منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - خوارج القرن الجديد
عرض مشاركة واحدة
قديم 2007-05-31, 20:39   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أختكم
صديق منتديات الجلفة
 
الصورة الرمزية أختكم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

[align=center]قال الذهبي في السير: قال عكرمة بن عمار: حدثني أبو زميل قال: حدثني ابن عباس قال:


لما اجتمعت الخوارج قلت لعلي - رضي اللّه تعالى عنه - : أبرد بالصلاة لعلي آتى القوم قال: فإني أخافهم عليك. قلت: كلا. فقال: أنت وذاك. فلبس حلتين من أحسن الحلل، وكان جهيراً جميلا. قال: فأتيت القوم، فلما رأوني قالوا: مرحباً بابن عباس، فما هذه الحلة؟ قلت: وما تنكرون من ذلك. لقد رأيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم حلة من أحسن الحلل. قال: ثم تلوت عليهم: قل مَن حرم زينةَ اللهِ التي أخرج لِعبَاده " " الأعراف: 32 " الآية. قالوا: فما جاء بك؟ قلت: جئتكم من عند أمير المؤمنين، ومن عند أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وصهره، فأقبل بعضهم على بعض، وقالوا: لا تكلموه فإن الله تعالى يقول: " بَل هُم قَوم خَصِمونَ " " الزخرف: 58 " وقال بعضهم: وما يمنعنا من كلام ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعونا إلى كتاب الله. فقالوا: ننقم عليه خلالا ثلاثاً: أحدها: أنه حكم الرجال في دين الله، وما للرجال وحكم الله؟ الثانية: أنه قاتل، ولم يسب، ولم يغنم، فإن كان قد حل قتالهم فقد حل سبيهم، وإلا فلا. الثالثة: أنه محا نفسه من إمرة المؤمنين، فإن لم يكن أمير المؤمنين فهو أمير المشركين.

قال ابن عباس: هل غير هذا؟ فقالوا: حسبنا هذا. فقال لهم: أرأيتم إن خرجت لكم من كتاب اللّه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، أراجعون أنتم؟ قالوا: وما يمنعنا؟ قال:

أما قولكم إنه حكم الرجال في أمر الله - تعالى - فإني سمعت الله - تعالى - يقول في كتابه: " يحكُمُ به ذوَا عَدل مِنكُم " " المائدة: 95 " ، وذلك في ثمن صيد أرنب ونحوه قيمته ربع درهم، فوض الله - تعالى - فيه الحكم إلى الرجال، ولو شاء أن يحكم لحكم، وقال: " وإن خِفتم شِقَاقَ بَينِهِمَا فَاَبعَثُوا حَكَمَاً مِن أهلِه وَحَكَمَاً مِّن أهلِهَا " الآية " النساء: 35 " ، أخرجت من هذه؟ قالوا: نعم.

قلت: وأما قولكم قاتل، ولم يسب؛ فإنه قاتل أُمَّكُم؛ لأن الله - تعالى - يقول: " وَأَزوَجُه أمَهاتهم " " الأحزاب: 6 " فإن زعمتم أنها ليست بأمكم فقد كفرتم، وإن زعمتم أنها أمكم فما حل سباؤها، فأنتم بين ضلالتين، أخرجت من هذه؟ قالوا: نعم

- قلت: وأما قولكم إنه محا اسمه من إمرة المؤمنين، فإني أنبئكم عن ذلك: أما تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية، جرى الكتاب بينه وبين سهيل بن عمرو كتاب الصلح والهدنة، فقال: يا علي، اكتب هذا ما قاضى عليه محمد رسول اللّه، فقال سهيل: لو نعلم أنك رسول الله ما منعناك الدخول، ولا قاتلناك، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك - فقال عليه الصلاة والسلام - : اللهم إنك تعلم أني رسولك، ثم أخذ الصحيفة، فمحاها بيده، ثم قال: يا علي، اكتب هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله... إلخ فوالله ما أخرجه ذلك عن النبوة، أخرجت من هذه. قالوا: نعم. قال: فرجع ثلثهم، وانصرف ثلثاهم، وقتل سائرهم على الضلالة يوم النهروان .[/align]