شكرا لك أختي على الموضوع القيم والثري:
أنا أرى أن المشكلة في الاثنين معا، لكن من يتحمل اكثر هي
السلطة، لأن هذه الأخير هي من يملك كل مقومات القوة من إكراه
وقرار سياسي وقوة عسكرية ..ولذلك حل المشاكل يبقى على عاتق
الدولة وليس الشعب، وهذه السلطة بمثابة القلب بالنسبة للجسم،
فمتى صلحت وقامت بما يجب ان تقوم به صلحت الدولة والمجتمع،
والعكس صحيح، وقبل كل شيء يجب أن نعي أن الدولة هي في
الأخير عبارة عن عقد اجتماعي إن صح التعبير بين الشعب
ومجموعة من أفراده تنازلت بموجبه غالبية الشعب لهؤلاء الافراد
القلة عن مجموعة من المقومات والحقوق والوسائل، على أن يقوم
هؤلاء القلة بما يخول لهم القانون المتفاهم عليه (الدستور) بممارسة
السلطة وتنظيم شؤون الدولة فإذا نظرنا للدول التي نراها في
عصرنا لاحظنا شيئا مهما وهو أن كل الشعوب التي تعيش تحت
نير التخلف والفقر قامت من جهتها بتوقيع هذا العقد الاجتماعي
وتنازلت عن الكثير من حقوقها ولكن القلة من الناس الذين أسندت
إليهم السلطة لم يحترموا بنود الاتفاق مع شعوبهم بأن ولاهم أمره
وتنازل لهم عن الكثير من حقوقه مقابل حفظ واجباب عليهم يجب
أن يقوموا بها، ولهذا ارى أن المشكل الحقيقي هو في السلطة، أما
المشكل من ناحية الشعوب في رأيي هو استسلامها للأمر الواقع
ورضاها باختراق بنود الاتفاق، وعدم ثورتها على القلة الحاكمة
مثال: لو لم يبعث الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى العرب
وقيامه ببناء دولة إسلامية وحكومة إسلامية قوية وقائمة بدورها
لبقى العرب في جاهليتهم..أليس كذلك،...أردت أن اقول أنه عندما
تكون السلطة قوية ومؤدية لدورها يصلح حال الدولة والمجتمع
والعكس فلو لم تكن دولة سلطة الاسلام القوية لبقينا في جاهليتنا إلى
يوم الدين