بسم الله الرحمن الرحيـــــــــــــــــــــــــــم
اقتباس:
و المكان لله الذي يحاول بعض الناس إلصاقه بشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، مع أنه تاب عنه في آخر حياته
|
اولا : أما تمسحكم بشيخ الأسلام ابن تيمية في اعتراضكم على اهل السنة....فهذا من حيل ومكر اهل البدع الجديدة...ذلك أن كل من طعن في شيخ الإسلام وتكلم فيه إلا وسقط على أم رأسه كائنا من كان...فلما كان سلوك هذا الطريق هو الرجوع على صاحبه بالخيبة والخسران ....فإن فريقا آخر من اهل البدع غير جلده وتنكر لباطله بلباس الحق....فيعمد إلى علم من اعلام السنة ...ويتظاهر بالدفاع عنه او بتبرئته من شناعة قالها ثم تاب عنها - على فهمهم الفاسد- كما هو حال اخينا المغرر به ....
وعليه نقول : أين قال شيخ الأسلام بأن لله مكانا ؟؟ وأين تاب منه ؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ثانيا : أما إدخالكم للفظ الجهة من اجل إبطال العلو لله سبحانه وتعالى ...فهذا من لازم فهمكم الفاسد....وكما قال الأمام احمد " لن ننفي صفات الله من اجل شناعة المشنعين "...فإذا كان الله اخبر عن نفسه ووصف نفسه بأنه في العلو وبالفوقية ...ثم يأتي المعارض بأن إثبات العلو والفوقية يلزم منه الجهة - الباطلة- فنقول له : احتفظ بشقشتك عندك...فلسنا في شك من كلام الله وبما وصف به نفسه ......
وقد تقدم الرد على شبهة الجهة في موضوع مستقل
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=30547
إلا اننا وتنزلا مع المعارض نزيد الأمر توضيحا بإذن الله تعالى ......
كشف الشبهة المتعلقة بالجهة ؟؟؟
إن لفظ الجهة كما لا يخفى يريد به الخصوم نفي علو الله تبارك وتعالى على خلقه وأنه ليس فوق عرشه كما أخبر في كتابه ولا هو في سمائه وأن البشر لا يرفعون أيديهم إليه ولا يقصدون ذاته العالية ولا يناجونه بفطرهم ولا بقلوبهم بل يقصدون السماء كقبلة الدعاء وهي ليست قبلة وما سماها كذلك غيرهم أعني بهم أهل البدع ممن نفى هذه الصفة .
فأرادوا أن يشنعوا على إيمان من استسلم للكتاب والسنةوآثار الصحابة ومن سار على دربهم من التابعين فأخدوا لفظ الجهة على اعتبار أنه لا يكون إلا في المخلوق .
وهذا مع بطلانه شرعا وعقلا وواقعا وأنه لفظ لم يرد في الكتاب والسنة وإلزام من قال بعلو الله على خلقه القول بالجهةاعتقادا وتعبدا وهذا باطل إذا كان هذا اللفظ مستشكل عند نفاة العلو والصواب العود إلى الالفاظ المأثورة دون غيرها من الألفاظ .
أما من حيث دلالة مجموع الألفاظ الشرعية على معناه وإن لم يرد لفظه فصحيح .
أما من حيث واقعه يظهر ذلك بوجهين :
الأول : بما أنا نقول أن الله تعالى موجود وجودا حقيقا لا ذهنيا مطلقا وأن الإنسان موجود وجودا حقيقيا لا خياليا فيلزم أن كل منهما بالنسبة لوجوده الحقيقي في جهة من غيره ويظهر هذا في الضرب الثاني .
الثاني : إن الله لما خلق الخلق لا يخرج خلقه عن أمور :
1 - إما أن يكون خلق خلقه في ذاته العلية وهذا باطل شرعا وعقلا .
2 : أن يكون خلق الخلق فكانت ذاته العلية في داخل خلقه وهذا باطل شرعا وعقلا .
الثلث : أن يكون خلق الخلق فلا يكون الخالق داخل فيه ولا هو أي ذاته العلية سبحانه في خلقة فلزم التمايز وعليه فلا بد واقعا وعقلا أن يكون بالنسبة لخلقه في جهة والناس بالنسبة لهم لا يخرج الموجود عن الانسان عن الجهات الست فلزم بالترتيب الواقعي العلقي أن يكون الله في جهة من هذه الجهات فتعين بذلك إثباتها .
ولما كان الخلق يطلبون ذاته العلية تعبدا وفطرتهم تحتاج الى التوجه اليه وطلبه أخبرهم الله أنه في العلو .
و هذه المسالة ذكرها شيخ الإسلام في كثير من كتبه
يقال ما المراد بالجهة ؟
إن أريد أمر مخلوق فالله منزه عن أن يحويه شيء من مخلوقاته .
وإن أريد أمر عدمي وهو ما فوق العالم فهذا حق والله سبحانه في العلو فوق جميع المخلوقات .
وجاء في شرح الطحاوية :لابن أبي العز الحنفي :
وأما لفظ الجهة فقد يراد به ما هو موجود وقد يراد به ما هو معدوم ومن المعلوم أنه لا موجود إلا الخالق والمخلوق فإذا أريد بالجهة أمر موجود غير الله تعالى كان مخلوقا والله تعالى لا يحصره شيء ولا يحيط به شيء من المخلوقات تعالى الله عن ذلك وإن أريد بالجهة أمر عدمي وهو ما فوق العالم فليس هناك إلا الله وحده فإذا قيل : إنه في جهة بهذا الاعتبار فهو صحيح ومعناه : أنه فوق العالم حيث انتهت المخلوقات فهو فوق الجميع عال عليه ونفاة لفظ الجهة الذين يريدون بذلك نفي العلو يذكرون من أدلتهم : أن الجهات كلها مخلوقة وأنه كان قبل الجهات وأن من قال إنه في جهة يلزمه القول بقدم شيء من العالم وأنه كان مستغنيا عن الجهة ثم صار فيها وهذه الألفاظ ونحوها إنما تدل على أنه ليس في شيء من المخلوقات سواء سمي جهة أو لم يسم وهذا حق ولكن الجهة ليست أمرا وجوديا بل أمر اعتباري ولا شك أن الجهات لا نهاية لها وما لا يوجد فيما لا نهاية له فليس بموجود [ ص 218]
فائدة في الفرق بين العلو ، والاستواء :
1- العلو : طريق العلم به: الكتاب ، والسنة ، والإجماع ، والعقل ، والفطرة .
والاستواء : طريق العلم به: الكتاب ، والسنة ، والإجماع. والاستواء دليل على العلو .
2- الاستواء متعلق بالعرش فلا يقال: مستو على السماء الدنيا مثلا ، وأما العلو فالله تعالى عال على كل شيء تقول: الله فوق العرش ، وفوق السماء ، وفوق عباده ، فوق كل شيء ..
3- الاستواء صفة فعلية تتلعق بالمشيئة ، فالله استوى على العرش حين شاء ، وقد أخبر أنه استوى على العرش بعد خلق السموات ، والأرض ، وهو مستو بذاته تعالى .
وأما العلو فهو صفة ذاتية ؛ فالعلو لا ينفك عن ذاته فله العلو المطلق دائما ، وأبدا سبحانه وتعالى .
مستفاد مما ذكره الشيخ البراك في شرح التدمرية ص237، وفي شرحه للوامع الأنوار لابن شكر . ونحوه في مجموع الفتاوي 5/523.
والله أعلم .
والحمد لله رب العالمين