منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - تحاجُّ موسى و آدم عليهما السلام
عرض مشاركة واحدة
قديم 2007-05-31, 20:53   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
أختكم
صديق منتديات الجلفة
 
الصورة الرمزية أختكم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أزيد على هذا الحديث شرحه من شرح النووي على مسلم و أشكر الإخوة على تعليقاتهم و إفاداتهم إلا أن هذا الشرح بلفظ آخر للحديث لمسلم.

[line][/line]

1*2 قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( اِحْتَجَّ آدَم وَمُوسَى )

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dolim مشاهدة المشاركة
‏قال أبو الحسن القاضي : التقت أرواحهما في السماء , فوقع الحجاج بينهما . قال القاضي عياض : ويحتمل أنه على ظاهره . وأنهما اجتمعا بأشخاصهما , وقد ثبت في حديث الإسراء أن النبي صلى الله عليه وسلم اجتمع بالأنبياء , صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين في السماوات , وفي بيت المقدس , وصلى بهم . قال : فلا يبعد أن الله تعالى أحياهم كما جاء في الشهداء . قال : ويحتمل أن ذلك جرى في حياة موسى ; سأل الله تعالى أن يريه آدم فحاجه



2** قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( فَقَالَ مُوسَى : يَا آدَم أَنْتَ أَبُونَا خَيَّبْتنَا ، وَأَخْرَجْتنَا مِنْ الْجَنَّة )

وَفِي رِوَايَة ( أَنْتَ آدَم الَّذِي أَغْوَيْت النَّاس ، وَأَخْرَجْتهمْ مِنْ الْجَنَّة ) وَفِي رِوَايَة ( أُهْبِطَتْ النَّاس بِخَطِيئَتِك إِلَى الْأَرْض ) . مَعْنَى ( خَيَّبْتنَا ) أَوْقَعْتنَا فِي الْخَيْبَة ، وَهِيَ الْحِرْمَان وَالْخُسْرَان . وَقَدْ خَابَ يَخِيب وَيَخُوب ، وَمَعْنَاهُ كُنْت سَبَب خَيْبَتنَا وَإِغْوَائِنَا بِالْخَطِيئَةِ الَّتِي تَرَتَّبَ عَلَيْهَا إِخْرَاجُكَ مِنْ الْجَنَّة ، ثُمَّ تَعَرَّضْنَا نَحْنُ لِإِغْوَاءِ الشَّيَاطِين . وَالْغَيّ الِانْهِمَاك فِي الشَّرّ . وَفِيهِ جَوَاز إِطْلَاق الشَّيْء عَلَى سَبَبه . وَفِيهِ ذِكْر الْجَنَّة وَهِيَ مَوْجُودَة مِنْ قَبْل آدَم . هَذَا مَذْهَب أَهْل الْحَقّ .
قَوْله : ( اِصْطَفَاك اللَّه بِكَلَامِهِ وَخَطَّ لَك بِيَدِهِ )

فِي ( الْيَد ) هُنَا ْمَذْهَبَانِ : أَحَدهمَا الْإِيمَان بِهَا ، وَلَا يُتَعَرَّض لِتَأْوِيلِهَا ، مَعَ أَنَّ ظَاهِرهَا غَيْر مُرَاد . وَالثَّانِي تَأْوِيلهَا عَلَى الْقُدْرَة . وَمَعْنَى ( اِصْطَفَاك ) أَيْ اِخْتَصَّك وَآثَرَك بِذَلِكَ .

3* قَوْله : ( أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْر قَدَّرَهُ اللَّه عَلَيَّ قَبْل أَنْ يَخْلُقنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَة ؟ )

