حضورٌ يتَألَّقُ ببيان اللغة و نثر الفصيح ، و سمرٌ يترنم ببوح التصريح ، لا التلميح .
ثم همسٌ إحتضنَ خطوط النور فتفاقم إشراقة أمل .! فتاهتِ النفس شوقاً عل عجل ..
للقلم صَوتٌ يدوِي بأعْمَاقِنَا فلا يعرِفُ للسكونِ وجهَة...
و للبلاغة مكنون فلا يهتدي الى جهة .
يتهادى بين أناملٍ تبرعمت ثمارٌ زاهية السطور ..فتدَلَّت مِنْهَا فتنَةُ الْحروفِ كرزاً شَهِي الذوق و العطور ..
يشغفنا قضم حلاوتهِ بنهمٍ .! بعد أن أصابنا الحرمان بسقمٍ ، فحق لنا القول نثراً أو شعراً بنظم ٍ .
هنا مساحةٌ ثنائِية ٌتحمِلُ مِنْ عناقيد "المنتدى " هطولٌ رَاعِدٌ، يعتلِي قمم سحاب الكلمة في علوّ راصدٍ ..
ليضرِبَ بسوطِ البوحِ أعماقها ، يتساقطَ مَخطُوطَات تكتظُ بتلك الهمسات إشراقها و إيراقها
بعده سيغرِّد البلبل عَلى أغصانٍ من أهازِيجِ السطور صادحا ً تتناغمُ بِها أصداء الحروف و يهتفُ بطير الكلم منشرحاً ، فيكون التحليق في سماء البيان منسرحاً
على بساط الجمال استضافة يحقُّ لنا بالإفتِخار..
فكونوا على موعدٍ و بالجوارٍ ..
فتتراقصَ تلك المفردات عَلى أنغامٍ سحرها إستثنائيّ النثر و النظم .!
يستظلُّ تحت وارِف الإبداع و يقتبِسُ الجمال ، فيا له من حسن فصيح ينشد الكمال .
و من محبرة هَامَاتٌ مثقلة بروعَةِ البيان .! فيلتقي همس البوح بليغا يشار إليه بالبنان
حيَاك الله أيها القارئ الأصيل ...لشغفِ الإرتواءِ والإنسكاب من طرب اللغة الجميل .
و لنا من خيال عربيتنا مساحاتٌ بيضاء..
و الآن جد الجد ، فهيا نعقد العهد .
احبتي و خلاني .
قيل : أن أجمل التشبيه أن نهبَ الحياة فيما لا روح فيه ِ..فترانا نقول : نام الفكر عن التفكير ، تنفس الصبح إذا اشرق النور ، قفز القلم لينفض غبار الكسل ..
و هل في الفكر ، و الصبح ، و القلم ..روحٌ ؟ ..حتى ينام ، و يتنفس ، و يقفز .. و مع ذلك استعملنا تلك التعابير فكان التشبيه جميلاً و بليغاً .
و لكن حذار ! حذار !..
فليس كل التشبيه صائباً و جميلاً .
ومن ذلك ما عاب النقاد و منهم النابغة الذبياني على حسان بن ثابت و هو يفتخر بقومه :
لنا الجفنات الغرّ يلمعن بالضحى .... وأسيافنا يقطرن من نجدة دما .
و من ضمن ما عابوا عليه مثلا ، قوله ( الضحى ) فلو قال (الدجى) لكان أبلغ ، فالدجى مظلم وبريق السيوف فيه أقوى
وأخذوا عليه كلمة ( يقطرن ) فالقطرات دليل ندرة الماء ، فلو قال : ( يسلن ) لكان أبلغ .
و لي معكم لقاء ، إن كان لنا بقاء .