منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - وقفات مع القوادح العقدية في قصيدة البردة للبوصيري
عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-02-19, 17:51   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
حسين القسنطيني
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

أخي الفاضل كنا قد كتبنا تعقيب العلماء على من انتقد البردة للبوصيري رحمه الله

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسين القسنطيني مشاهدة المشاركة
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه و بعد:

هذه القصيدة انتقدها كثيرٌ من أهل العلم
هلا ذكرت لنا أهل العلم هؤلاء حتى ننظر كم هم بارك الله فيك، لأن الكثرة بالعدد، و أنا أدعي أن كثيرا من أهل العلم أثنوا عليها و على قائلها و كثير منهم شرحها و وضح معانيها... و أما من اعترض على بعض الأبيات فيها فقد وقع فيما كان يرجو الخلاص منه فتلفظ بكلام لا يصح في حق الله عزوجل، كقول القائل إذا كان النتبي يعلم كل هذا فماذا يتبقى لله، تعالى الله عن أن يحد علمه أو يحصر... و لعل الإخوة اهتموا برده أو ردود من رد، و نسي ما هو أدهى و أمر... والله المستعان.

و أما قوله رحمه الله تعالى:

إن لم يكن في معادي آخذاً بيدي = فضلاً وإلا فقل يا زلَّةَ القدم

وقوله:
يا أكرمَ الخلق ما لي من ألوذُ به = سواكَ عند حلولِ الحادثِ العَمِمِ

فهذان البيتان موافقان للسنة النبوية و اعتقاد أهل السنة و الجماعة في المقام المحمود و الشفاعة، و نحن نرتجي أن ننال منها حظا، و لا نأمن على أنفسنا بأفعالنا، بل هي خير لنا من أفعالنا إن لم يحرمنا الله تعالى منها، و لذلك كان عمر يحب النبي صلى الله عليه و سلم حتى قال له: "الآن يا عمر" لأن سيدنا عمر وجد أن النبي أنفع له من نفسه فكان أحب إليه من نفسه، و أما أكرم الخلق فسيدنا محمد صلى الله عليه و على آله و سلم هو أكرم الخلق كما دلت عليه الحديث الشريف عند الترمذي و الدارمي، و أما أنه يلوذ به، فصحيح و كل الخلائق تلوذ به بعد أن تذهب للأنبياء فيجعل الواحد منهم يحيلهم للآخر حتى لا يجدون غير نبينا صلى الله عليه و على آله و سلم فيقول لهم أنا لها ، أنا لها، و أما قول البعض لماذا لا يلوذ بالله، فقد شارح الناظم ذلك بقوله إذ الكريم تجلى باسممنتقم، و هو من موافقة الحديث من أن الله قد غضب غضبة لم يغضب قبلها قط و لن يغضب بعدها مثلها، فكان الناس كلهم يرجون من يتوسط لهم عند ربهم ليبدأ الحساب، و هذا مبثوث في حديث الشفاعة...

وقوله:

فإنَّ من جودك الدنيا وضرَّتها = ومن علومك علم اللوح والقلمِ

فأما الشطر الأول فاستعمل فيه البوصيري عليه رحمة الله القرينة السببية في علاقة المجاز المرسل و الذي هو من بين أبلغ صنوف البلاغة و المجاز البليغ الذي استعمله رب العزة في مثل قوله تعالى:" و ينزل لكم من السماء رزقا" فأرزاق الناس لا تنزل من السماء كما هي بل ينزل الله المطر الذي يتسبب في إخراجها للناس من الأرض، فكذلك أراد الناظم في هذا الشطر تبيين صلاح الدنيا و الآخرة به صلى الله عليه و على آله و سلم و ربما نعود إلى هذه النقطة من خلال مبحث يعرض وقوع المجاز في القرآن الكريم بين النافين (و هم قليل شاذون) و المثبتين له...
و أما الشطر الثاني من البيت فقال المعترض بأن من تبعيضية، و هذا ليس دائما واقع، و لكننا حتى لو سلمنا بأنها تبعيضية فماذا في ذلك؟ فمعلوم أن اللوح و القلم كتب بهما أقدار ما هو كائن منذ بدأ الخلق إلى قيام الساعة، و أما ما بعد ذلك فليس فيهما شيء منه بدلالة الحديث، فالعلم المتضمنانه علم محصور بفترة زمنية، و قد دلت أحاديث كثيرة على أن رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم يعلم أكثر من ذلك، فهو بشر أقواما بالجنة، و في حديث اختصام الملأا ذكر أن ربه علمه كل شيء، و هناك من الأحاديث الكثيرة المصدقة لذلك و منها حديث "أوتيت مفاتيح كل شيء إلا الخمس..." و هو عند احمد و الطبراني و غيرهما و هو صحيح الإسناد، و كذلك حديث عمر بن الخطاب عندالبخاري من أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أخبرهم عن بدء الخلق و استرسل حتى أبلغهم و أما قولنا من أنها ليست دائما تبعيضية، فلأنها من قبيل قوله تعالى: "إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله و كلمته ألقاها إلى مريم و روح منه" فهل يقال هنا بأن نبي الله عيسى بعض من ربنا سبحانه و تعالى عما يقول النصارى علوا كبيرا...
و على فكرة فصاحب البردة هو نفسه من ابتدأها بقوله دع ما ادعته النصارى في نبيهم، فقد نهى أن يماثل مدحنا رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم ما قاله النصارى في نبي الله عيسى فأودى بهم ذلك إلى الكفر و العياذ بالله لأنهم أخذوا بظاهر ما وجدوه عندهم كما في الآية السابقة، تعالى الله أن يكون له ولد أو جزء أو بعض...و رحم الله البوصيري
يتبع إن شاء الله