الإعلام المصري نفخ في النار ووقع بعدها في شر أعماله
انتقدت قيادات الأحزاب السياسية الجزائرية سواء التي تشكل التحالف الرئاسي أو المنضوية في المعارضة، ردود الفعل المصرية وبخاصة وسائل الإعلام التي خرجت عن ''النص'' وبالشكل الذي أساء كثيرا للجزائر حكومة وشعبا. وأجمعت الأحزاب على أن وراء هذه الهجمة الإعلامية الشرسة محاولة للتغطية على الواقع الداخلي المصري الصعب، بالسعي إلى اختلاق عدو وهمي لتنويم الشعب المصري الشقيق عن قضاياه الجوهرية وفي مقدمتها إيجاد حلول للفقر والبطالة والعشوائيات. وامتنعت الطبقة السياسية الجزائرية عن النزول إلى المستوى المنحط الذي وصلت إليه السياسة في مصر.
سعيد بوحجة المكلف بالإعلام في الأفالان: تهريج إعلامي مصري زائد
انتقد سعيد بوحجة عضو الهيئة التنفيذية مكلف بالإعلام في حزب جبهة التحرير الوطني، ما وصفه بـ''التصرفات الصبيانية'' للإعلام المصري الذي لم يستطع هضم الهزيمة فراح يكيل ''الاتهامات'' لأكثـر من جهة، رغم أن الجزائريين استقبلوا المصريين في البليدة بالورود ولم ينصبوا لهم ''كمينا محكما'' كالذي أقاموه هم لأشبال سعدان وأنصار الفريق الجزائري في القاهرة. وبخصوص ردود الفعل المصرية التي تجاوزت الحدود، قال بوحجة ''نحن منشغلون بالاحتفال بالفوز المستحق والواضح الذي حققه الخضر، والقضية بالنسبة إلينا كروية لا نرى أنها ترتقى إلى قيادات الدولتين، أكثـر من معالجتها على مستوى فدراليتي البلدين ليس إلا''. كما أوضح المكلف بالإعلام في الأفالان أنه ''تهريج زائد ونحن لا نريد أن نسقط في مصيدة الوضع الاجتماعي المصري المزري الذي لم تجد سلطاته من حيلة لتفادي مواجهته سوى محاولة افتعال مشاكل لما تعرض له المصريون على أرض محايدة''. وبالنسبة إلينا يضيف سعيد بوحجة ''ليس هناك صراع، فريقنا استهدف في القاهرة من قبل المصريين، وما أراد المصريون اللعب عليه بعد انهزامهم في أم درمان بالسودان، فنده جملة وتفصيلا المسؤولون في الخرطوم، وعليه فإن وسائل الإعلام المصرية التي شحنت جماهيرها وقعت في شر أعمالها''.
سلطاني يرد على الهجمة المصرية: ''نعذر عواطفهم زمنيا''
كشف أبوجرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم في تجمع شعبي أقيم بدار الثقافة بعاصمة الولاية غليزان، أول أمس، بحضور جماهيري كبير، اختلطت فيه السياسة بالرياضة، بخصوص لقاء الفريق الوطني الجزائري لكرة القدم بنظيره المصري بأنه ''يعذر عواطفهم زمنيا''، في إشارة منه لما تتعرض له الجزائر من حملة عدائية شرسة من طرف بعض القنوات الفضائية المصرية التي ألهبت الضغينة وغذت الأحقاد بين الشعبين، وهي بمثابة سموم واستهتار بالشعب الجزائري. ووصف رئيس حركة مجتمع السلم ما يقوم به هؤلاء المصريون بـ''أنهم يعبرون عن مشاعرهم على أن تكون في حدود لا تخدش مشاعر الشعب الجزائري العظيم''. وقد خصص أبوجرة في مداخلته حيزا كبيرا لتأهل الخضر والارتدادات التي تبعتها، حيث أشار بأنه على مدرجات ملعب المريخ ''صنع أنصار الخضر الفرجة والفرحة، حيث ربطت الأهازيج بين جزائر المليون ونصف مليون شهيد وغزة فلسطين''. وأكد بأن الحكم في النهاية كان الميدان، وعلى المصريين انتظار السنوات القادمة لعلهم...''. وفي السياق نفسه وفي رده عن الحملة الشرسة التي تقاد ضد الجزائر ألح سلطاني على ''ضرورة الترفع عنها وأن يكون التركيز فقط على الفرحة''. وفي رده عن سؤال لـ''الخبر'' حول وصف الجزائريين بالإرهابيين حتى من أشخاص في أعلى هرم السلطة المصرية قال بأنه ''يعذر عواطفهم زمنيا''. وأردف في مجرى حديثه بأنه ''يشفق على المصريين كما أنه يدين كل تصعيد للتوتر بين البلدين الشقيقين''.
