[المعزلدين الله]

ايام صعبة لاوباما في افغانستان
رأي القدس

05/10/2009

الاعلان عن مقتل تسعة جنود امريكيين يوم امس اثناء مواجهات دامية في افغانستان، سيشكل حرجاً كبيراً للرئيس الامريكي باراك اوباما وحلفائه الغربيين، خاصة انه، اي الرئيس الامريكي، وضع افغانستان على قمة اولويات سياسته الخارجية.
تعاظم الخسائر البشرية في صفوف قوات حلف الناتو المرابطة في افغانستان، والتي يزيد تعدادها على مئة الف جندي، سيدفع بادارة الرئيس اوباما الى التعجيل باتخاذ قرار بشأن مطالبة الجنرال ستانلي ماكريستال قائد القوات الامريكية بزيادة القوات العسكرية باكثر من عشرين الف جندي لوقف النزيف الدموي، وتحقيق انتصارات على الارض ضد قوات طالبان.
الرئيس اوباما متردد في زيادة عدد القوات لانه يدرك جيداً ان هذا يعني سحب المزيد من الوحدات في العراق وارسالها الى افغانستان، الامر الذي قد يؤدي الى زيادة تدهور الاوضاع الامنية في العراق مع شكوك كبيرة في تحسنها في افغانستان في الوقت نفسه.
ولعل النقطة الاهم هي تلك المتعلقة بمواقف الرأي العام الامريكي تجاه تورط بلاده في حرب لا يمكن كسبها في افغانستان، فقد كشفت استطلاعات الرأي ان ثلثي الشعب الامريكي لا يؤيدون هذه الحرب ويشككون في جدواها او النصر فيها.
الخبراء العسكريون البريطانيون تحدثوا في الفترة الاخيرة بإسهاب عن تطور قدرات حركة 'طالبان' القتالية، وكيف نجحت الحركة في تحقيق انتصارات كبيرة على أرض المعركة من خلال التكتيكات التي تتبعها، مثل توريط القوات الامريكية في التوغل في مناطقها التي تعرفها جيدا، في الجنوب خصوصا، ثم مفاجأتها من خلال حرب عصابات متقنة.
وزيادة عدد القوات اذا ما تقررت، ويبدو انها ستتقرر في القريب، قد لا تغير من الاوضاع على الارض الا بشكل محدود بسبب ضخامة الارض الافغانية، وتضاريسها الوعرة، وشراسة مقاتلي حركة طالبان، وقد صرح قائد طالباني ميداني قبل شهر على هذه المسألة بقوله 'جنود اكثر من قوات حلف الناتو.. خسائر اكبر في صفوفهم'.
شهر أيلول (سبتمبر) الماضي كان دمويا بالنسبة الى القوات الامريكية، وكل المؤشرات تؤكد ان شهر تشرين الاول (أكتوبر) الذي بدأ لتوه قد يكون أكثر دموية.