بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة العمر سراب
قبل أن أناقشك أشكرك على مجمل فكرك وأسلوبك وطريقة سردك
وطريقة نقاشي ستكون عبارة عن إجابة لما يدور في ذهنك
لأنّ انشغالي ينصبُّ في هذا المعنىبالذّات،
والذي قلّ ما نرى له أثرا يحفظُمعناه..
إخوتي " النّـقاش " كلمة بسيطة فيتركيبِها..
لكنّها تفتحُ أمامنا مجالاً لتبادُلالأفكار،
ومهما برز الاختلاف في آرائنا تتّسِعُ رقعةُالمعلومات..
التي تزيدُ من إثراءِ أفكارِنا..
لهذا فلا يجبُ الاستهانة بمعنى النّقاشوحصرهِ،
في كلِماتٍ جـافّة لا تُغنيالفِكر..
تعريفي للنقاش هو
أن النقاش ماتلتقي عليه الآراء وتتفاعل في جو صحي تحوطه محاولة الوصول إلى الأصوب والأنفع . .
إخوتي الأفاضِل،
أعلم أنّ لكلٍّ هدفه الذي يدفعُ به لِوضعموضوعٍما للنّقاش.
ولكن هل فكّرتُم في طريقةٍ سليمةٍ و إيجابيّة لاستِثمارِموضوعِكُم لما يعودُ عليكُم وعلى غيرِكُم إيجاباً..؟؟
هل تُناقشون بهدف التوصّل إلى حلولٍلتساؤُلاتِكُم؟؟
هل تنتظِرون آراء غيرِكُم فقط لأجلِ أنتُطلِقوا
عليهِم وابِل آرائِكُم..؟؟
هل فكّرتُم في وسيلةٍ تفتحُ باب نقاشٍ بنّاء..بمعنىالكلمة
أم تسعونَ فقط لفرضِ ما تُؤمِنون به وترونه لُبّالصّواب؟؟
وكيف تواجه الرّدود التي تُشعِرُكَبالغضب؟؟
أما هنا سأضيف سؤال أشمل وأبلغ ؟
هل هناك قواعد علميه عملية وأصول يجب اتباعها أثناء النقاش مع الآخرين في أي قضيه
سواء فكريه أو عقائديه أو دينيه أو دنيويه.
عِلماً أنّي مراراً أقرأ مواضيعَ وُضِعتهُنا..
تُثيرُك بعناوينِها..
ولكِن للأسف الشّديد ما أن أدخُل متلهّفةًللاغتِراف
من لُبِّ الموضوع، أجِدُني بين ردودٍ توقِفُالرّمق،
وتدقُّ طبول جفافِ الحِبرِ في غيابِالورق
أجل هناك ردودٌ مُستهزئة،
و أخرى من فرطِ التّمادي في الغضبِ،مُهترِئة..
وردُودٌ تنعدِمُ فيها الحروف، لِتُنطِقها صُورٌمُتحرّكة.
لِتُغيِّبَ معنى الجديّة..
فهل آنَ الأوانُ لتتعلّمَ معنى أن تُناقِشني فيطرحي..
لأرُدَّ عليكَ بما يُعادِلُ غايتي من موضوعٍتركته
أمـانةً بين عقولِكُم قبلَعيونِكُم!!!
و خِـتاماً..
برأيِكُم كيفَ لكُم إنجاحَ موضوعٍ وضعتموهُللنّقاش؟؟
،،،
أرجو إثراءكُم للموضوع..
وفي انتِظارِ تشريفِكُم صفحتي، تقبّلوا فائِقَ تقديريواحتِرامي
أما بالنسبة كخلاصة للموضوع فأنا أقول :
يجب أن نتعلم أثناء النقاش مايلي :
-الكلمة الطيبة صدقه
فالنقاش الناجح كان وما زال شارة كل فرد متميز واسع الأفق .. محب للرأي الآخر ..
وإذا أردنا أن ننمي هذه القيمة ونزكي أصولها سواء على مستوانا الفردي والجماعي فلا بد من وجود قدر من التربيه على بعض المنطلقات التي تزيد من نقاط الاتفاق وتقلل بقدر الإمكان من مساحة الاختلاف.
فكل من يرغب في إقامة نقاش ناجح لا بد وأن يدرك أن الاختلاف بين الناس في رؤيتهم وحكمهم على الأشياء قضية طبيعية وأن قيمة المرء فيأنه يختلف عن غيره أيضاً قضية طبيعية ويؤدي هذا الاختلاف إلى التكامل بعد ذلك .
ويجب على المناقش أن يكون هدفه الوصول إلى الرأي الأمثل لا الانتصار لرأيه ولذلك قال الشافعي ((إذَا مَا كُنْتَ ذَا فَضْلٍ وَعِلْمٍ. بما اختلف الأوائلُ والأواخر. فَنَاظِرْ مَنْ تُنَاظِرُ في سُكُونٍ. حليماً لا تلحُ ولا تكابر)).
كما ينبغي أن لا يناقش المتطلع في قضية لا يعلم أبعادهاوإلا كان هذا النقاش جدلاً وهوى ولا يسمن ولا يغني من جوع .
وعلى المناقش أن يكون لديه الاستعداد للتنازل عن رأيه فالرجوع للحق فضيلة يحمد عليها .
ولا بد ان نعلم معنى أدب النقاش ومنطلقاته و ضرورة توفير كل طرف من أطراف النقاش لصاحبه وأن يتسم كل منهما بالموضوعية والاتزان في عرض الرأي .
كما أنه من الضروري أن ينتقد المناقش الفكرة المطروحة لاشخصية قائلها لأن المناقش إذا تعدى نقد الفكرة إلى نقد الشخص جعل المناقشة في موقف الدفاع عن نفسة ولو بالباطل ونقد الفكره مسألة طبيعية فكثير من الأفكار تقوي ويشتد عودها بعد مرحلة من الأخذ والرد وتكامل وجهات النظر من كل طرف.
كما قال الشافعي :
((و إياك اللجوج ومن يرائي بأني قد غلبت و من يفاخر فإن الشر في جنبات هذا يمني بالتقاطع و التدابر))
ولا بد أن يكسب من يناقشه ولا يتعمد كسب المواقف على حساب أصحابها .
* الأخت العمر سراب
هذا رأيي قد يكون عكسه عند سواي .
فقط يجب أن نتذكر أن الناس ليسوا طرازاً واحدا .. فهناك تفاوت في عقولهم وأفكارهم ومستوياتهم وثقافتهم .
تقبلي ودي واحترامي
فواز القلم المتواضع