جلول جودي القيادي في حزب العمال: ''يا مصريين ... حلوا عنا...''
ذكر جلول جودي القيادي في حزب العمال، أن مباراة السودان عرّت الإعلام المصري وأظهرته على حقيقة ضعفه المزمن، بحيث لجأ إلى افتعال ''مسرحيات سخيفة'' نحن في الجزائر ''مترفعون عن انتهاج مثل هذه السلوكيات المنحطة وغير المشرفة''. وبرأي جلول جودي ''المصريون أصابهم الغرور وسيطر عليهم فكر الهيمنة وسقطوا في شر أعمالهم''، مشيرا في هذا الشأن ''تاريخ الجزائر يشهد عليه كل العالم، والجزائر هي الدولة الوحيدة التي ليس لها علاقات مع إسرائيل ولم تقبل أي مساومة سواء على مواقفها مع إيران أو فلسطين أو مع المقاومة في غزة ولبنان''. وفي منظور حزب العمال ''الحملة الشرسة التي تقوم بها وسائل الإعلام المصرية ضد الجزائر هو دليل على قوة الجزائر وعراقة تاريخها ووضوح مواقفها وعطاء رجالها ونسائها ومبدعيها''. أبعد من ذلك أشار جودي إلى أن ''الفريق الجزائري فاز فوق المستطيل الأخضر أمام أنظار العالم بكرة راقية ونظيفة، والأنصار تعاملوا بطرق حضارية، والمسؤولون السودانيون يشهدون على ذلك''. وبالنسبة لجلول جودي ''كل ما يقال خارج هذا السياق، هو كلام بعيد عن الرياضة ويخدم مصالح مشبوهة لا علاقة لها بمصالح الشعب المصري الذي هو شعب مضطهد ويعاني من مشاكل، ولذلك لا بد أن تبقى الرياضة في مجالها والسياسة في إطارها كذلك وعدم الخلط بين الاثنين. لقد سمعنا في القنوات التلفزية المصرية ''شتما وسبا وغياب الدقة في المعلومات''، وهي كلها علامة على الضعف والانحطاط.
علي فوزي رباعين رئيس حزب عهد 54: يكفى أن دماء شهدائنا سقت أرض مصر في 67 و73
ظهر رئيس حزب عهد 54 السيد علي فوزي رباعين، في قمة الغضب من تصرفات المصريين بتحويلهم مباراة في كرة القدم من إطارها الرياضي إلى معترك سياسي بين البلدين، وذلك كما أشار، لتصفية حسابات دفينة تحمل في طياتها الضغينة والبغض والحسد للشعب والجزائر. وقال مرشح رئاسيات أفريل 2009 بأن الشعب الجزائري ''لم ولن يسمح بتطاول حثالة آل فرعون على تاريخ وأصالة الشعب الجزائري والطعن في رموزه وفي مؤسساته''. ودعا فوزي رباعين إلى أنه ''لا بد من رد فعل مدوي على المصريين لكي يقفوا عند حدهم لأنهم تجاوزوا الخطوط الحمراء والتي سوف لن تكون في صالحهم''. وأوضح رباعين ''على المصريين أن يفيقوا من سباتهم العميق، الجزائر دولة حرة ذات سيادة لا تعترف بوصاية الغير ولا بفلسفة أنا الكبير وأنت الصغير ولا بالموروث ومرض العظمة الفرعونية، وإن توهم المصريون أن هناك أم الدنيا فالجزائر أم المليون ونصف المليون شهيد''.
وطالب رباعين بضرورة إعادة النظر في الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي لكرة القدم، بل إعادة النظر حتى في سياسة وعلاقة الجزائر مع مصر التي سقت دماء شهدائنا أرضها في حربي 1967 و1973 و''أتحدى المصريين أن يذكروا لنا اسم مصري واحد استشهد خلال ثورة التحرير المجيدة فوق الأرض الجزائرية''.


المصدر :الجزائر: ح. سليمان/ المراسلون
2009-11-22
قراءة المقال 368 مرة