أخي الفاضل، لقد نبهناك إلى المناظرة التي جرت بين ابن تيمية والسكندري رحمهما الله فراجعها يرحمك الله، فقد تكون مفيدة جدا لك، و أما عن ابن عربي فهو لو تأملت رجل كما قال عنه الشيخ زروق رحمه الله مال فيه الناس بين مكفر و رافع إلى قطب الأقطاب، و علمه نكله إلى الله، و أنت لا تعرف ربما حتى من هو ابن عربي إلا من خلال ما تقرأ عن جماعة مالت إلى تكفيره من خلال كتاب الفصوص الذي لا تصح نسبته إلى ابن عربي أصلا، فكان أول أمر عليك أن تراجع ما تجده في كتاب الفصوص مع ما تجده في كتب الشيخ ابن عربي يرحمه الله و هي كثيرة... أما ابن عربي عندنا فهو رجل يعلم الله حاله و سره، و قد كان يكتب بأسلوب لا يفهمه أمثالي و أمثالك، فنتورع عن الحكم على الرجل، و أما هو فقد تصدق بعرضه على الناس و سامحك مسبقا كما هومنقول عنه من تلامذته لأنه كان يعلم أن الواقعين في عرضه سيكونون كثر، فماذا عليك لو سكت عنه و أنت لا تعرفه و لم تقرأ له أبدا، ثم إن إشاراته لا تفهمها أبدا، و كل هذا تجده إن شاء الله في المناظرة التي دللناك عليها، فاطلب العلم قبل الحكم، و لو كنت مكانك لتركت الحكم على الرجل، فهو مثل الشيخ ابن تيمية رحمه الله مال فيه الناس بين من رفعه إلى مشيخة الإسلام و من كفره، بل و من كفر كل من وسمه بشيخ الإسلام، و لنا في ترك علم أحوال هؤلاء الرجال عبرة... راجع المناظرة يرحمك الله، و أخبرك عن أمر، أنني كنت مرة مع شيخي الفاضل احمد الإماراتي و هو نقشبندي مسند مجاز في كتب كثيرة في الحديث، أخذ يعرفني ببعض ألغاز هؤلاء القوم و كيف أن القارئ البسيط يغفل عن هذه المعاني و يؤدي به فهمه الساذج إلى تكفير هؤلاء من غير دراية معمقة بفحوى أقوالهم، و علمت أن القوم أرفع بكثير مما يصوره لنا بعض السذج... و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته