اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسين القسنطيني
بانتظار ردك أخي صاحب الموضوع عما إذا كان العمل عاديا لا تعبديا، فماذا يكون حكمه، و أي قيمة تصبح لاستدلالاتكم، و حبذا لو أن أحد الإخوة ينقل تساؤلنا للشيخ فركوس لتعم الفائدة...
|
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
أخي الكريم حسين ...بخصوص إستفسارك حول قضية أنه إذا كان العمل من العادة لا من العبادة ( في إطار الإحتفال بالمولد النبوي )
لننظر فيما يكون في المولد، إنه اجتماع لتلاوة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم مع إنشاد المدائح النبوية بأصوات ملحنة، ثم تقام الولائم لأجل ذلك، وهم يفعلون ذلك في كل عام مرة على الأقل في تاريخ محدد..
وهذا بلا ريب عبادة محضة، والأدلة على ذلك :
أولا: من حيث إنهم يتخذون ذلك اليوم عيدا، والعيد هو ما يعتاد مجيئه في كل زمن، فالجمعة عيد، لأنه كل أسبوع، والفطر والأضحى عيد، لأنه كل عام، وعلى ذلك فقس المولد، فهو يحتفل به كل عام، وهذا تشريع، واتخاذ ليوم لم يأذن به الشارع أن يكون عيدا، ونحن نعلم أن المسلمين ليس لهم إلا عيدين يحتفلون فيهما، الفطر والأضحى، ولا يجوز لهم أن يتخذوا عيدا ثالثا ورابعا، والحاصل في المولد أنه صار عيدا يحتفل به، أي صار عيدا ثالثا في الإسلام، وهذه هي الضلالة.
ثانيا: أن الموالد ذكر، والذكر عبادة.
ثالثا: أن أهل الموالد يقصدون التقرب إلى الله تعالى بما يفعلون، والتقرب عبادة.
إذن الموالد عبادة وليست عادة، فتدخل في باب: الأصل في العبادات المنع إلا بنص، ولا تدخل في باب: الأصل في العادات الإباحة إلا بنص..
القول بأن المولد مثل المحاضرات والدروس والعلمية.
يجاب عن هذا بالاعتراض، فليست الموالد كالمحاضرات والدروس العلمية..
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه، ويقرر لهم الدروس والخطب، وخصص يوما للنساء يعلمهن فيه، فإذن الدروس والخطب والمحاضرات مشروعة، شرعها النبي صلى الله عليه وسلم بفعله وأمره: ( بلغوا عني ولو آية)..
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يجمع الناس ليخطب فيهم نادى بهم ليجتمعوا، فيجتمعوا، فيلقي عليهم ما أراد تعليمهم، والإعلان عن الدروس والمحاضرات هو من هذا النوع الذي كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم مثلا بمثل، سواء بسواء..
فأين هذا من المولد؟..
هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بين جواز جمع الناس لتعليمهم أمور دينهم، إذ لا يمكن تعليم الناس إلا بهذه الطريقة، أو قل هو طريق عظيم لتعليم الناس، لكنه ما بين للناس جواز أن يجتمعوا لأجل المولد، الذي في الحقيقة ليس فيه تعليم بشيء، إلا شيئا واحدا هو ذكر أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم، وقد يصل الأمر إلى الغلو والمنكر..
وهذه الموالد حتى في حال خلوها من الغلو والمنكرات ليس فيها تعليم ولا تفقيه..
والدليل أنك تجد جل الذين يؤمون الموالد لا يفقهون في دين الله شيئا، وذلك أنهم لا يجدون في الموالد شيئا من العلم والفقه إلا المدائح النبوية الغالية والرد على الخصوم في جواز الاحتفال بالمولد...
أما قضايا الفقه والعقيدة وأحوال المسلمين فلا تجد منها شيئا، فكيف يكون طريقا للعلم؟، وكيف يصح تشبيه الموالد بالمحاضرات والدروس العلمية والندوات؟..
إن الذي يتابع ويحضر الدروس العلمية والمحاضرات تجده بعد مدة متفقها واعيا، مستدلا على طريق السنة، عارفا بحقيقة أحوال المسلمين، بخلاف الذي يؤم الموالد، لا تجد عنده شيء من ذلك، وهذا مما يؤكد الفرق بين الأمرين.
أم بخصوص قولكم :
(( ... و إقامة الندوات و الحلقات، تماما كما يفعل في السعودية بأسبوع
الشيخ ابن عبد الوهاب...))
أخي الكريم إن أسبوع الشيخ محمد عبد الوهاب أو غيره من الندوات والمحاضرات الدينية فهي تماما مثل غيرها من الأيام التحسيسية كأسبوع المرور مثلا ...فإنه لايقصد منها التعبد أو التقرب بها إلى الله وليست أيضا من باب الإحتفال كما يقصد في هذه الموالد إذ أنها ربطت بمولد النبي صلى الله عليه وسلم بخلاف تلك المحاضرات.... وأزيد أنها ليست عامة في كافة أنحاء العالم مثل المولد النبوي فهذا اليوم عند المسلمين صار يعظم مثل الأعياد وتقام فيه مراسيم معينة بل وينكر فيه على الذي لا يحتفل به وكأنه سوف يحاسب عليه يوم القيامة ...أو يطعن فيه بأن محبته للنبي ناقصة إن لم يتهم بأنه لايقدر ولا يحترم النبي صلى الله عليه وسلم .... على العكس تماما في أسبوع المرور أو أسبوع الشيخ محمد بن عبد الوهاب ...فمن حضر إستفاد من بعض تلك الدروس ومن لم يحضر فالأمر عادي جدا ....فأرى الفرق واضحا بارك الله فيكم ....أما قولكم بأن كلام الشيخ إبن عثيمين في هذه القضية من نسج الخيال فأرجوا منكم التفكير مليا بارك الله فيكم فلو أننا فتحنا هذا الباب لجاء منه شر عظيم .....وبالتوفيق لنا ولكم ولسائر المسلمين ....
آخر تعديل فتحي الجزائري 2008-02-18 في 20:22.
|