منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - تاغيت .. تاريخ وسياحة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-11-29, 11:28   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
سحر الجنوب
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية سحر الجنوب
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

"القصر القديم" يتهاوى

إلى جانب النقوش الصخرية تعرف تاغيت بقصورها القديمة التي يبلغ عددها 47 قصرا قديما، من بينها قصر "عرق الحمام" الذي كان يمتدّ إلى محطة النقوش الصخرية، يدعى سكانه "الأعاجم"، عبّروا بالرسم على الحجارة عن حال عيشهم، وقصر "مزاورو" الذي سكنته قبيلة تدعى "أماسي"، وأهمّ تلك القصور "القصر القديم" أو "العتيق" الذي يعود بناؤه إلى حوالي 08 قرون من طرف الولي الصالح سيدي أحمد أورابح .

أوّل ما دخلنا القصر القديم، وفكرنا محمّل بتاريخ هذا المبني القديم الذي شكّل حصنا منيعا من العدّو لسكان المنطقة لسنوات طويلة، اصطدمت أبصارنا بركام الطين والحجارة المتناثرة على الأرض والجدران والغرف المنهارة، وعندما حاولنا اكتشاف السبب الذي أدى إلى كارثية الوضع عرفنا من بعض السكان أنّ السبب الرئيسي لسقوط أجزاء كبيرة من القصر هو الإهمال واللامبالاة التي زادتها الأمطار الأخيرة التي شهدتها المنطقة، لتسوي القصر بالأرض وتؤدي لانهيار أجزاء مهمة منه لاسيما مئذنة المسجد، إلى جانب جدران وأسقف العديد من غرف وأزقة القصر العتيق التي بنيت بالطين البني وسعف النخيل. وهذا ما جعل الحديث عن عمليات الترميم المنجزة مجرد غبار بعثرته رياح الصحراء بمجرد مواجهته بحقائق الواقع، اللهم عمليات الترميم التي أشرف عليها ملاك بعض الدور أو الغرف كما هو الحال مع عائلة عبد اللاوي، حيث سعى الإخوة الخمسة الذين وجدوا أنفسهم دون عمل إلى ترميم وإعادة تأهيل منزلهم الواقع داخل القصر في 1992 على حسابهم الخاص، وتحويله إلى استراحة للسوّاح، يستقبلون فيه العديد من الأفواج السياحية ويوفّرون لهم أطباقا شعبية تقليدية وجلسات فنية تحييها فرق محلية. كما سعى بعض الشباب إلى تحويل عدد من الغرف التي لا تزال محافظة على جدرانها - رغم الشقوق التي ترسم أخاديد واسعة على سطحها - إلى فضاءات لبيع الحلي والملابس التقليدية التي تعرف بها المنطقة وأخرى لاجتماع الفنانين باختلاف مجالات إبداعهم، في انتظار أن يسقط ما تبقى من القصر أو أن يرأف أحد لحاله ويسعى إلى ترميمه فعلا.




حركة ثقافية مرتجلة

الحديث يقودنا إلى حديث آخر حول واقع الحركة الثقافية التي تكاد تكون منعدمة باستثناء بعض المناسبات على غرار موسم تاغيت أو مهرجان الفيلم القصير الذي نظّم في طبعتين فقط، إلى جانب السهرات التي تنظّم هنا وهناك لصالح السوّاح وزائري منطقة تاغيت والتي عادة ما يقوم بها الديوان البلدي للسياحة بتاغيت الذي اكتسب تجربة من خلال ممارسة ميدانية تجسّدت في مشاركاته العديدة في مختلف المناسبات. وفي هذا السياق، أشار رئيس البلدية إلى أنّ تاغيت في حركية ثقافية دائمة ينشّطها سكان المنطقة أنفسهم في مناسباتهم المختلفة سواء السعيدة منها أو الحزينة، مشيرا إلى أنّ البلدية تملك أكثر من عشر جمعيات ثقافية منها التي لها طابع فلكلوري على غرار "جمعية تواصل الثقافية وإحياء التراث " وهي جمعية نسوية تعمل على إحياء التراث الغنائي والموسيقي والرقص الذي تعرفه المنطقة، وأخرى ذات طابع علمي وكشفي ورياضي وموسيقي، مؤكّدا بالمقابل أنّ دعم البلدية قليل لهذه الجمعية بسبب فقر البلدية ذات الميزانية غير المنتظمة وغير المتوازنة.
وهو ما يؤكّدا أنّ النشاط الثقافي للمنطقة يبقى حبيس المناسبات، وحتى خلال هذه الأخيرة فإنّ حظّ الفرق المحلية فيها ضئيل، وهوما دفع بالفنانين التاغيتيين لكتابة بيان تنديدي خلال الطبعة الأخيرة لمهرجان تاغيت للفيلم القصير، يحتجون فيه عن إبعادهم عن المشاركة في التظاهرات المختلفة التي نظمت على هامش المهرجان.











رد مع اقتباس