فهو يرجع إلى الرئيس الجزائري؛ حيث استطاع أن يلجم غضب الجزائريين من حملة الإعلام المصري المتحامل على كل ما هو جزائري، فسهل لهم سبل الوصول إلى أرض السلام أم درمان لمناصرة الفريق الجزائري والذي أدى دوره كما يجب.
تصوروا معي لو ظل ذلك الغضب مكبوتا مع ما انتهجته الدولة من سياسة صمت تجاه سيل الشتائم المصرية... كان الوضع سيتأزم وسيؤدي إلى انفجار شعبي لا ندري أين يصب ومتى ينتهي.
كسبت الجزائر احترام الكل ومصداقية عند الكل فلا أحد يصدق من الوطن العربي أو من العالم الرواية المصرية المزعومة في شيء، أرى في صمت الدولة عن الهمجية الإعلامية المسعورة على كل ما هو جزائري حكمة بالغة فلو انجرفت الجزائر وراء كل ما كان يقال من سخافات لوجد الآن وزير الخارجية المصري أبو الغيط نفسه متحررا من كل عقدة ذنب ولطالب الدولة الجزائرية بكل كبر عن اعتذار وتعويض و... و... في حين أنه يعلم الآن أننا لم نفعل ما يوجب الاعتذار عليه بعكس النظام المصري الذي أصبح يبحث عن وسطاء للتهدئة التي برع فيها الجانب المصري لوحده في إشعال نارها ... ومن أشعل النيران يطفيها.
الآن الجزائر لا تبدي حرجا في إكمال المشاريع مع مصر، خاصة وأنها كانت مبرمة قبل المباراة بأشهر.. في حين تجد الدولة المصرية حرجا كبيرا في الرجوع عن تصريحات لها، بدليل عودتها بتقبل أن تقام دورة كرة اليد على أراضيها بعد رفضها ذلك بحجة مشاركة الجزائر فيها، فالدولة المصرية كالعائدة في قيئها في كل مرة تتراجع عن قرار اتخدته وكأنها دولة مراهقة تتخذ قراراتها المصيرية في لحظة غضب أو في إحساس هزيمة لا تعدو أن تكون هزيمة في ملعب كرة قدم.
صراخ الإعلام المصري كان كنباح براقش التي جنت على نفسها فسمع الداني والقاصي بنعيق أسرابه فانفض من حوله وتركه في غيه يشرب حتى الثمالة ومتى راحت سكرة الهزيمة ستأتي فكرة إعادة العلاقات إلى سابق عهدها مع فضيحة مصرية بامتياز: أخلاقية، إعلامية، فنية، سياسية، سيلزم لها سنوات وسنوات حتى ينتسى القليل منها وسيشهد العالم بأسره والجزائر خاصة كم كانت حكيمة في سد أذنيها عن عويل الإعلام المصري.
سلام










رد مع اقتباس