--------------تابع-------------
- لكن ما هي النقطة الفاصلة التي أعادتك للحق؟
النقطة الفاصلة هي أنني وجدت أن الورد الذي أردده يخالف الحديث الشريف، فقد كنت أقرأ في الورد " اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد الذي شاهد ربه بعيني رأسه وطاب وما غاب"، إلى أن قرأت حديثًا في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها:" ثلاث من قال بهن فقد أعظم على الله الفرية، (منها) من قال أن محمدًا رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية، وبعد ذلك عقبت بآيتين محكمتين من القرآن تؤكدان أنه لم ير ربه.
فتوقفت وبدأت أعالج الأمر من أوله، ودخلت في دراسات، ومكثت في قضية الرؤية سنة كاملة إلى أن وصلت إلى إجابة شافية أنه لم ير ربه.
وبعدها بدأت أنظر في كل الأوراد - وبفضل الله - منذ أول ما كلفوني بمشيخة القاهرة - أخذت على نفسي عهدًا أن لا أتحدث إلا فيما أعرفه، على الرغم من أن الشيخ عندهم مفتوح عليه، أي إذا سئل لابد أن تأتي إليه الإجابة في قلبه.
وخلال عشر سنوات كنت فيها شيخ طريقة لم أجب إجابة واحدة بعيدة عن الكتاب والسنة، وكان كبار المريدين الموجودين معي والذين تربوا على يد شيخي وشيخ شيخي يأتون إلي بعد انتهاء الحضرة ويقولون سمعنا شيخنا الكبير في سنة كذا أجاب إجابة مخالفة تمامًا لإجابتك لكن كلامك أنت مريح جدًا ودخل القلب ومقتنعون به.
* بعد عودتك للحق هل عاد معك للحق أحد من المريدين؟
نعم ولله الحمد عاد معي عدد لابأس به من المريدين، وكنت قد قلت لهم في آخر حضرة لي معهم: أنا كنت على خطأ وكنت آمركم بأوراد، وهذه بها أخطاء كذا وكذا وأنا أعتذر عنها إلى الله، ولنحول الحضرة إلى مجلس لتعليم القرآن الكريم، وبالفعل تحولت الحضرة إلى مقرأة.
* استثار ما كتبته من كتب عن الصوفية بعض الصحف والمجلات الطرقية فقاموا بالرد عليك وهاجموك، ومن هذه المجلات مجلة الإسلام وطن، فما سبب ذلك الهجوم؟ وما تقييمك لهذه الردود؟
صراحة من ألف في الصوفية واحد من اثنين إما محب لها فهو معها على طول الطريق، أو منتقد لها دون أن يكون قد مارسها، وقليل من عاش التجربة وعلم خباياها وتحدث عنها.
وكان من أفضل الكتب في هذا الباب كتاب عبد الرحمن الوكيل رحمه الله، فقد مر بهذه التجربة لكن كتابه كان مختصرًا جدًا ولم يتعرض لكل القضايا.
فلما كتبت في التصوف وصلت للموضوع من أساسه، فكانت كتاباتي في الصميم وانتشرت الكتب مما جعلهم يسعون للرد علي، فلما تحدثوا ظهر عوار ردهم، إذ لم يستطيعوا الرد علي فيما طرحته، وردهم لايستحق أن أرد عليه.
ولقد كتبت هذه الكتابات لأتبرأ إلى الله مما كنت عليه سابقًا وقلت هناك أناس أخذوا عني سابقًا ولا أستطيع أن أصل إليهم، ولعل هذه الكتب تصل إليهم.
والحمد لله بعد أن هاجمني أحدهم في مجلة الإسلام وطن خلال 13 عدد أي خلال سنة وربع تراجع بفضل الله عما قال وتبرأ مما كان عليه وأنزل هذه البراءة بمجلة أنصار السنة (التوحيد).
* لقد اقتربنا من المولد النبوي فماذا يمثل المولد النبوي لمشايخ الطرق الصوفية؟وهل فكرة المولد لها ارتباط بعقائد باطنية عند الصوفية؟
أول من أنشأ المولد الدولة الفاطمية وهم كذبة وفاسدون، وينسبون أنفسهم للسيدة فاطمة الزهراء عليها رضوان الله وهم غير منتسبين للسيدة، وقاموا بعمل هذه الموالد ليحببوا العامة فيهم، ففي الموالد تقام الموائد التي يقيمها الأغنياء للعامة.
كما أن الصوفية إذا كانوا يهتمون بموالد المشايخ فكيف لايقيمون مولدًا للنبي صلى الله عليه وسلم.
ويعتبر الاحتفال بالمولد النبوي عندهم مثل الاحتفال بعيد الأضحى والفطر.
والموالد عند الصوفية تمتلىء بالكثير من الأوهام مثل إدعائهم أن النبي صلى الله عليه وسلم يسير على سور مسجد الحسين في الليلة الختامية من مولد الحسين، لكن الكارثة حقا..الكارثة..
* ما الكارثة؟؟!