الْمُرَاد بِالتَّقْدِيرِ هُنَا الْكِتَابَة فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ ، وَفِي صُحُف التَّوْرَاة وَأَلْوَاحهَا ، أَيْ كَتَبَهُ عَلَيَّ قَبْل خَلْقِي بِأَرْبَعِينَ سَنَة ، وَقَدْ صَرَّحَ بِهَذَا فِي رِّوَايَة، ( فَقَالَ : بِكَمْ وَجَدْت اللَّه كَتَبَ التَّوْرَاة قَبْل أَنْ أُخْلَق ؟ قَالَ مُوسَى : بِأَرْبَعِينَ سَنَة . قَالَ : أَتَلُومُنِي عَلَى أَنْ عَمِلْت عَمَلًا كَتَبَ اللَّه عَلَيَّ أَنْ أَعْمَلهُ قَبْل أَنْ يَخْلُقنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَة ؟ ) فَهَذِهِ الرِّوَايَة مُصَرِّحَة بِبَيَانِ الْمُرَاد بِالتَّقْدِيرِ ، وَلَا يَجُوز أَنْ يُرَاد بِهِ حَقِيقَة الْقَدَر ، فَإِنَّ عِلْم اللَّه تَعَالَى وَمَا قَدَّرَهُ عَلَى عِبَاده وَأَرَادَ مِنْ خَلْقه أَزَلِيّ لَا أَوَّل لَهُ ، وَلَمْ يَزَلْ سُبْحَانه مُرِيدًا لِمَا أَرَادَهُ مِنْ خَلْقه مِنْ طَاعَة وَمَعْصِيَة ، وَخَيْر وَشَرّ .


4**قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( فَحَجَّ آدَم مُوسَى )
هَكَذَا الرِّوَايَة فِي جَمِيع كُتُب الْحَدِيث بِاتِّفَاقِ النَّاقِلِينَ وَالرُّوَاة وَالشُّرَّاح وَأَهْل الْغَرِيب : ( فَحَجَّ آدَم مُوسَى ) بِرَفْعِ آدَم ، وَهُوَ فَاعِل ، أَيْ غَلَبَهُ بِالْحُجَّةِ ، وَظَهَرَ عَلَيْهِ بِهَا . وَمَعْنَى كَلَام آدَم أَنَّك يَا مُوسَى تَعْلَم أَنَّ هَذَا كُتِبَ عَلَيَّ قَبْل أَنْ أُخْلَق ، وَقُدِّرَ عَلَيَّ ، فَلَا بُدّ مِنْ وُقُوعه ، وَلَوْ حَرَصْت أَنَا وَالْخَلَائِق أَجْمَعُونَ عَلَى رَدِّ مِثْقَال ذَرَّة مِنْهُ لَمْ نَقْدِر ، فَلِمَ تَلُومنِي عَلَى ذَلِكَ ؟ وَلِأَنَّ اللَّوْم عَلَى الذَّنْب شَرْعِيّ لَا عَقْلِيّ ، وَإِذْ تَابَ اللَّه تَعَالَى عَلَى آدَم ، وَغَفَرَ لَهُ ، زَالَ عَنْهُ اللَّوْم فَمَنْ لَامَهُ كَانَ مَحْجُوجًا بِالشَّرْعِ .

فَإِنْ قِيلَ : فَالْعَاصِي مِنَّا لَوْ قَالَ : هَذِهِ الْمَعْصِيَة قَدَّرَهَا اللَّه عَلَيَّ لَمْ يَسْقُط عَنْهُ اللَّوْم وَالْعُقُوبَة بِذَلِكَ ، وَإِنْ كَانَ صَادِقًا فِيمَا قَالَهُ . فَالْجَوَاب أَنَّ هَذَا الْعَاصِي بَاقٍ فِي دَار التَّكْلِيف ، جَارٍ عَلَيْهِ أَحْكَام الْمُكَلَّفِينَ مِنْ الْعُقُوبَة وَاللَّوْم وَالتَّوْبِيخ وَغَيْرهَا ، وَفِي لَوْمه وَعُقُوبَته زَجْر لَهُ وَلِغَيْرِهِ عَنْ مِثْل هَذَا الْفِعْل ، وَهُوَ مُحْتَاج إِلَى زَجْر مَا لَمْ يَمُتْ فَأَمَّا آدَم فَمَيِّت خَارِج عَنْ دَار التَّكْلِيف وَعَنْ الْحَاجَة إِلَى الزَّجْر ، فَلَمْ يَكُنْ فِي الْقَوْل الْمَذْكُور لَهُ فَائِدَة ، بَلْ فِيهِ إِيذَاء وَتَخْجِيل . وَاَللَّه أَعْلَم .



(بتصرف خفيف من أختكم: نزع لفظ مثل " كما ذكرنا من قبل " لأنه كان في سياق الكتاب)









آخر تعديل أختكم 2007-06-01 في 09:42.