الكارثة في الاحتفال بالمولد أن النبي صلى الله عليه وسلم ثابت أنه مات يقينًا في 12 ربيع الأول وهناك شك في يوم مولده، هل هو يوم 12 ربيع الأول أم غيره، ولكن إذا حققنا المسألة فلكيا سنجد أنه ولد يوم 9 من ربيع الأول، لأنه من المستحيل فلكيًا أن يأتي يوم الاثنين 12 ربيع الأول وبعد 63 سنة يأتي الاثنين يوم 12 ربيع الأول.
فأصبح احتفالهم على الحقيقة احتفال بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم وهذه هي المصيبة والكارثة التي أعنيها.
ففكرة الاحتفال بما يسمى المولد النبوي فكرة باطنية من أعداء الإسلام للاحتفال بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
فمن وراء الاحتفال بالمولد النبوي إذن!! لا يمكن أن يكون مسلمًا عاقلا لسبب بسيط؛ أنه إذا كان هناك يوم ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم وتوفي أيضًا فيه فماذا نفعل في هذا اليوم أنسعد بمولده أم نحزن على فراقه؟
لا شك أن الحزن أولى بدلا من الرقص والطبل وشرب المخدرات والمنكرات التي تحدث بالمولد، ولكن إذا علمنا أنه اليوم الذي مات فيه على التحقيق ويستحيل أن فلكيا أن يكون هو اليوم الذي ولد فيه فيكون احتفالهم فرحا بموته.
* مفهوم البدعة وارتباطه بالمولد، فبعض العلماء يرى أنها بدعة حسنة، فما رأيكم؟
أولا: لايمكن أن تكون بدعة حسنة لأنها مرتبطة بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم وليس مولده.
ثانيًا: لا يوجد مناسبة زمنية احتفل بها النبي صلى الله عليه وسلم.
* يرى البعض أن التيار السني حقق العديد من الانتصارات على المعتقد الصوفي في الآونة الأخيرة وأن التيار الصوفي يحتضر الآن في مصر ولايجد له أنصارًا وأن الصوفية تحيا فقط بين أبناء الحرس القديم.
في حين على الجانب الآخر يرى البعض أن التيار الصوفي يجدد شبابه ويستعيد عافيته في الفترة الأخيرة على يد بعض الشخصيات الدينية الرسمية بمصر.
فأي الرأيين تؤيد ؟ وعلى ماذا تستند في هذا التأييد؟
هناك فعلا رأيان فبعض العلماء يقولون لي الصوفية تنحسر ونحن نرى ذلك بأعيننا، وبالفعل كان في قريتي 10 موالد والآن لايقام منها إلا واحد.
لكن تأتي لي بعض الأخبار التي تدل على أنه مازال هناك من يبقى على معتقده ويدافع عنه، فقد جاءني اتصال من محافظة إلمنيا يذكر أن هناك من أراد أن يقيم مسجد على ضريح وتطلب ذلك إزالة الضريح ثم وضعه، وكانت المفاجأةعند فتح الضريح أنه لايوجد به أحد، وعلى الرغم من ذلك أصر بعض أهل القرية على بناء الضريح الخالي مرة أخرى وأخذوا على ذلك موافقة السلطات الأمنية والدينية، وذلك رغم أنف تيار آخر من أبناء القرية كان يرفض وضع الضريح الخالي، وقد اقترحت عليهم اقتراح فكاهي وهو إذا كانوا قد غلبوا على أمرهم وبُني الضريح مرة أخرى فليسموا الضريح تسمية تفضحه دائما فقلت لهم فلتسموه ضريح سيدي "المزوغ" أو سيدي "الهربان".
- كلامك هذا يدل على انها على المستوى الشعبي انحسرت لأسباب عدة أما على المستوى الرسمي فالصوفية يحققون مكاسب.
المستوى الشعبي هو الأساس وأما الكراسي والمناصب فهي زائلة.
نفس الأمر في مسجد عز الدين أبو العزايم بايتاي البارود فقد الجميع هناك أن يقبر الرجل في المسجد حيث أن القانون ينص لعى ذلك وكذلك النظم واللوائح المعمول بها في إدارة المحليات،لكن تم الدفن في المسجد وأتوا بفتوى مناقضة للفتاوى وبضغط السلطات فرض الأمر.
* يرى البعض أن هناك تشابه قوي بين عقائد الصوفية والنصارى فما رأيكم؟
أرى أن الصوفية هي التي أطرت النبي محمد صلى الله عليه وسلم وجعلته كعيسى ابن مريم عند النصارى، وقد قال عبد الكريم الجيلي في كتابه:" الإنسان الكامل" أن محمدًا صلى الله عليه وسلم هو الحقيقة المحمدية التى خلق الله منها كل الموجودات، ثم قال: واعلم أن أقرب الناس لعقيدتنا نحن المحمديين هم النصارى إلا أنهم حصروا صورة المعبود في ثلاثة(الآب والابن والروح القدس)ولو أنصفوا لأطلقوها في الكون!!اه الحوار ---ابو ابراهيم الجزائري ---